دعا وزير الثقافة في حكومة إقليم كوردستان حمه حمه سعيد، اليوم الاثنين، إلى جعل حوار الحضارات مبدأ للتعايش السلمي الحقيقي، مشددا على ضرورة التفاف أصحاب الحضارات العريقة حول النقاط التي تجمعهم وليس التي تفرقهم.
وقال حمه سعيد خلال أعمال منتدى الحضارات العريقة بنسختها السادسة في بغداد “من الواضح أن بلادنا المعروفة بوادي الرافدين وبلاد ما بين النهرين، مهد الحضارات العريقة لاسيما الحضارة (السومرية والآشورية والكلدانية والبابلية وإلخ، وواقع أيضا تحت تأثير الحضارة العيلامية والميدية”، مضيفا أن “هذا البلد أول من اخترع الكتابة، حيث ابتدع السومريون فيه الكتابة المسمارية، ومن هنا فتحت الحضارة والإنسانية عينها عليها”.
وأكد حمه سعيد أن “القانون والدستور وضع لأول مرة في العراق، ويعد حمورابي فارس هذا الميدان والمضمار، وشريعته أول الشرائع في تاريخ الإنسانية، ناهيك عن أنهم كانوا بارعين في مجال الزراعة واستخراج المعادن وانتاج البضائع، خذ على سبيل المثال أنهم صنعوا الزجاج في الألف الرابع قبل الميلاد”.
ولفت حمه سعيد إلى أن “الحضارات العريقة في هذا البلد أسست نظام الري وتطورت على أيديهم الإنتاج الزراعي، حيث كشفت أعمال التنقيب أن في نينوى لوحدها 18 طريقة للسقي والري”، مشددا أن “آثار حضاراتنا العريقة تشهد لاصالتنا وتاريخنا الغابر الذي من حقنا أن نفتخر بها لاسيما الحضارية الميدية والعيلامية”.
وأعتبر أنه “من حقنا التساؤل أين نحن ورثة تلك الحضارات من الحضارة العالمية الآن”، مبينا أن “الحضارات العريقة تعايشوا قليلا وتخاصموا وتقاتلوا فيما بينهم كثيرا”، مستدركا “وأننا إذ نعيش في عصر ثورة المعلومات والتكنلوجيا واستمرار الازدهار الإنساني، يحتم علينا الواقع الالتفاف حول النقاط المشتركة والاتخاذ من حوار الحضارات مبدأ للتعايش السلمي الحقيقي”.
انطلقت في العاصمة بغداد، وقائع أعمال النسخة السادسة من فعاليات “منتدى الحضارات العريقة”، برعاية وزارة الخارجية ومشاركة وزيري الثقافة في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم وحضور ممثلي دول اليونان وأرمينيا وإيران ومصر وبيرو وبوليفيا والمكسيك والصين وإيطاليا.