المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
بدأت حقول الدواجن في محافظة نينوى بإستعادة عافيتها، ولكن مع هذا لا يزال قطاع تربية الدواجن في سهل نينوى يواجه الكثير من التحديات التي تسببت في انخفاض مستوى تربيته إلى نسبة تصل إلى أكثر من 60 % خلال الفترة الماضية ، بسبب انعدام الدعم الحكومي وقيام عصابات داعش بحرق وتدمير و سرقة الحقول،ما ودفع بالكثير من مربي الدواجن إلى التقليل من مساحة مشاريعهم ، وبالتالي انعكس ذلك على أسعار اللحوم المحلية في العراق مقارنة بالمستوردة.
سهل معروف
وفي هذا السياق قال مدير زراعة برطلة أحمد ساقي لـ( المسرى) إن ” سهل نينوى معروف على مستوى البلاد بتربية الدواجن كبيض المادة وفروج اللحم، حيث توجد في برطلة والحمدانية بحدود 350 حقلا للدواجن مختصة بفروج اللحم ، و30 حقل دواجن لبيض المائدة “، موضحا ان ” هذه الحقول كانت تعمل سابقا بديمومة واستمرار ودون توقف، مما خلق حالة من الانتعاش الاقتصادي للمنطقة والمحافظة، ولكن بعد سيطرة داعش على المحافظة، قامت تلك العصابات الإرهابية بتدمير وسرقة الحقول بالكامل، ما حدا بأصحابها إلى هجر حقولهم وممتلكاتهم ونزوحهم إلى محافظات أخرى خوفاً على حياتهم”.
تأهيل الحقول
وأضاف ساقي أنه ” بعد عملية التحرير،عاد أبناء المدينة إلى محافظتهم، وأعادوا تاهيل بعضا من حقول الدواجن من جديد، ولكن ليس بالشكل الذي كان عليه سابقا قبل احتلال داعش للمحافظة”، مشيرا إلى أن ” الحقول التي تم تأهيلها اليوم ولديها انتاج لم تتجاوز أصابع اليد، لصعوبة المعيشة وارتفاع أسعار العلف والغلاء وانعدام الدعم الحكومي، وسط كثرة اللحوم المستوردة ورخص أسعارها مقارنة بالمنتوج المحلي”.
نبذة تاريخية
ومن جهته قال صاحب أحد حقول الدواجن في سهل نينوى الدكتور فوزي البرطلي لـ( المسرى) إن ” تربية الدواجن في هذه المنطقة تعود لأعوام ما بين 1978 – 1979، وفي حينه كان هناك دعم حكومي لهذا القطاع الحيوي والمهم، وكانت الأفراخ مستوردة من الخارج ، ومن ثم أنشأت المفاقس في المحافظة وكانت ذات انتاج جيد وغزير”، لافتا إلى أن ” الأفراخ ( الصيصان) كانت مدعومة من الدولة أيضا وذات نوعية جيدة ومعروفة ذات المناشىء العالمية، وحتى الأدوات والمستلزمات التي كانت تستخدم في حقول الدواجن كانت مستوردة ومن شركات عالمية معروفة”.
أعلاف ولقاحات معتمدة
وأكد البرطلي أنه ” حتى الأدوية واللقاحات التي كانت تستخدم في الدواجن من النوعيات الجيدة والمعتمدة، تستورها الحكومة وتوزعها على اصحاب حقول الدواجن بأسعار مدعومة، وأيضاً معمل الأعلاف كانت موجودة في سهل نينوى نعتمد عليها لتربية دواجننا، وفي حالة النقص وقلة الانتاج وعدم الاكتفاء، كان النقص يسد من الأعلاف المستوردة وذات النوعيات الجيدة والتقنيات العالية، ولكن اليوم كل مجهودنا يذهب هباء ونخسر رؤوس أموالنا بسبب ارتفاع الأسعار”.
قاعات مدمرة
أما الموظف في دائرة زراعة سهل نينوى حسين حميد فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” قاعات الدواجن اغلبها مدمرة ولم يعاد تأهيلها، وعليه لا يوجد انتاح، لذلك ندعو الحكومة الاتحادية بتعويض أصحاب حقول الدواجن، لإعادة البدء بمشاريعهم في قطاع الدواجن”، مؤكدا أن ” سهل نينوى يعتبر من المناطق المعروفة بفروج اللحم وبيض المادة”، منتقداً الدولة العراقية بعدم تقديمها اي دعم لأصحاب الدواجن بعد تحرير المحافظة من سيطرة داعش الإرهابي.
دعم حكومي
ومن جانبه، قال صاحب حقل دواجن في سهل نينوى شكر محمود صالح لـ( المسرى) إننا ” نقف الآن أمام مشروع حقل دواجن مدمر يعود إنشاءه للعام 1982، حيث كانت سابقا من الحقول التي لديها انتاج وفير، ولكن بعد دخول عصابات داعش التكفيرية للمحافظة وإحتلالها ، قامت بتخريبها وتدميرها بالكامل، ولحد اليوم لم نستطع إعادة تاهيليها من جديد”، مبينا أنهم ” قدموا طلبات عدة للحكومة من أجل تعويضهم وإعادة إنشائها من جديد، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولم نر أي شيء من الدولة بهذا الخصوص”.
الاكتفاء الذاتي
وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت في وقت سابق عن وصول البلاد الى نسب عالية بتحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض والدجاج، ولكن يجب السيطرة على الأسعار وكلف الإنتاج وتوفير كل مستلزمات وعناصر الإنتاج من العلف أو الأدوية البيطرية، على أمل تحقيق استراتيجية حتى العام 2026 للوصول إلى الاكتفاء الذاتي الكامل دون الاعتماد على اللحوم المستوردة.