خاص – المسرى
يشكو العراقيون بشكل عام وسكان المحافظات الوسطى والجنوبية من شح المياه لري أراضيهم الزراعية ، وسقي مواشيهم التي أصابها الهلاك كما يقول بسبب سرقة حصصهم المائية ، وناحية الدجيلي أحدى تلك المناطق التي تعاني نقصا حادا في مياه الإسالة والخدمات، وشهدت تظاهرات شعبية غاضبة مطالبين بالخدمات الأساسية وفي مقدمتها الماء والكهرباء والطرق وشبكات المجاري جراء تلكؤ وتوقف الشركات العاملة فيها.
العطش قتلنا
وفي هذا السياق قال أحد المزارعين من اهالي محافظة واسط لـ( المسرى) إن ” كما ترون بأنفسكم، العطش قتلنا ” منقدا الحكومة والجهات المعنية بأنها ” لم تلتفت إليهم ولم تدخر وسعا لمعالجة هذه المشكلة، بدليل أن الجدول الذي يروي زراعتهم ومواشهيم قد جفّ منذ حوالي شهرين، والذي يصلهم من مياه غير صالحة للاستخدام، لأنها مياه مالحة”.
نقص حاد
ومن جانبه قال المزارع سبهان مروح من أهالي محافظة واسط لـ( المسرى) إننا ” نسكن هذه المنطقة منذ العام 1958 من القرن الماضي، ولم نشهد شحا للمياه كما يحصل الآن”، مبينا أن ” ناحية الدجيلي في المحافظة تعاني نقصا حاداً في المياه الصالحة للشرب والري، وبالتالي حصة الناحية من المياه تحول إلى شط العرب، حيث عملت جهات متنفذة في الدولة بإغلاق مجاري المياه إلى الدجيلي لتنقلها إلى محافظات أخرى”.
شدة العطش
ولفت أن ” مواشيهم هلكت وماتت من شدة العطش وقلة المياه، وبصرحة حال الناس تحول من السيء إلى الأسوء”، مطالبا الحكومة ورئيس الوزراء بالإلتفات إليهم ومساعدتهم ومعالجة مشاكلهم وإخراجهم من هذا الواقع المزري الذي يعيشون فيه”.
سوء الإدارة
أما المواطن والمزارع صادق البزوني فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” المنطقة تعاني شحا حاداً في المياه، وفي نفس الوقت تعاني من سوء الإدارة والمحسوبية، إلا لماذا هناك مزارعون يسقون مزروعاتهم مرتين في الأسبوع، وآخرين لم تصل ولا قطرة مياه لأراضيهم الزراعية”، مبينا أن ” ناحية الدجيلي في واسط خرجت مرات عدة إلى الشارع للتظاهر ونظمت وقفات احتجاجية للمطالبة بإنصافهم للحصول على مستحقات الناحية من المياه، ولكن دون جدوى”.
حال يرثى له
وأوضح ان ” المشكلة تكمن في أن الجهات المعنية قد أغلقت مجاري المياه الواصلة إلى الناحية بإتجاه محافظات أخرى، وبالتالي حالنا أصبح يرثي إليه، العوائل هجرت الناحية،المواشي أغلبها نفقت من شدة العطش”.
آبار مالحة
في الشأن ذاته، تحدث مدير ناحية واسط القديمة الدكتور عبد الجبار جعفر الزركاني لـ( المسرى) قائلا إن ” أهالي الناحية يعانون بشدة من شح المياه ، وبصراحة أن سكان المنطقة تحملوا كثيرا هذه الأزمة، وللتقليل من معاناتهم، قاموا بحفر الآبار، ولكن لسوء حظهم بسبب قلة الأمطار والجفاف حتى الآبار جفت، أو بالأحرى حتى مياه الآبار أصبحت مالحة”، منوها إلى أن ” الطاقة الاستيعابية لمشروع الدجيلي تبلغ حوالي 42 متر مكعب ، أما حاليا ما يطلق في نهرها بحسب الاستحقاقات المائية المطلقة تبلغ 7 أمتار مكعبة، وما يصل إلى أبناء المنطقة حاليا لا يتجاوز الـ 5 أمتار مكعبة، بسبب التسريبات المائية ووجود بعض التجاوزات على نهر الدجيلي”.
هجرة السكان
وأكد الزركاني أن “سكان الناحية بدؤوا بالهجرة إلى المدن بسبب الشحة المائية التي تعاني منها المنطقة، أضف إلى ذلك نفوق المواشي بسبب سقيها بالمياه المالحة من الآبار المستخرجة” ، داعيا الحكومة والجهات المعنية بتحويل مياه مشروع الدجيلي إلى مستحقيها، ونصب مضخات من أجل إيصال المياه لسكان الناحية”.
تدهور الزراعة
وتعد ناحية واسط القديمة واحدة من نواحي قضاء الكوت، وبحسب الإحصاءات يبلغ عدد نفوس ساكنيها قرابة 13 الف نسمة، ويعتمدون بشكل عام على الزراعة التي تدهورت في الفترة الماضية كباقي مناطق العراق نتيجة شحة المياه وعدم استصلاح الاراضي.