المسرى .. متابعات
أبدى معهد التدرن الوطني التابع لوزارة الصحة، السبت، حاجته إلى دعم حكومي ومـــوارد مالية واستقطاب المـلاكـات الطبية والصحية للعمل ضمن برنامج مكافحته، فيما حذر من انتشار مرض التدرن الرئوي في السجون بسبب ضيق مساحات الاحتجاز.
وأفادت مسؤولة التنظيم الـدوائـي في معهد التدرن الوطني التابع لوزارة الصحة ، منى حميد حــاوي ، ان “المرض يعد بمثابة بيئة طاردة للملاكات الصحية والطبية بسبب قلة التخصيصات المالية وضعف الموارد والدعم الحكومي لمواجهته”.
وقالت حاوي، في تصريح تابعه المسرى اليوم السبت ، إن “المـرض خطير ولكن قابل للشفاء، وفي حالة امتناع المريض عن العلاج فأنه يؤدي إلى الوفاة.
وكشفت حاوي عن صرف أدوية التدرن مجاناً من خـلال 19 عيادة استشارية و139 قطاعاً و2331 مــركــزاً صحياً منتشراً فـي جميع المحافظات تقدم الخدمات الطبية مجاناً، وتحتوي على مختبرات حديثة وأجهزة أشعة.
مشيرة إلـى “وجــود سلة غذائية دوائية للمرضى تقدم بدعم من منظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدرن، توزع بين الأسر الفقيرة مع مبلغ بسيط لغرض تنقل المريض إلى المستشفيات لغرض العلاج”.
حاوي لفتت الى أن “المــرض يكثر فـي المناطق الفقيرة والمزدحمة بالسكان، وأصحاب المناعة الضعيفة، وكبار السن ، ويصيب الأطفال بأعمار دون 5 سنوات، فضلاعن كثرة الإصابات في السجون نتيجة ضيق المــكــان، ويـتـم إجـــراء المسحات والأشعة والتحاليل المختبرية من قبل الفرق الميدانية بالعيادات المتنقلة مع وجود مراكز صحية في كل السجون تابعة للقطاعات التابعة للعيادات الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية”.
مؤكدة أن المرض يعد من أشد الأمراض المعدية فتكاً في العالم وآثــاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية مدمرة على الأفــراد في جميع أنحاء العالم”.
وأعلنت وزارة الصحة، الخميس 24 نوفمبر, 2022 ، تعاقدها مع 11 مصنعا وطنيا مطابقاً للضوابط وتجهيزها بـ51 مادة دوائية خلال تشرين الثاني.
وذكرت الوزارة في بيان تابعه المسرى، انه”أنطلاقا من توجه الحكومة لدعم الصناعة الوطنية وضمن اولويات وزارة الصحة لتشجيع الصناعة الدوائية المحلية وفق معايير الجودة النوعية المعتمدة عالميا من قبل الوزارة، تؤكد دعمها للمصانع الوطنية في البلد”.
موضحة ”تعاقدها مع 11 مصنعا وطنيا مطابقًا للضوابط الوزارية المعتمدة حيث تم تجهيز 51 مادة دوائية خلال شهر تشرين الثاني من العام الحالي من هذه المصانع وشملت مجموعة من الادوية المنقذة للحياة وادوية الامراض المزمنة وادوية الطوارئ وعلاج التدرن الرئوي والمضادات الحيوية وغيرها”.
واكدت الوزارة ان “سياسة دعم المنتج الوطني تندرج ضمن اولويات عملها وانه ستكون هناك تعاقدات جديدة مستقبلا لتشجيع التصنيع المحلي ولدعم الامن الدوائي للبلد”.
لمحة تاريخية عن مكافحة التدرن في االعراق
وبدأ التفكير الجدي بمكافحة التدرن الرئوي سنة1935 حيث أفتتح أول مستوصف صدري بالاْضافة الى تخصيص حوالي مائتي سرير لمرضى السل لمختلف المستشفيات العراقية . وقد كان هذا المستوصف (الى جانب الكرخ) أول مقياس عفوي نبه المواطنين بمشاركة السلطات الصحية في مكافحة هذا المرض فتم تأسيس جمعية التدرن الرئوي سنة 1944 ، وحاولت هذه الجمعية مزاولة نشاطها عن طريق التبرعات وانشاء المستشفيات ، وباشرت بانشاء مستشفى التويثة حيث بدأبمائتي سرير ولا زالت المستشفى قائمة تضم الآن أكثر من ألف سرير.
وفي سنة 1951 أنشأت الحكومة ثاني مستوصف صدري في بغداد زاول أعماله بنجاح. وفي شهر مايس 1952 وبجهود من جمعية مكافحة التدرن أشتركت أجهزة الدوائر الصحية مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف لإجراء أول عملية تطعيم ضد مرض السل باللقاح المعروف B.C.G ودرب لهذا الغرض فريق من الفنيين العراقيين . وقد أجريت عمليات الكشف عن نسبة العدوى أولا باستعمال إختبار التوبركلين حيث أظهر نسبة عدوى عالية باستعمال التوبركلين المقرر من قبل منظمة الصحة العالمية (PPDRT ) وبزرق خمس وحدات توبركلينية (5TU) واعتبرت القراءة الموجبة 5 مليمترات ( 5mm,Induration ) ..
واستغرقت هذه العملية حوالي أربع سنوات (1952- 1955 ) وعلى ضوء النتائج الاولية لهذا المسح تقرر أن يوضع منهاج واضح وخطة مرسومة لمكافحة السل في العراق وأنشيء معهد مكافحة التدرن سنة 1954 وفي سنة 1961 جرت مسوح عامة على المجتمع لإكتشاف حالات الاصابة باستعمال الطرق المتعارف عليها وأعتبر قياس شدة الفعالية للتوبركلين 10 ملمترات بدلا من5ملم (الحاصل سنة 1952).
يعد مرض التدرن الرئوي من المشاكل المهمة في قضايا الصحة العامة في العراق طوال العهد الملكي ، وسمي احياناً بالمرض الاجتماعي ، لأن الإصابات به تحدث بصورة رئيسة في أوساط الأحياء الفقيرة والمزدحمة ، ولاسيما في المدن وفي المقدمة منها بغداد وكربلاء والنجف وأول أسبابه هو سوء التغذية والعيش في المساكن غير الصحية والمزدحمة حيث لا تتوفر فيها التهوية، ولا تدخلها أشعة الشمس.
وينتقل هذا المرض عادة عن طريق الرذاذ المعدي الذي يزفره الشخص المصاب ، وعن طريق تناول الحليب الملوث ، وبسبب عادات اجتماعية تنم عن انخفاض الوعي الصحي كالعطاس الطليق والبصاق غير المقيد.