المسرى .. متابعات
أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الإثنين ، عن تراجع كبير في مخزون البلاد المائي بسبب شح الامطار والتغير المناخي.
وذكر مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات بالوزارة علي راضي ثامر في تصريح صحفي تابعه المسرى ، بشأن ما تحقق من الإيرادات المائية خلال المدة الماضية جراء هطول الأمطار والسيول، “أنها لم تتجاوز الـ 600 مليون متر مكعب، وقد وصلت إلى المنظومة الخزنية ضمن سدود حديثة والموصل ودوكان والعظيم”.
لافتا ، الى أن “مخزون البلاد المائي، وعقب تعزيز الرية الأولى للموسم الشتوي، ومناطق الأهوار، وإيصال المياه الى شط العرب لدفع اللسان الملحي وتأمين المياه لمناطق البصرة، لم يتبق منه سوى 25 بالمئة فقط”.
مؤكدا ، وجود مؤشرات بحدوث هطول للأمطار في بعض مناطق البلاد خلال المدة المقبلة بسبب التغيرات المناخية الحاصلة في العراق والمنطقة ككل، معربا عن أمله بأن تكون تلك الأمطار جيدة وفق المؤشرات بما يسهم بتعزيز وتعويض النقص الحاصل في مخزون البلاد المائي جراء استنزافه على خلفية ثلاثة أعوام من الجفاف.
وصنفت تقارير الأمم المتحدة العراق ضمن خمس دول هي الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، لجهة الارتفاع الهائل في درجات الحرارة، والتناقص غير المسبوق في الإيرادات المائية، من دول المنبع.
ويشكو المواطنون بشكل عام وسكان المحافظات الوسطى والجنوبية من شح المياه لري أراضيهم الزراعية ، وسقي مواشيهم التي أصابها الهلاك بسبب سرقة حصصهم المائية، حسب تعبيرهم ، وناحية الدجيلي أحدى تلك المناطق التي تعاني نقصا حادا في مياه الإسالة والخدمات، وشهدت تظاهرات شعبية غاضبة مطالبين بالخدمات الأساسية وفي مقدمتها الماء والكهرباء والطرق وشبكات المجاري جراء تلكؤ وتوقف الشركات العاملة فيها.
العطش قتلنا
وفي هذا السياق قال أحد المزارعين من اهالي محافظة واسط لـ( المسرى) إن ” كما ترون بأنفسكم، العطش قتلنا ” منتقدا الحكومة والجهات المعنية بأنها ” لم تلتفت إليهم ولم تدخر وسعا لمعالجة هذه المشكلة، بدليل أن الجدول الذي يروي زراعتهم ومواشهيم قد جفّ منذ حوالي شهرين، والذي يصلهم من مياه غير صالحة للاستخدام، لأنها مياه مالحة، منذ ذلك الحين .
في موضوع ذي صلة ، كشفت وزارة الثقافة والسياحة والآثـار، نوفمبر 10, 2022 عن شح أعداد الزائرين إلى المدينة السياحية في الحبانية خلال الآونة الأخيرة. وقالت إن” السبب يعود الى قلة مناسيب المياه وتأثر الخدمات بهذه المشكلة.”
مدير عام المدينة التابعة للوزارة مؤيد سليمان المشوح أشار في تصريح تابعه /المسرى/ ، الى أن “مستوى المياه انخفض بشكل كبير ، وبالتالي أصبحت المدينة تعاني مـن شح مياه الشرب، وعـدم سقي الحدائق والمـزروعـات، بسبب عـدم إمكانية استخدام المحطة الخاصة بسحب المياه نتيجة انخفاض المناسيب”.
موضحا ، أن “قلة توافد الزائرين إلى المدينة يعود لانخفاض منسوب مياه البحيرة، وفتح مجراها إلــى نهر الفرات لغرض إيصال حصص المحافظات الجنوبية التي تعاني مـن الـشـح، عــلاوة على حلول موسم الشتاء”.
لفت المشوح ، الى أنه “تم تأهيل المدينة الى مرحلتين الأولــى بجهود ذاتـيـة شملت تأهيل 130 شاليهاً والحدائق، والمسرح البابلي، أما الثانية فتضمنت صيانتها من خـلال الاستثمار بواقع 170 شاليهاً سيتم افتتاحها قريباً، فيما تم التعاقد مع شركة محلية لتأهيل الفندق الذي وصلت نسبة إعماره إلى 30 بالمئة”.
من جهته شدّد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، في نوفمبر 4, 2022 على ضرورة إيلاء موضوع شح المياه في البلد أهمية قصوى، وتنبيه الراي العام الى خطورته، وأهمية المضيّ قدماً نحو إيجاد الحلول المناسبة والواقعية لهذه المشكلة.
جاء ذلك خلال كلمة له في (ملتقى بحر العلوم للحوار) ضمن فعاليات مشروع “ظمأ العراق”،
وقال رئيس الجمهورية ” يسرّني أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لكل الاخوة العاملين في (ملتقى بحر العلوم للحوار) على مساعيهم المتميزة في تنبيه الرأي العام الى خطورة شح المياه التي يعاني منها العراق بشكل يبعث على قلق حقيقي في كل العراق، فضلاً عن تقديمهم المقترحات العلمية التي تعمل على إيجاد الحلول المناسبة والواقعية لمشكلة النقص في المياه.
كما أتقدم بالشكر الى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لإسهامهم الفاعل في هذا المجال الهام؛ والذي يأتي إدراكا منهم لأهمية الأمن المائي في حياة الشعوب.
أشكر الحكومة العراقية لاهتمامهم في هذا الخصوص، خاصة وزارة الموارد المائية ووزارة البيئة.
إن حضور فعاليات المشروع لها أولوية بالنسبة لي على الرغم من انشغالاتي وارتباطاتي التي تعرفونها جميعا، ولكن المشاركة في هذه المحافل هي أساسية لإعطاء الموضوع أهميته التي يستحقها، ولتشجيع المهتمين بشؤون المياه لتقديم كل ما بوسعهم من أجل بذل أقصى الجهود لحل هذه المشكلة المزمنة خاصة في العراق.