خاص – المسرى
أكدت رئيسة منظمة “نقاهة” لمعالجة إدمان المخدرات إيناس كريم، أن كل ما يظهر للإعلام من أرقام بشأن المتعاطين والمتاجرين بالمخدرات ليس حقيقياً، سواء أعداد ضحايا آفة المخدرات أو أعداد المتاجرين بها، بسبب الانتشار الواسع للمخدرات في كافة محافظات العراق وعدم وجود أعداد دقيقة للمدمنين أو تجار المخدرات عند القوات الأمنية.
وقالت إيناس كريم خلال مشاركتها في برنامج (لقاء المسرى) الذي يبث على قناة (المسرى): إن “مدمني المخدرات يصعب التعامل معهم وإقناعهم، لذلك فإن أعداد الذين يخضعون للعلاج قليلة في المستشفيات”.
وبشأن انتقال المخدرات إلى فئة الشباب، أضافت كريم، أنه “يتم استهداف الشباب المدمنين عن طريق ترويج المخدرات واستغلال أوضاعهم المادية والعائلية من قبل تجار المخدرات بتوفير السكن والمال وفرص العمل لهم، مقابل استلامهم كمية من المخدرات وتوزيعها على الشباب مجاناً لعدة مرات، إلى أن يدمن بعض الشباب الموزع عليهم، الأمر الذي يجبرهم على التعاطي وبعدها الترويج لهذه الآفة الخطيرة ومن ثم التجارة بها”.
وحول كيف ينظر قانون المخدرات والمؤثرات العقلية للمدمن على المخدرات، أكدت رئيسة منظمة “نقاهة” لمعالجة إدمان المخدرات إيناس كريم، أن “القانون ينظر إلى المدمن على أنه مريض ويحتاج إلى علاج ولا تقام دعوى جزائية من أقدم على العلاج ولا يحاسب قانونياً، أما إذا تم إلقاء القبض على الشخص متلبساً وبحوزته مخدرات أو يتعاطى أو يتاجر بها، ففي هذه الحالة يحاسب قانونياً”.
وبصدد مراكز علاج الإدمان على المخدرات، قالت كريم: إن “مراكز علاج الإدمان على المخدرات قليلة جداً في العراق ولا ترتقي لمستوى هذه الآفة الخطيرة وكل محافظة تحتاج إلى افتتاح مركزين متخصصين لعلاج الإدمان بالمخدرات، حتى يكون بالإمكان معالجة أكبر عدد ممكن من المدمنين”.
وبشأن آلية علاج المدمن على المخدرات، قالت إيناس كريم: إن “علاج الإدمان يتم عن طريق ثلاث مراحل، الأولى هي مرحلة الإقناع والثانية هي سحب المادة السامة من جسم المدمن من خلال أدوية معينة يصفها الطبيب المختص للمتعاطي، ومن ثم مرحلة التأهيل النفسي وهي أصعب وأهم مرحلة لعلاج المدمن، لأن المدن لن يعبر مرحلة الإدمان إذا كان التأهيل النفسي ليس كافياً وبطريقة غير صحيحة”.
وأوضحت إيناس كريم، أن “علاج المدمنين ليس من عمل المستشفيات وإنما عمل مؤسسة “نقاهة” التي أحد أهدافها هي المعالجة والتوعية بعدم النظر إلى المدمن على أنه شخص سيئ أو منبوذ، بل النظر إليه على انه ضحية وشخص مريض يحتاج إلى فرصة وعلاج”.
وأشارت إلى ان “غالبية المدمنين على المخدرات لديهم مشاكل والبعض منهم لا يعانون من أي مشكلة، بل مجرد فضول لتعاطي المخدرات”.
وحول انتشار المخدرات في أوساط الطلبة في المدارس وارتفاع أعداد المتعاطيات للمخدرات، أكدت إيناس كريم، أن “نسبة تعاطي البنات للمخدرات مرتفعة جداً، حيث يتم استهداف الطلبة بإقناعهم في البداية على أنها مجرد فيتامينات ومقويات تخفف من ضغط الدوام والامتحانات”.
وأضافت كريم، أن “هناك فئة من النساء هي فئة النساء المعنفات، التي تعاني من مشاكل عائلية، يتم إغراؤها بترك الزوج والأهل مقابل توفير مبلغ جيد من المال والسكن، وبعد الإدمان على المخدرات يصبحن مروجات للمادة بتوزيعها على كافة النساء اللاتي يعانين من نفس المشكلة”.
وبشأن عدد الحالات التي تخرجت عن طريق منظمة “نقاهة” وخالية من المخدرات، قال إيناس كريم: إنه “تمت معالجة 1200 حالة بنجاح على مدى سنوات وهناك حالات تم الفشل في معالجتها، لأن 70% من العلاج يعتمد على المدمن نفسه، فإذا لم يكن المدمن مساعداً في التخلص من الإدمان سيكون من الصعوبة علاجه بترك المخدرات، بسبب البيئة المحيطة به، سواء المنزل أو المنطقة”.