المسرى ..متابعات
بات قضاء الطارمية، وفق خبراء في المجال الأمني ، ثغرة عصية على الحل، وبين فترة وأخرى يشهد القضاء استهدافا للقطعات الأمنية، مؤكدين أن الخروق سببها الضعف الأمني والاستخباري وعدم تنويع مصادر المعلومات.
الخبير في الشأن الأمني والاستخباري فاضل أبو رغيف يقول ، خلال حديث تابعه /المسرى/ إن “قضاء الطارمية ليس منطقة صغيرة أو محدودة، فهذا القضاء طالما شكّل عقدة مقلقة بالنسبة لخواصر بغداد الشمالية، وهو مشغول بمساحة زراعية تبلغ أكثر من 100 ألف فدان، ويحتوي على أكثر من 1400 حوض لتربية الأسماك حتى أن بعض هذه الأحواض تستخدم لتمويل بعض الجماعات الإرهابية بنسبة معينة”.حسب تعبيره
الفياض : أهالي الطارمية استطاعوا امتلاك القدرة والمبادرة والانتفاض بوجه العصابات الإرهابية
ويتابع أن “تنظيم داعش لا يعتمد على الكثرة بقدر اعتماده على النسبة، بمعنى انه يعتمد على بعض الأفراد حتى إذا كانوا متناثرين هنا وهناك، لكنهم يؤثرون”.
يؤكد أبو رغيف أن “قاعدة البيانات والمعلومات مفعلة على مدار الساعة، لكن تحتاج إلى تجديد المصادر ومضاعفة عددها ونحتاج إلى تفعيل دور المختار، كما نحتاج إلى كاميرات حرارية، إضافة إلى عيون تراقب على مدار الساعة، وكل هذا مع ضربات جوية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وأهالي تلك المناطق”.
وشهد قضاء الطارمية، في الأيام الأخيرة ، انفجار عبوة ناسفة، مستهدفة دورية للجيش، أدت إلى استشهاد آمر فوج برتبة مقدم ركن وجنديين وإصابة معاون المقدم وجنديين.
من جانبه، يرجع الخبير العسكري العميد المتقاعد عدنان الكناني، سبب الخروقات المتكررة في قضاء الطارمية خلال حديث إعلامي ، إلى “الضعف في الجهد الاستخباري والأمني، فلو كان هناك عمل دقيق من الناحية الأمنية والاستخبارية، لن تكون هناك أي خروقات ويتم إفشال أي مخطط قبل وقوعه، خصوصاً أن قضاء الطارمية يحتوي على مضافات لتنظيم داعش، وفي القضاء أيضا خلايا نائمة خطيرة، ولهذا هناك صعوبة في السيطرة على هذا القضاء”.
ويتابع الكناني أن “السيطرة على الملف الأمني في قضاء الطارمية يحتاج إلى تكثيف الجهد الاستخباري من خلال الاعتماد على مصادر مدربة على هذه المهمة حتى يتم زجهم، ويتم الاعتماد عليهم بنقل المعلومات الأمنية الصحيحة والدقيقة، فلا يمكن الاعتماد على أشخاص غير مهيئين لهكذا مهمة خطرة وكبيرة”.
يذكر أن الطارمية تبعد 50 كلم عن مركز العاصمة بغداد، وشهدت أكثر من 20 عملية عسكرية لتطهيرها، واشتملت العمليات على مداهمات واشتباكات، لكنها ما تزال بؤرة لعناصر التنظيم منذ أكثر من 6 سنوات.
ويشهد قضاء الطارمية هجمات مستمرة ضد القوات الأمنية، خاصة تلك التي تم خلالها تنفيذ عمليات كبرى للبحث عن عناصر داعش في بساتينه وطرقه النيسمية، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل استشهاد العميد الركن أحمد عبدالواحد محمد اللامي، آمر اللواء 29 فرقة المشاة السابعة أثناء تعقبه مجموعة إرهابية إلى جانب ضابط برتبة ملازم أول، في 28 تموز يوليو 2020، وذلك بعد أيام فقط من استشهاد آمر اللواء 59 التابع لفرقة المشاة السادسة في الجيش العميد الركن علي حميد في ذات المنطقة.
يشير ، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية كريم عليوي، خلال حديث إعلامي ، أن “تكرار الخروقات الأمنية في الطارمية، يدل على وجود خلل في الخطط الأمنية الخاصة بالقضاء، وكذلك ضعف الجهد الاستخباري، ولهذا ستكون هناك استضافة للقيادات الأمنية والعسكرية المسؤولة عن هذا الملف لمعرفة أسباب هذه الإخفاقات المتكررة”.
ويضيف عليوي، أن “قضاء الطارمية مازال يضم بعض الخلايا الإرهابية الخطيرة في بعض مناطقه، والجهد الاستخباري هو ما يفترض أن يكشف عنها، ولهذا يجب تكثيف هذا الجهد مع تنويع مصادر المعلومة”.
وأعلن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، في 22 شباط فبراير 2021، عن معادلة أمنية جديدة أُسست في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، تتمثل بتصدي أبناء القضاء بإسناد الحشد الشعبي والقوات الأمنية لفلول داعش الإرهابي، مؤكدا أن أهالي الطارمية استطاعوا امتلاك القدرة والمبادرة والانتفاض بوجه العصابات الإرهابية، حيث أن العملية الأخيرة لم تحصل مثلها منذ سنوات، كما تم الإيعاز بمضاعفة عدد فوج الطارمية وسد كل النواقص والتجهيزات وإظهار الدعم الكامل لعوائل الشهداء والجرحى.