جدة – علي السامرائي
اسدل الستار على معرض جدة الدولي للكتاب 20022 بعد نجاح لافت واقبال كبير على اجنحته التي ضمت مشاركات عشرات دور النشر لاكثر من 21 دولة عربية واجنبية.
وقدم المعرض في خضم العصر الحديث وتقلباته السريعة فرصة للاهتمام بادب الاطفال من اجل التعلم والمتعة وتعزيز الوعي بعد ان غاب او غيب هذا النوع من الادب عن رفوف المكتبات العربية على حساب اهتمامات اخرى.
وقدمت دور نشر اجنبية وعربية تجارب فريدة، تفيض بالمعارف والفنون ومبادئ تعزز قيم الصغار وتدفعهم ليكونوا قدوات المستقبل من خلال تلاقي الثقافات المتنوعة لتوسع آفاقهم.
ويقول يمان ادلبي من مؤسسة الاشياء الصغيرة في المانجا وهي مؤسسة ثقافية يابانية تهتم بالاطفال والناشئة بان الثقافة اليابانية لها تاثير في تنمية القدرات عن الطفل كيف الانفتاح على الثقافات الاخرى.
واضاف ادلبي بان “وجود جناح المانجو في المعرض يمنح فرصة لتاكيد ان الجميع في عالم واحد والبلدان تحتاج الى تنمية الثقافات “، مشيرا الى ان “اقبال الاطفال على شراء الكتب ذات الثقافة اليابانية امر يثير الاستغراب بكون الاطفال مطلعين على الشخصيات المعروفة في اليابان ومنها مجسمات ترتبط باذهان الاطفال في الكتب ويراها واقعا مجسدا امامه فالعالم صغير والثقافات باتت متقاربة”.
وتهتم دار المحروسة وهي نشر مصرية بنشر الادب المصور الخاص بأدب الأطفال والناشئة لمواجهة تحديات لجوء الاطفال الى الادب بلغات اخرى غير العربية.
واشار محمد خيري من دار المحروسة الى ان الدار “قامت ضمن اهتماماتها باصدار سلسلة قصص منها قصة احداث مؤسفة التي تعد من اهم الكلاسيكيات بأدب الناشئة في العالم كما قامت اخيرا بترجمة قصة من جنوب أفريقيا كاول قصة مترجمة للناشئة من هذا البلد.”.
ويرى خيري ان معرض جدة للكتاب يقدم فرصة مهمة للترويج لادب الاطفال والناشئة ومعرفة احتياجات الاطفال وتعريف الجمهور بالاصدارات الاصيلة او المترجمة وفي مجال الادب المصور الذي يشبه ادب المانجا ااياباني .
ويؤكد خيري بان ” دار المحروسة تعمل على الحفاظ على القارئ العربي وخاصة الاطفال عبر إصدارات مترجمة ومصورة الى اللغة العربية بعد ان تحول الكثيرون الى القراءة باللغة الانجليزية “.
وتحلق نهى نبيل من دار اروى العربية في اجواء كتاب حفلة الشاي مع سندريلا وعشرة شخصيات منها ريبونزل وبيتربان وعلاء الدين وتندمج مع حوار الشخصيات في الكتاب الذي يناسب اليافعين والكبار.
وتؤمن نبيل بمقولة ان “كتب الأطفال ليست للاطفال فقط ” حيث تهتم الدار ” التي تضم اقسام الاطفال واليافعين بثراء الفكرة والمتعة والألوان وهو ما اهل الدار للحصول على جائزة التميز في معرض الرياض ” لافتة الى ان ” الدار تركز على نشر القصص بطريقة بسيطة للطفل من خلال التعامل مع رسامات محترفات واخراج الكتاب بصورة تتلائم مع استجابته لما هو معروض”.
ومزج معرض جدة للكتاب بين التطور التقني والرقمي والذكاء الاصطناعي ومناطق الخيال العلمي من اجل تحقيق تنمية في القدرات ومواكبة التطورات في مجال صناعة الكتاب والاستفادة من القراءة.
ويؤكد ابراهيم الرملاوي من شركة بن شمارك على ان منطقة الخيال العلمي تستقطب الاطفال والكبار على حد سواء في جناحها الكبير في معرض جدة الدولي للكتاب.
وقال الرملاوي بان “المنطقة تضم اقسام الرسم والأفلام والتعريف بالخيال العلمي لدينا جدارية تمثل تاريخ الخيال العلمي وورش العمل الخاصة بالتدريبات على الرسوم.”
وعرضت في منطقة الخيال العلمي في معارض زجاجية نماذج اصلية لسيوف وخناجر واسلحة اسطورية استخدمت في افلام مشهورة من بينها افاتارز وسيد الخواتم و لو هيبت واسانز كريد.
وعبر الرملاوي عن هدف مهم لمؤسسته يتمثل بالمزج بين القراءة والكتابة وبين الخيال العلمي القراءة لانشاء جيل يفهم في الخيال العلمي ويقدم أفكارا فيه “فالتقدم التكنولوجي والتقنية إلذي حدث ويحدث الآن كان في الماضي عبارة عن خيال علمي ولدينا طموح بصناعة جيل عربي أو سعودي متمكن ومتمرس في صناعة الخيال العلمي ومنافسة الآخر فمثل هذه المعارض توفر الفرصة لخوض تجارب جديدة تسمح بان يدخل الكتاب او القراءة ضمن نطاق جديد في عالم جديد قائم على التطور التقني.”
ويعد الذكاء الاصطناعي من اهم المجالات التي يمكن من خلالها استثمار التقدم التقني في خدمة القارئ والكتاب على حد سواء فمكتبة اطبع مؤلف او دار نشر اول منصة عربية تقدم خدمة الطباعة عند الطلب عبر روبوت الي مسخر لهذا الغرض بشكل يلفت الانظار .
ويقول عبد الاله المهنا احد موظفي المكتبة ان ” المكتبة تتيح لبعض المؤلفين في حال تاليفه لكتاب ورغب بالنشر وتعرض لمحددات معينة لدفع قيمة الطباعة او كمياته نقدم خدمة مجانية تتمثل بكون الطباعة حسب الطلب حتى لو نسخة واحدة فليس لدينا هدر بالورق ولا تخزين لدينا ولو عرض الكتاب في المنصة حتى لو لم يتم طبع الكتاب لمدة سنة لن يخسر شيئا ونحرص على ايصال الكتاب لجميع أنحاء العالم
ونوه المهنا الى ان الدار تمتلك روبوت او رجل الي ضمن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وتسخيره “لخدمة القارئ وصناعة الكتاب فيتم طباعة اي كتاب خلال 8 ويتم تسليمه للزبون من قبل الروبوت.”
ولفت المهنا الى ان “اطبع مكتبة الكترونية تحرص على مواكبة التطور التكنولوجيا لجذب القراء ولهذا استعنا بروبوت لاظهار فوائد التقنية واطلاعهم على كيفية طبع الكتب دون تدخل بشري وتسليم الكتاب الى الزبون من قبل الرجل الالي”.
وشهد معرض جدة في ختام اعماله التي تميزت باقبال شعبي كبير العديد من الانشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي تميزت بالابداع والثراء في حيث بحث مختصون التحديات والحلول اإيجاد الطريقة المثلى لإيصال الموسيقى العربية إلى العالمية،كما قدم الكاتب المصري الساخر كشف اسرار للكتابة الساخرة وحضورها في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن حوار اجراه د. عبدالله أبا الخيل مع مجموعة من المختصين عن المجلات الثقافية: هل لها مكان في الأفق؟” الى جانب مناقشة نخبة من الخبراء في ندوة حوارية مثرية لتاريخ الحضور الفرنسي في مدينة جدة وما له من بصمة ظاهرة في مجالات متعددة.