الكاتب.. علي عزيز السيد جاسم
مؤسسات كبيرة ، تعاني من إنعدام النظافة والمظهر اللائق ويبدو ان المسؤول الاول فيها لم يكلف نفسه يوماً الاطلاع على شكل دائرته من الداخل و الخارج وكذلك يتبع سنته مدير الادارة او القسم او الجهة المعنية بالنظافة والخدمات داخل اروقة الدائرة و امامها.
وهنا لا اقصد دائرة بعينها ولكن على سبيل المثال ان الدائرة المعنية بنظافة وتجميل العاصمة لم تنظر الى سياجها الخارجي و ما امامه وما يقابله على الجانب الاخر وهذا منذ سنوات طويلة ، دائرة اخرى معنية بالتربية في جانب الرصافة على سبيل المثال تجعل الطلبة الذين يراجعونها يقفون في طوابير طويلة ـ خلال رحلة الصيف والشتاء ـ حيث المراجعة عبر النوافذ الصغيرة (الشبابيك) مع نفحات سموم الهواء المنبعث من المكيفات ولا يوجد كرسي او مسطبة للاستراحة ولا حمام خاص بالمراجعين ولا براد ماء ولا مبردة هواء (لا تهش ولا تنش) كأهون الشرين ، هذه الحال هي حال اغلب الدوائر التي يعود التقصير فيها الى المسؤول الاول المعني عنها.
قلة من المسؤولين في حكومة السيد السوداني حذوا حذوه في الخروج بجولات مباشرة للاطلاع على حال الدوائر ، وكنت وما ازال اتمنى اعطاء توجيهات لكافة المدراء العامين لاسيما في الدوائر الخدمية و ذات التماس المباشر مع المراجعين والمواطنين بأن يقوموا بجولات في دوائرهم اولاً وتصحيح الاخطاء الموجودة فيها لاسيما طرق التعامل مع المراجعين واذلالهم وكأنهم اسرى حرب وهذه حقيقة وليست مبالغة ومن يجدها كذلك معناه انه لم يراجع دوائر التقاعد والجنسية وبعض المصارف … الخ من دوائر الدولة التي ليست المستشفيات اسوأ حالاً منها.
في بداية تشكيل حكومة السيد عادل عبد المهدي ، قدمت مجموعة مقترحات عن طريق شخص معرفة ، ربما وصلته بأسم شخص اخر لكن لا يهم ، اخذ ببعضها و لم يؤخذ بالاخر ، واليوم نكررها لكن بصيغة اقل حماسة ، اذ بامكان (الجهد الاعلامي) وهو ما افضل تسميته وتأسيسه في مرحلة حكومة السيد السوداني لتتوافق مع منهاج الحكومة و تطلعاتها ، حيث تكون المهام الاعلامية مختلفة تماماً عن سابقاتها ومنها على سبيل المثال تشكيل فريق اعلامي من افراد مشهود لهم بالنزاهة والحق و الصدق والعمل من اجل اصلاح الخلل وخدمة الوطن من خلال خدمة المواطن تكون مهامه بشكل رسمي الدخول الى اروقة جميع مؤسسات الدولة ودوائرها بشكل مباغت (عدا الجهات الحساسة التي يستوجب التعامل معها بشكل مختلف) ويقوم الفريق برصد وتصوير واجراء مقابلات مع المواطنين والمراجعين ونقل صورة الدائرة الى المسؤولين الاعلى في تلك الدوائر والوزارات المسؤولة عنها واعطائهم مهلة لاصلاح الخلل قبل رفع التقارير الى اعلى سلطة حكومية او الى مكتب او السيد السوداني نفسه كنوع من التخويف والضغط وكعين مفتوحة على الجميع تنقل المشاهد للسيد رئيس الوزراء.
عمل هذا الفريق يختلف عن عمل لجان التفتيش الروتينية او لجان النزاهة ، حيث من الممكن ان يقون العمل بالترغيب والترهيب وليس فقط بالترهيب والاساءة للموظفين والتحدث معهم بلغة فوقية توعدية من شأنها زيادة الطين بلة!
نقلا عن صحيفة الدستور