أكدت الاكاديمية والاعلامية الدكتورة شيلان فتحي أن الاتحاد الوطني دوما يدعم المرأة وحقوقها، مشددة على أهمية حملة مناهضة العنف في اقليم كوردستان.
وقالت الدكتورة شيلان فتحي وهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة خلال مشاركتها في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن واقع المرأة في المجتمع الشرقي بشكل عام ومن ضمنه العراق واقليم كوردستان شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة لكنه لم يصل إلى ما تطمح له المرأة ولا يمثل مكانة المرأة.
شيلان فتحي: القوانين في العراق تعيق تقدم المرأة
وأضافت الدكتورة شيلان فتحي أن نسبة النساء في المجتمعين الكوردستاني والعراقي أكثر من الرجل لكن وجودها بفاعلية داخل الأنشطة الحكومية والسياسية لا تمثل هذه النسبة وكفاءتها ونضالها منذ تكوين الدولة العراقية، مشيرة إلى أن المرأة في الجانب الاجتماعي لاتزال تتعرض للاضطهاد والعنف من قبل اسرتها ومن قبل المجتمع بشكل عام.
وتابعت الدكتورة شيلان فتحي ان الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة الرئيس بافل طالباني وبجهود قوباد طالباني نائب رئيس اقليم كوردستان، رأى هذه السنة بأن تكون حملة مناهضة العنف ضد المرأة مختلفة عن السنوات الماضية، حيث يتم تنظيم فعاليات وأنشطة في الارياف والقرى والاقضية وليس الاقتصار على المدن الكبيرة، موضحة أن نسبة من إستفادوا من الحملة هذه السنة كان أكبر منه في السنوات الماضية.
شيلان فتحي: الاعلاميات يقمن بدورهن في مناهضة العنف
وعن الأسباب التي تؤدي لبروز ظاهرة العنف ضد المرأة، قالت الدكتورة شيلان فتحي بأن الاسباب كثيرة، مشيرة إلى أنه عند الحديث عن حقوق المرأة نرى جبهة تفتح ضد هذا المصطلح، موضحة أن مجتمعنا ينقسم إلى قسمين اولهما لا يتقبل أي شيئ وهؤلاء لا يمكن مناقشتهم، وثانيهما متخوف من أي شيئ جديد, مشددة على أن حملة مناهضة العنف ضد المرأة كانت تهدف لتعريف كلمة (الجندر – التنوع الاجتماعي) وأن الغاية منه أن تؤدي المرأة دورها داخل المجتمع وليس على حساب الرجل، مشيرة إلى أن العادات والتقاليد في المجتمعات الريفية أيضا أحد أسباب بروز ظاهرة العنف.
وشددت الدكتورة شيلان فتحي على أن الحملات التوعوية لها تأثير على المجتمع ومع مرور الزمن نستطيع تغيير الافكار التقليدية التي تنظر بدونية للمرأة، مشيرة إلى أن أي محاضرة أو ندوة عقدت في إطار حملة مناهضة العنف ضد المرأة في اقليم كوردستان تؤثر على الجمهور، مؤكدة على أن المجتمعات قادرة على التطور ويجب العمل على توعية الفرد داخل المجتمع وتربيته تربية ذهنية منذ الصغر.
واشارت الدكتورة شيلان فتحي أن الندوات التي تقعد في إطار حملة مناهضة العنف لا تقتصر على المرأة فقط، موضحة أن الدعوات لحضور المحاضرات كانت موجهة للجميع، مشيرة إلى أن إحدى المحاضرات التي ألقتها في كركوك كان حضور الرجال نحو 50%، مشددة على أن المرأة لا يمكن أن تحصل على حقوقها دون مساندة الرجل لها.
من جانب آخر أشادت الدكتورة شيلان فتحي ببيان رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني إبان إنطلاق الحملة، مشددة على أن البيان لم يأت إعتباطا، لافتة إلى أن إحدى لجان ملتقى الاتحاد الوطني الذي عقد منتصف العام الجاري وهي لجنة المرأة رفعت مطالب النسوة داخل الاتحاد الوطني إلى قيادته وبيان الرئيس بافل طالباني كان إستجابة لهذه المطالب، مؤكدة أن دعم الاتحاد الوطني للمرأة ليس بالامر الجديد فالرئيس مام جلال كان دائما يدعم المرأة، مشيرة إلى أن دعم المرأة بات جزءا من الفكر السياسي للاتحاد الوطني.
شيلان فتحي: حملات التوعية تشمل الرجال أيضا
وعن دور نائب رئيس حكومة الاقليم قوباد طالباني لحملة مناهضة العنف ضد المرأة، قالت الدكتورة شيلان فتحي أن قوباد طالباني مؤمن بحقوق المرأة لأنه نشأ في بيئة وأسرة النساء داخلها قويات، مشيرة إلى أن قوباد طالباني كان في بعض الاحيان وحيدا في مناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدة أن جهود قوباد طالباني متميزة ومغايرة لكثير من جهود السياسيين على الساحة العراقية.
وعن دور القوانين النافذة في مناهضة العنف ضد المرأة، شددت الدكتورة شيلان فتحي على أن القوانين في البلد تعيق تقدم المرأة والمجتمع ككل، واصفة القوانين في المجتمعات الشرقية ومنها المجتمع العراقي بالقوانين المجحفة، ولا تناصر حقوق المرأة، داعية إلى أن يكون هناك قاضيان احدهما إمرأة للحكم في القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة.
واشارت الدكتورة شيلان فتحي إلى أن 36% من النساء في المجتمع العراقي يتعرضن للتعنيف النفسي، و23% للإساءة اللفظية، و6% يتعرضن بشكل يوم للتعنيف الجسدي، و9% يتعرضن للتعنيف الجنسي، متسائلة أين مجلس النواب من هذه الانتهاكات لحقوق المرأة والانسان داخل المجتمع العراقي؟، لافتة إلى أن هناك الكثير من الخطابات من الجهات المعنية لكن على أرض الواقع لا نلمس شيئا يردع ويحد من ظاهرة العنف ضد المرأة.
وعن دور الاعلاميات العراقيات في مناهضة العنف ضد المرأة، قالت الدكتورة شيلان فتحي إنهن كإعلاميات يسلطن الضوء على الظواهر السلبية ويطرحن الحلول، على المشرعة والمنفذة وهما مجلس النواب والحكومة، داعية إلى تكثيف الجهود لمناهضة العنف ضد المرأة في المجتمع العراقي.
وأكدت الدكتورة شيلان فتحي أن المطالبة بحقوق المرأة لا تعني منافسة الرجل والانتقاص من حقوقه، ونؤكد ضرورة أن تحترم المرأة زوجها لكن بموازاة ذلك عليها ان تهتم بنفسها وتمكين نفسها لتلعب دورها في المجتمع بالشكل المطلوب.