المسرى .. متابعات
أعتبر مراقبون ومحللون سياسيون وأمنيون محاولة عناصر داعش الاخيرة في كركوك وديالى التي ذهب ضحيتها شهداء وجرحى لإثبات وجود ، حيث استشهد على الأقل 8 من قوات الأمن بينهم ضابط رفيع برتبة رائد وجرح 3 آخرون، في هجوم استهدف آلية تقلهم في قرية علي السلطان بناحية الرياض في محافظة كركوك، في حصيلة أولية.
لم تمضِ ساعات حتى عاود التنظيم هجومه مستهدفاً قرية (البوبالي ) في ديالى ادى إلى استشهاد وإصابة 11 مدنيا. في الأثناء وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بتشكيل مجلس تحقيقي بالهجوم الإرهابي .
ووصل رئيس أركان الجيش عبد الأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة قيس خلف المحمداوي،اليوم الثلاثاء إلى قاطع قيادة عمليات ديالى للوقوف على تفاصيل الحادث الإجرامي الأخير هناك.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان تلقى المسرى نسخة منه إن “العناصر الإرهابية لجأت إلى أساليب خبيثة بعد أن تلقت ضربات موجعة على يد القوات الأمنية”.
مراقبون وخبراء يرون في تصريحات تابعها المسرى ، أن تكرار وقوع عمليات ينفذها داعش في عدد من محافظات البلاد ، يشكل ناقوس خطر من عودة التنظيم الإرهابي .
وأوصى الخبراء بمراجعة الخطط الأمنية وتوسيع رقعة العمليات الاستباقية الإستخبارية والعسكرية ضد أوكار التنظيم وخلاياه النائمة في العديد من المناطق التي تتواجد فيها، ولا سيما في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، والتي تنتشر عادة وفق الخبراء في مناطق التماس ما بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، وعبر الحدود العراقية السورية.
ويرى باحثون في الشأن السياسي والأمني ابيضا ، أن “وقوع مثل هكذا حوادث مؤلمة يعود بالدرجة الأولى إلى التهاون بالنسبة لبعض القطعات العسكرية، مما يتيح حصول ثغرات ينفذ منها إرهابيو داعش لتنفيذ عملياتهم الدموية هذه، فضلا عن عدم تنشيط المعلومات والمتابعة الإستخبارية والأمنية الحثيثة وباستمرار وجدية في مساحات واسعة من المناطق التي كان يتواجد فيها الإرهاب، كما أن عدم تتبع تحركات داعش كما يجب ورصد خطوط إمداداته، أنعش تواجده في مناطق عديدة مثل محافظة كركوك
تأثير الطبيعة الجغرافية ..
ولفت الباحثون الى أنه لايمكن نكران الطبيعة الجغرافية الوعرة في ديالى وكركوك والمساحات الكبيرة الممتدة بين المحافظتين وصعوبة الوصول من قبل الأجهزة الأمنية الى بعض المناطق مايجعلها ملاذا امنا لعناصر داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في الاودية وبعض المرتفعات، وسط تأكيدات بقيام الإرهاب بتتبع نشاط وتحركات الأجهزة الأمنية في بعض المناطق من اجل استباقها في زرع العبوات الناسفة “.
وصرح عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية احمد الموسوي أن “الإرهاب يستغل ضعف التنسيق الأمني بين مختلف الأجهزة في نهايات محافظة ديالى مع صلاح الدين وبغداد وكركوك والإقليم وإيران ، بهدف التحرك بحرية وتنفيذ عملياتها الاجرامية، حيث ان المعطيات المذكورة والعوامل المساعدة الاخرى كالطبيعة الجغرافية جعلت الإرهاب يتخذ من ديالى مأوى له خصوصا في مناطق تلال وبحيرة حمرين وحوض الوقف، إضافة لذلك فأن تلك المجاميع تركز تواجدها في هذه المناطق لمهاجمة القوات الأمنية بعد ان تعمل على تحديد مواقع النقاط العسكرية الثابتة “.
تفاصيل العملية الإرهابية الاخيرة في ديالى ..
وأعلن قائمقام قضاء الخالص بمحافظة ديالى، عدي الخدران، الثلاثاء، عن تفاصيل الحادث الإرهابي بقوله ” إن “مجموعة إرهابيين تستقل دراجات نارية هاجموا قرية (البو بالي ) ، التي تقع في أطراف قضاء الخالص من ثلاثة محاور في الساعة الثامنة والنصف مساء، حيث تعد من القرى الزراعية والتي يقطنها مزارعون “.
وبين في تصريح تابعه المسرى ” أن “العشرات من الأهالي هبوا للتصدي للهجوم الإرهابي والذي كان بعضهم غير مسلح”.
وأضاف، أن “العملية الإرهابية التي استمرت لمدة نصف ساعة أدت الى إستشهاد 8 أشخاص وإصابة 3 بينهم مواطن جروحه بليغة”، لافتا الى أن “القوات الأمنية تجري الآن عمليات تفتيش بحثا عن الإرهابيين”.
وأكد أن “هناك أشخاص مشتبه بهم يمكن التحقق معهم لمعرفة الجناة”، لافتا الى أن “هناك بؤر إرهابية قريبة من القرية لم يتم معالجتها سابقا”.