لاقى قرار بافل جلال طالباني بإغلاق المراكز والأماكن الخادشة للحياء والمنافية للعادات والتقاليد المجتمعية والمخالفة لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ترحيبا واسعا وإشادات كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما عبر مواطنون وأكاديميون وعلماء الدين ومسؤولون حكوميون عن دعمهم للقرار الذي وصف بالجريء والصائب.
وقال طالباني بعد توجيهه بغلق جميع المراكز الكائنة في منطقة سرجنار السياحية إن الأخير تمثل واحدة من ذكريات الزمن الجميل، ولابد أن تعود لسابق عهدها حين كانت مرتعا تقصده العوائل للتنزه وقضاء أوقات ممتعة وهانئة، مبينا أن القرار جاء للحفاظ على الأمان وتهيئة بيئة ملائمة ومستحقة لأهالي السليمانية الأعزاء.
بدوره قال زعيم السلفيين في كوردستان الدكتور عبد اللطيف السلفي على صفحته الخاصة في الفيس بوك إنه “قرار صائب ورائع ويحظى بالثناء ومحل سرور، على أمل تطبيقه واستمراره”، مبينا أن “الأمة تقبل على أي قائد يتخذ قرارات جيدة والخير يصيبه، بينما يكون مصير أي قائدة يعرض عن الله ودينه، الخزي والفناء”.
من جهته أشاد الباحث في مجال علم النفس التربوي الدكتور عمر شريف قرجتاني بالقرار بالقول: “الحمد لله والشكر للسيد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني، شكرا لكل الحريصين على قيم المجتمع الكوردي الأخلاقية”.
بدورهم تفاعل المواطنون في وسائل التواصل مع قرار غلق المراكز والأماكن المخلة للأداب والمنافية لعادات وتقاليد المجتمع، من خلال التعليقات والإعجابات في صفحاتهم الشخصية.
وتقول جرو أحمد “لقد أقدم (طالباني) على عمل يفتخر به كل أفراد السليمانية الشرفاء، القرار أفرحني حقا، أرجو لك النجاح، وسأدعمك بكل السبل على اتخاذك ذلك القرار”.
أما المواطن ورزير محمد فقد كتب “إنه واحد من القرارات الجيدة جدا، وهو محل ثناء وإشادة”.
بينما عبر المواطن بابير سورجي عن دعمه لقرار طالباني من خلال تعليقه الذي يقول: “عاشت إيدكم يا سيدي الرئيس بافل لهذا القرار المهم والمبارك، فقد اتخذته لأجل المصلحة العامة والحفاظ على الآداب والتقاليد الكوردية والتسامح والإنسانية وحفظا لهيبة الدين الإسلامي الحنيف”.
إلى ذلك أيد المواطن بشدر مام رسول القرار بتعليقه الذي يقول: “لاشك أن الرئيس طالباني بخطوته هذه يصبح محبا عند الشعب أكثر وهو بالفعل كذلك، لذا دعونا ندعمه جميعا، كلنا معك أيها الرئيس”، في حين يقول مواطن آخر واسمه ورزير بينجويني في تعليقه: “عشت يا كاك بافل، أرجو أن تتواصل في تلك الأعمال الحسنة”.
أما على الصعيد الحكومي فقد دعا وزير الثقافة في حكومة إقليم كوردستان حمه حمه سعيد، وزير الداخلية إلى الحذو حذو بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، في إغلاق المراكز التي تمارس أعمالا دخيلة على المجتمع الكوردي ومخلة بالآداب العامة.
وقال في بيان ترجمه المسرى “لا شلت يداك ياسيد بافل”، مبينا “أدعو السيد وزير الداخلية والمحافظين الكرام على وجه العموم، إلى إغلاق الأماكن والمراكز الدخيلة على الثقافة الكوردية وعادات وتقاليد المجتمع الكوردي”.
وانتشرت ظاهرة النوادي الليلية والحانات في مراكز المدن في أعقاب النمو الاقتصادي والخدمي والاستقرار الأمني اللافت الذي شهده الإقليم، في أعقاب سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، ما خلق بيئة مناسبة لاستقطاب المستثمرين المحليين والأجانب، فيما كانت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية تعاني توترات أمنية جراء الهجمات التي كانت تشنها جماعات متشددة كـ”القاعدة” وتنظيم “داعش”، بين عامَي 2005 و2017.