ما المقصود بدلال الأطفال في التربية؟ لماذا يلجأ بعض الأهل إلى المبالغة في دلال أطفالهم؟ ثم ما هي آثار الدلال المبالغ به على نواحي شخصية الطفل؟ وأخيراً ما هي أساليب وطرق تدليل الطفل الأكثر شيوعاً؟
من مبدأ أن الأطفال هم أغلى وأثمن ما في الوجود بالنسبة لذويهم، ومن منطلق العمل على تربيتهم وفق ظروف أفضل من التي عاشها الأهل ودوافع أخرى عديدة يلجأ بعض الآباء إلى المبالغة في تدليل أطفالهم وتسخير كل مقدراتهم وإمكاناتهم لتوفير رغباتهم وتحقيق كل ما يريدون.
الحقيقة أن هذه مسألة بديهية بل وواجب على الأهل تجاه ابنهم، ولكن حين يصبح الأمر مبالغ فيه ويتجاوز الحدود الطبيعية لحاجات الطفل الفعلية وعلى حساب راحة وحياة الوالدين في بعض الأحيان أو على حساب حقوق الأطفال الآخرين مثل الأشقاء أو حتى على حساب شخصية ومستقبل الطفل نفسه، يتحول هذا الأمر إلى مشكلة متعددة الآثار على شخصية الطفل وطبيعة رؤيته وإدراكه لمفاهيم الحقوق والواجبات.
العناية بالطفل ورعايته بطريقة تضمن أفضل ظروف معيشية لحياته هي جوهر العملية التربوية والعلاقة الغريزية الفطرية بين الآباء وأبنائهم، ولكن بحكم الطبيعة النفسية والاجتماعية الخاصة للجنس البشري من ناحية، وبحكم الوسائل والأهداف والمناهج التربوية السائدة في هذا العصر من ناحية أخرى، يلجأ بعض الأهل للسعي أكثر من اللازم لتحقيق كل ما يرغب فيه أبنائهم وذلك للعديد من الأسباب منها الضروري والمحق ومنها الذي يعتبر غير مقنع ولا يوجد له مبرر فعلي ومن هذه الأسباب:
تعويض مشاعر الحرمان الذاتية للأهل: يعني أن الوالدين قد يكونوا متربين بطرق أو ظروف معينة جعلتهم يحرمون من الكثير من رغباتهم وأمنياتهم أو حتى حاجاتهم البسيطة، وهم في هذه الحالة يدللون أطفالهم ظناً منهم أنهم يجنبوهم المرور بنفس الظروف الصعبة التي تربوا هم بها.
إصابة الطفل بمرض معين: من مبدأ التعاطف مع الطفل المريض وتعويضه عن مشاعر الاكتئاب أو النقص الناتجة عن إصابته بمرض ما، يلجأ الأهل إلى المبالغة في تلبية طلباته ورغباته، من منطلق المسايرة والتعامل معه بصبر وتعاطف.