المسرى .. متابعات
بحسب تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين فإن المجتمعات الزراعية في العراق شهدت انخفاضا في محاصيل القمح والخضروات والفاكهة للعام الثاني على التوالي بسبب ظروف الجفاف القاسية، حيث إنه وفقا للمسح الذي أجراه المجلس فإن أكثر من 90 في المئة في خمس محافظات فشلوا في حصد محصول القمح هذا الموسم نتيجة مباشرة لنقص المياه، بينما 25 في المئة قالوا إنهم لم يحققوا أي أرباح من محصولهم من القمح للعام بأكمله.
التغيرات المناخية فرضت نفسها في عام 2022 كتهديد عالمي ينبغي مواجهته نظرا لتداعياتها الخطيرة وخصوصا على المياه التي تعد عصب الحياة بضمنها العراق.
وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن 3 بالمئة فقط من مياه العالم عذبة، وثلثاها مجمدة أو غير متاحة للاستخدام بأي شكل آخر، ما أدى إلى افتقار وصول 1.1 مليار شخص عالميا إلى المياه، بينما يجد 2.7 مليار شخص في المياه ندرة لمدة شهر واحد على الأقل من العام.
وتبلغ أضرار الجفاف 38.4 مليار دولار على مستوى العالم، وبالنظر في خسائر الجفاف لعام كامل، فإن هذا الرقم يعطي بالفعل عام 2022 تاسع أعلى أضرار جفاف خلال الـ48 عاما الماضية.
وتعد درجات الحرارة المرتفعة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ جعلت حالات الجفاف في نصف الكرة الشمالي لعام 2022 المسؤولة عن 89 بالمئة من تكاليف الجفاف لهذا العام.
يشار الى أن الجفاف أو ندرة المياه الرابط المشترك أو الكلمة الموّحدة التي تداولتها جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، تعبيرا عن الحالة التي وصل إليها كوكب الأرض فيما يتعلّق بالمياه بسبب النشاط البشري أو التغيّرات المناخية.
يناير.. الجفاف في الولايات المتحدة
تعاني الولايات المتحدة من سجل جفاف ينذر بالخطر، فوفقا لمرصد الجفاف الأميركي فإن 55 بالمئة من الولايات تعاني من الجفاف، فعلى سبيل المثال كاليفورنيا تعاني من ندرة في المياه بنسبة 78 بالمئة أقل من نفس الشهر في عام 2020، حيث لا يزال الجفاف المعتدل إلى الاستثنائي يسيطر على الولاية بأكملها، وهو ما دفع حاكم الولاية، جافين نيوسوم، لدعوة الأميركيين لتخفيض استخدام المياه طواعية بنسبة 15 بالمئة لمواجهة الجفاف المستمر.
وأشارت ورقة بحثية نشرت في هذا الشهر للمعهد الأوروبي للدراسات الأمنية والسياسية إلى أن هطول الأمطار في الشرق الأوسط سيقل بنسبة 20 لـ 40 بالمئة، وفي أسوأ الحالات، سيكون أقل بنسبة تصل لـ 60 بالمئة. حتى بدون تغيّر المناخ فإنه لن يكون هناك ما يكفي من المياه لتوفير إمدادات كافية للسكان في عام 2030.
فبراير.. ألمانيا تساعد إفريقيا لمواجهة الجفاف
ورحبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمساهمة ألمانيا بقيمة 20 مليون يورو لإنقاذ المزارعين الأشد تضررا من الجفاف في القرن الأفريقي، حيث يوجد ما بين 12 لـ 14 مليون شخص على شفا المجاعة بسبب الجفاف. وسيساهم التمويل في دعم أكثر من 115 ألف أسرة في ثلاثة بلدان متضررة هي إثيوبيا وكينيا والصومال.
فرض الجفاف نفسه في عام 2022 كتهديد عالمي
وفي تقرير الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم الذي نشر في هذا الشهر فإن المياه الجوفية تشكل 99 في المئة من المياه العذبة السائلة في العالم. ورغم أن العديد من المناطق تعاني من نقص المياه مع توقعات بزيادة الطلب على المياه بنسبة 20 لـ 30 بالمئة بحلول عام 2050، إلا أنه قد تم الإفراط في استخدام المياه الجوفية في بعض المناطق، مثل شمال الهند والولايات المتحدة، بنسبة 70 بالمئة تستخدم في الزراعة والري. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يفتقر نحو 400 مليون شخص إلى إمكانية الحصول على مياه الشرب الأساسية، حتى مع وجود إمدادات هائلة من المياه الجوفية غير المستغلة في المنطقة.
مشكلة المياه الجوفية
في دراسة لمنظمة WaterAid ،تقول إن “معظم البلدان في إفريقيا تمتلك مياها جوفية كافية للناس ليس فقط للبقاء على قيد الحياة بل للازدهار في بعض الحالات لأكثر من 50 عاما، حيث يمكن لكل دولة إفريقية جنوب الصحراء أن تزوِّد 130 لترا من مياه الشرب للفرد يوميا من المياه الجوفية، وأقل من 10 بالمئة من المياه الجوفية يمكن أن يوفر حاجزا ضد تغير المناخ لسنوات عديدة مقبلة.
وتعبيرا عن هذا الجفاف، قال موقع “يورو نيوز” إن الصيادين أصبح بإمكانهم السير إلى منتصف النهر على الأرض الجافة، والذي كان يوفر مياه الشرب لأكثر من 250 ألف شخص، ووفقا لاتحاد المزارعين الإيطالي فإنه سيكون هناك 30 لـ 40 في المئة انخفاضا في إنتاج الفاكهة والخضروات في وادي بو.
ووفقا لليونيسيف فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من الإجهاد المائي في العالم، حيث تعتبر من أكثر المناطق التي تعاني من ندرة المياه في العالم. وأشارت المنظمة في تقرير إلى أن مصر واجهت عجزا سنويا في المياه بنحو سبعة مليارات متر مكعب خلال السنوات القليلة الماضية، وبحلول عام 2025، قد “تنفد المياه” في البلاد.
ديسمبر.. التمويل أزمة كبيرة
يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية أنّه مع وجود 45 بالمئة من البلدان تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف التغطية بمياه الشرب، فإن 25 بالمئة فقط من البلدان ستحقق أهداف الصرف الصحي الخاصة بها.
ويؤكّد التقرير أنه مع وجود زيادة في ميزانيات الصرف الصحي والمياه في بعض البلاد، هناك أكثر من 75 بالمئة من الدول لا تمتلك التمويل الكافي لتنفيذ خطط واستراتيجيات المياه والصرف الصحي.