المسرى .. متابعات
أكد وزير البيئة نزار آميدي، أن ” المحافظات الجنوبية وخاصة محافظة البصرة تعدّ من أكثر المحافظات تلوثاً، بسبب نوع وحجم الأنشطة التي تزاول أعمالها ضمن حدودها.
وقال آميدي في تصريح صحفي ، تابعه المسرى ، إن البصرة تمتلك العديد من الحقول النفطية والتي تخلّف كميات كبيرة من الملوثات”.
وبين ، أن ” معالجة الألغام في العراق بحاجة إلى تخصيصات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار، مشيرا ، الى أن عدد ضحايا المخلفات الحربية خلال العام الحالي بلغ 150 شخصاً، مشدداً على ان التصحر يطال 70% من أراضي البلاد.
وتابع آميدي ، أن “المؤسسات الحكومية هي الأكثر ضرراً على البيئة، بسبب حجم الأنشطة الحكومية وما تطلقه من ملوثات للبيئة المحيطة تتسبب بتلوث الهواء والماء والتربة، كأنشطة القطاع النفطي وقطاع الطاقة الكهربائية والقطاع الصحي وقطاع الصناعة والقطاع البلدي”.
مردفا بالقول ، أن ” مسؤولية إنشاء واستدامة الأحزمة الخضراء في عموم العراق تقع على عاتق وزارة الزراعة ومديريات الزراعة في المحافظات”.
واستدرك آميدي، أن ” وزارة البيئة شخصت عدداً من الأسباب الرئيسية في تأخر تنفيذ الحزام الأخضر حول المدن”. ونوه في ذات السياق ، إلى أن “أهم تلك الأسباب هي قلة التخصيصات المالية اللازم توفيرها لاستدامة الأحزمة الخضراء، بالإضافة إلى قلة التخصيصات المائية التي يجب أن توفر لهذه المساحات الشاسعة بسبب الشح المائي الذي يعاني منه البلد خلال العقد الأخير”.
وأوضح آميدي، أن ” مقدار الأراضي المتصحرة والمهددة بالتصحر والتدهور وصل لحوالي 70% من مساحة البلاد”.
وتحدث، عن “حجم تلوث كبير في العراق بالألغام والمخلفات الحربية الاخرى، حيث تبلغ المساحة الكلية للمناطق الملوثة حوالي 2880 كيلومتراً مربعاً في عموم محافظات العراق”. لافتا ، إلى ” وجود عشرات الملايين من الالغام والمخلفات الحربية المنتشرة بشكل واسع في معظم مناطق العراق”.
ورأى آميدي، ” صعوبة كبيرة في اعلان العراق خالياً من الالغام والمخلفات الحربية خلال السنوات القليلة القادمة”.
ومضى آميدي، إلى أن ” الملف يحتاج الى تخصيصات مالية كبيرة تزيد عن ثلاثة مليارات دولار فقط لأعمال المسح والازالة لتخفيف حجم التلوث وحوادث الانفجار الى 90% من مقدار مساحة التلوث”.
مخلفات الحقول النفطية .. سرطان يفتك بالمواطنين
ويعد حقل الرميلة في البصرة وحده ، أسوأ حقل نفطي من ناحية معدلات الانبعاثات الناتجة عن غاز الشعلة في العالم كله.
وغاز الشعلة ليس فقط مصدر مهم لانبعاثات الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري بل إنه من المعروف أنه مسؤول عن انبعاثات البنزين النفطي الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان خاصة سرطان الدم عند الأطفال.
عشرات الأشخاص الذين يعيشون في تجمعات مختلفة بالقرب من حقول نفط، مثل حقل الرميلة، في البصرة ، أكدوا أن لديهم قريباً أو صديقاً يعاني من مرض السرطان وغالبا سرطان الدم.
أحد هؤلاء هو علي الذي كان يبلغ ثمانية عشر عاماً حينها باع والده كل شيء في منزله لجمع ما يكفي من مال للإنفاق على علاج ابنه في تركيا. ويقول علي إن مستشفى السرطان في البصرة مليء بأشخاص مثله ممن يعيشون بالقرب من حقول النفط .
والرميلة التي تأوي عدة آلاف من الأشخاص تعرف باسم “مدينة الظل” من قبل السكان المحليين لأنها مقطوعة عن بقية المناطق وتفتقر الى الخدمات الأساسية. ويطلق علي وأصدقاؤه عليها إسم ” المقبرة” .
لا توجد دراسات منشورة عن معدلات السرطان في أوساط هذه المجتمعات. وقد كشفت وثيقة صادرة عن وزارة الصحة العراقية أن معدل الاصابة بالسرطان أعلى بثلاث مرات في البصرة مما هو وارد في السجلات الرسمية.
وحقل الرميلة الذي يمتد على مساحة 1800 كيلو متر مربع أكبر من بعض الدول الصغيرة ومحاط بعدة نقاط تفتيش ووراء هذه النقاط، ثمة دوريات من شرطة حقول النفط وشركات أمن خاصة تعمل لصالح شركات النفط تجوب المنطقة.