خاص – المسرى
يعتقد الباحث في الشان السياسي حسن درباش العامري، بان العراق هو البقعة الاكثر تاثرا في العالم بواقع المناخ والتغير البيئي من حيث ما نشهده من الارتفاع العالي في درجات الحرارة ودرجة البرودة المنخفضة جدا، مضيفا ان البيئة الصحراوية والتصحر بدأ يزجف باتجاه المناطق الزراعية الكثيرة الموجودة في العراق.
وقال العامري خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى): ان “المناطق الخضراء في المدن هي من الضروريات الحياتية، لانها تعتبر اولا المتنفس للعوائل بالاضافة الى انها بيئيا تلطف الاجواء”.
واضاف العامري، ان “بغداد تشهد الان احتلالا للكثير من المناطق الخضراء التي كانت موجودة للحفاظ على البيئة، الا ان عناصر منتمية الى جهات معينة سيطرت على هذه المسالة”.
وبشأن تحويل الاراضي الزراعية الى سكنية، اشار العامري الى ان “المواطن انفتح على المناطق الزراعية وقسمها بشكل يضمن له العيش وان كان متجاوزا على القانون ما دامت الدولة غير قادرة على توزيع اراضي سكنية للمواطنين”، مضيفا ان “المناطق السكنية بدأت تزحف على المناطق الزراعية وهذا اخلال بالبيئة الزراعية، لان العراق اساسا يعاني من التصحر ويعاني الان من نزوح العوائل باتجاه المناطق الزراعية وتحويلها الى مناطق سكنية وعلى الدولة سن قانون ينظم هذه العملية، لانه لا يمكن ان تكون العملية بهذه العشوائية والكيفية لاحتلال المناطق الزراعية”.
وبين العامري، ان “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان من ضمن برنامجه الحكومي واولوياته الاهتمام بالزراعة والصناعة وقضايا اخرى وانه سيقوم بالنهوض بالواقع الزراعي في العراق”، مضيفا انه “الى هذه اللحظة لم نجد لهذه الحكومة اي تدخل بالواقع الزراعي ولم تنهض بشيئ وان الكثير من البساتين في بغداد والكثير من المحافظات تم تحويلها الى مناطق سكنية وقسمت واقتلعت اشجارها”، مشيرا الى ان “القانون العراقي الذي شرع في العام 2009 يحرم قطع شجرة عمرها يزيد على 30 سنة إلا بعد الرجوع الى وزارة البيئة ودراسة موقع الشجرة لاتخاذ الاجراء اللازم”.
وحول مبادرة رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني بزراعة اكثر من مليون شجرة في اقليم كوردستان، أكد العامري، ان “وقوف السيد بافل طالباني حيال هذه المسالة وتشجيعه لزراعة الاشجار، مؤشر حقيقي يحسب له”، متمنيا من المسؤول العراقي في المحافظات الاخرى ان يقتدي بهكذا مبادرات، لانها مبادرات انسانية حقيقية تنبع من داخل الانسان ومن عاطفته ومن حرصه على بلده وعلى البيئة والتوزان البيئي في العراق”.
واوضح، انه “على الدولة المحافظة على الأراضي الخضراء واعادتها وتطويرها ودعم زراعتها من اجل ان تكون المتنفس الحقيقي ومن اجل تغيير الواقع البيئي في بغداد”.
وتابع العامري: انه “لم يعد هناك الان اي اهتمام بالمساحات الخضراء في العراق وتم تجاوزها وتركت جانبا”.