خاص .. المسرى
هطول الأمطارالغزيرة هذا الشتاء في أغلب المحافظات العراقية ومن ضمنها بغداد، أدى إلى غرق أحياء وشوارع بالكامل بسبب كمية الأمطار التي سقطت، ما حدا بالحكومات المحلية إلى استنفار الدوائر الخدمية والبلدية من أجل سحب مياه الأمطار المتراكمة، وفي نفس الوقت أعلنت الحكومة العراقية، تعليق الدوام الرسمي لكافة الدوائر الحكومية في معظم محافظات البلاد ليوم 5 من كانون الثاني 2023 جراء الأحوال الجوية الصعبة وغزارة الأمطار.
استنفار خدماتي
وفي الأنبار أصبحت شوارع المدينة شبه غارقة بالكامل، وبالتالي استنفرت الحكومة المحلية الدوائر الخدمية للسيطرة على مياه الأمطار المتراكمة في الشوارع وداخل الأحياء والأزقة.
وفي هذا السياق قال قائممقام الفلوجة جمعة المحمدي لـ( المسرى) إن “آلية خطوط المجاري في المدينة ليس لديها القابلية والقدرة على تصريف ذلك الكم الهائل من مياه الأمطار المتساقطة، بمعنى أن قدرة تصريفها محدودة ولا تتمكن من استيعابها في فترة محددة، وأيضا الخطوط الناقلة لمياه التصريف قدرتها التصريفية محدودة مقارنة بالشدة المطرية الثقيلة التي واجهتها المدينة”، مبينا أنه “بالتأكيد في هكذا شدة مطرية قوية لا تستطيع تلك الخطوط الناقلة لمياه التصريف أن تعمل أكثر من طاقتها، وبالتالي سيكون هناك طفح في بعض أماكن المدينة ذات المنسوب الواطىء للشوارع الرئيسية”.
مياه متراكمة
وأوضح المحمدي أنه “بعد انخفاض الشدة المطرية لن تبقى المياه المتجمعة على تلك الشوارع، خاصة في الشوارع المبلطة التي فيها خدمة تصريف المياه”، وفيما يتعلق بالمناطق التي فيها مشاريع قيد التنفيذ أشار المحمدي إلى أن “تلك الأماكن فيها مشكلة لأنها قيد التنفيذ ولم يكتمل فيها المشاريع البلدية والخدمية، فبالتأكيد أثناء الشدة المطرية تتراكم مياه الأمطار يرتفع فيها منسوب المياه، هذا بالأضافة إلى الأماكن التي تقع أقصى جنوب المدينة لافتقارها إلى المجاري والخطوط الناقلة لمياه التصريف”.
خطط معدة
ومن جهته قال مدير مجاري الفلوجة أيوب فرحان عبد لـ( المسرى) إن “شعبة مجاري الفلوجة باشرت بتنفيذ أعمالها أثناء هطول الأمطار الغزيرة، وفق خطة معدة مسبقا لهذا الغرض”، مشيرا إلى أنهم “تمكنوا من السيطرة على الموجتين الأولى والثانية من تراكم مياه الأمطار”، منوها إلى “حدوث طفحات لمجاري بعض المناطق بسبب انسداد بعض الخطوط الناقلة للتصريف، ولكن مع هذا كوادر الشعبة تمكنوا من السيطرة عليها”.
محطات التصريف
ونوه عبد إلى أن “محطات التصريف كافة عاملة في المحافظة بدون أي مشاكل، ولكن المشكلة تكمن في المناطق التي لم تصل إليها خدمات البلدية والمجاري كحيي الأرامل والجغيفي اللتين تتعرضان للطفحات”، مؤكدا “وضع الخطط لمعالجة مشكلة هذين الحيين بعد انتهاء هطول الأمطار وانقطاعها بالتعاون مع مديرية بلدية الفلوجة والدوائر الخدمية والمعنية في المدينة”.
الشدة المطرية
وبدوره أكد المهندس المقيم لمشروع مجاري الفلوجة محمد عبد حسين لـ( المسرى) إن “الشدات المطرية العالية كانت أكبر من قدرة واستيعاب خطوط التصريفات الناقلة لمياه المجاري والأمطار، لا بل أكبر من السعات التصميمية للخطوط والشبكات، علما أن محطات ضخ مياه الأمطار تعمل بكامل طاقتها التصريفية ولا توجد أي إشكالية من هذه الناحية “، موضحا أنه “بسبب الشدة العالية والقوية لزخات المطر، شهدت بعض المناطق والشوارع في المدينة طفحات مؤقتة”.
توجيهات حكومية
ووجهت الحكومات المحلية لدوائر البلدية والمجاري والماء والكهرباء لديها بضرورة الإسراع ووضع برامج محكمة لمعالجة هذه التراكمات في مياه الأمطار، وتشكيل فرق جوالة تعمل على سحب مياه الأمطار المتجمعة في الشوارع للتخفيف عن كاهل المواطن.
مواجهة المشكلة
وتعمل الجهات المختصة والأجهزة الأمنية في بغداد ومختلف المحافظات العراقية على مواجهة سوء الأحوال الجوية والعمل على ضمان عدم تراكم المياه داخل المدن والمناطق السكنية، ووضعها في صهاريج وفتح المصارف المسدودة.