الكاتب ..عز الدين المانع
ربما كانت الظروف غير الطبيعية والفوضوية التي افرزتها عملية التغيير، تبرر حصول بعض التجاوزات والاخطاء والتصرفات غير القانونية وغير اللائقة بالعراقيين سواء كانوا مواطنين من عامة الشعب ام ممن هم في موقع المسؤولية .. الا ان بقاء هذه الافرازات وهذه الظواهر غير الحضارية والمدانة والممارسات غير القانونية وعدم ازالتها لا يليق مطلقا بورثة الحضارات الانسانية الذين جبلوا على النظام واحترام القانون والالتزام بالثوابت الحضارية .. وقد حاولت الاجهزة المعنية استئصال هذه الافرازات التي تحولت الى جذام وطفح وبائي خطير ، ولم تفلح مع الاسف ، فهناك اصرار على التجاوز برغم القرارات والتحذيرات المركزية والوعود بتوفير البدائل للمستحقين منهم ، وبدلا من ازالة التجاوزات واخلاء المواقع المتجاوز عليها راحوا يتشبثون بالبقاء ، ويمارس بعضهم تجاوزات اخرى جديدة من اجل الحصول على التعويض او التمليك .. لقد امتدت ايدي المتجاوزين الى العديد من عقارات الدولة المهجورة وممتلكاتها والى بقايا المعسكرات والمعامل والمصانع المدمرة ، والى معظم الساحات الخضر المحددة في التصاميم الاساسية للاحياء السكنية .. اضافة الى سيطرتهم على معظم ارصفة الشوارع التجارية والاسواق .. وتمادي بعضهم ببناء منشآت وعقارات وحتى (عمارات ) واسواق خلافا للتصاميم وبدون اجازات رسمية .. اما ما يتعلق بالتجاوزات على شبكات المياه والمجاري والكهرباء فحدث ولا حرج .. وقد جرت عدة محاولات ـ متواضعة ـ لازالة هذه التجاوزات ولم تفلح ايضا ولاسباب لا تخفى على الجميع ، ويبدو ان امانة بغداد هذه المرة ، وبعد اعوام مريرة من اللامبالاة عزمت على مواجهة هذه الشوائب بكل حزم وقررت القيام بحملة (كُبرى) لازالتها وان الحملة ستشمل ازالة التجاوزات البنائية والانشائية بما فيها التي ما زالت تحت التشييد وهي حاصلة على اجازة بناء اصولية من الدوائر البلدية .. ونظراً لاتساع ظاهرة التجاوزات وتشعبها ، نرى ان الامانة بمفردها غير قادرة على اكمال هذا المشوار ، ولم تستطيع انجاز مهمتها بالشكل الذي يتمناه المخلصون في هذا البلد .. ولهذا ندعو الى ضرورة مشاركة جميع الاجهزة المعنية الاخرى لدعم هذه الحملة الشجاعة لفرض القانون والنظام من جديد مع ضرورة مُراعاة سير الحملة بانسيابية مثل رفع المُخلفات وعدم ترك الانقاض واشلاء التجاوزات في مواقعها ، مما ينعكس سلبا على جمالية المدينة ونظافتها و غير ذلك من المُلاحظات ، عسى أن تكون هذه الحملة ناجحة .
نقلا عن صحيفة الدستور