الكاتب..رعد الزبيدي
هل يستطيع العراق والكويت تجاوز حالة العداء التاريخي وعدم الثقة والشك بينهما كما فعلت إلمانيا واليابان وإيطاليا ومن تحالف معها أثناء الحرب العالمية الثانية كالدولة العثمانية، تركيا حاليا، التي لم تتصالح فقط مع الدول المنتصرة عليها بل اصبحت حليفة معها، ولديها حتى قواعد عسكرية تابعة لحلف الأطلسي (الناتو) الحلف الذي انتصر عليها في الحرب العالمية الثانية، لا بل انضمت إيطاليا وإلمانيا إلى السوق الأوربية المشتركة الذي اصبح فيما بعد الأتحاد الأوربي ليصبحوا اشبه بدولة واحدة موحدة في الدفاع والعملة كاليوريو، والسياسة الخارجية!
ماذا ينقص العراق لفعل ذلك؟ يحتاج إلى قرار سياسي شجاع يذلل تلك الشكوك وعدم الثقة والاحقاد التاريخية حتى ولو من جانب واحد، ويثبت عمليا انه اجدر بالثقة والسلام وهو قادر على ذلك. أن ما حصل في خليجي 25 الذي ادى إلى أنسحاب الوفد الكويتي يُعدَ انتكاسة جديدة وتراجع في الثقة بين البلدين. فعلى العراق ان يضحي ويستثمر كل جهد حتى لو كلف على المستوى القريب لكن سيكسب على المستوى البعيد…فكان الأجدر تلبية مطالب الكويت حول زيادة عدد الغرف الفندقية وما إلى ذلك، واعطاءهم امتيازات خاصة تثبت لهم ان العراق الآن يختلف عن عراق الدكتاتور صدام وان ما حصل من غزو الكويت ليس قرار شعب عراقي بل قرار شخصي وفردي واستبدادي وارتجالي هدفه تدمير العراق.
نقلا عن صحيفة الزمان