المسرى- خاص
دار للعبادة وشاهد على حقب زمنية من تاريخ البلد، عمرها قرابة قرن من الزمان كنيسة “مارجرجس ” في مدينة الحبانية -شرقي الأنبار حيث كانت في العقود السابقة تتميز بتنوع وجود الديانات والقوميات من ساكنيها ولكن جراء الظروف التي شهدتها محافظة الأنبار الأمر الذي أدى الى نزوح الاقليات الدينية منها.
في هذه المدينة السياحية، توجد كنيسة تعود الى الديانة المسيحية ، تأثرت كما تأثر أهالي الأنبار جميعا بهجرة المسحيين، لذلك قرر رجل مسلم يسمى بـ ( أبو زيد الكربلائي )وخوفا من إندثار الكنيسة قرر السكن داخلها هو وعائلته للاهتمام بها ورعايتها وحمايتها .
تعرضت الكنيسة إلى خراب في بعض أجزائها بسبب الحروب والعوامل البيئية، لكن أمل “الكربلائي” لم ينقطع من إعادة ترميمها ، حيث انها ما تزال شاخصة ويزورها العديد ممن سكنوا الأنبار من المسيحيين لاستعادة ذكرياتهم.
يقول “سركون” وهو من المسيحيين الذين عاش آباؤهم في هذه المنطقة،” دائما ما نزور هذه الكنيسة بين فترة وأخرى، ودائما مانجد أن هناك دور كبير لهذه الرجل المسلم الذي يعمل باستمرار على حمايتها وتنظيفها وهو يستقبلنا بكل ود وحب. اتمنى من الرب أن يعيدنا الى هذه المنطقة خصوصا وأن لعائلتي ذكريات جميلة هنا حيث كنا نعيش بسلام مع المسلمين “.
أبو زيد الكربلائي يقول ” وجدت في هذه الكنيسة راحة نفسية، واحساسا عارما بضرورة حمايتها، والعمل على إدامة العمل بها وترميمها ليجدها الزوار نظيفة. الكثير من الناس يزورون الكنيسة من المسحيين والمسلمين ايضا لأن هذه الكنيسة لها ذكريات جميلة في حقبة عاشها المسلمون مع المسيحيين بكل ود وحب”.
لا تغيب عن زائر مدينة الحبانية مظاهر الخراب والدمار في الأحياء التي هجرها أهلها منذ عقدين تقريبا، وسط انتظار من بقي في المدينة عودة الأصدقاء والجيران وإعادة ترميم ما هدمته الحرب وإنقاذ بعض معالم المدينة ومنها كنيسة (مار كوركيس )الباقية تحت رعاية رجل مسلم.
ويقول أحد سكان المدينة ، إن” انفجار عبوة ناسفة تسبب بوقوع سقف الكنيسة والسياج الخارجي الذي كان عبارة عن صفيح من الطين إقتلعه الهواء. وللأسف ليس هناك فى رعاية من جانب الدولة، بين الحين والآخر تأتي وفود وتصوّر الوضع ثم ترحل دون أن تغيّر شيئاً، وبعض المسيحيين يرسلون بين فترة وفترة مبلغ يكفي فقط لبقاء جدران الكنيسة، لكن ليس هناك أي دعم آخر بتاتاً.”
أعمال التخريب والتدمير التي تعرضت لها المدينة عند دخول داعش في العام ٢٠٠٤ طالت الكنيسة التي أصبحت من دون سقف لكن الجدران لاتزال قائمة والأجراس باقية على أمل أن يأتي من يقرعها يوماً.