أكد الباحث في الشأن السياسي أحمد الخضر ان ملف الطاقة والكهرباء سياسي، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تعارض العراق لتطوير هذا القطاع.
وقال الخضر خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى ألمانيا مهمة وحساسة وتأتي في توقيت يعاني فيه العراق من تلكؤ واضح في قطاعي الكهرباء والنفط.
أحمد الخضر: ملف الطاقة في العراق سياسي
وأضاف الخضر، أن السوداني يدرك أهمية المانيا والدول المتقدمة في تطوير هذه القطاعات، وهو يبحث عن تعداد وتعزيز مصادر الطاقة في العراق وعدم الاعتماد على مصادر أحادية، كما انه يريد إدخال شركات عالمية تتبع دولا إقتصادية قوية.
وشدد الخضر على أن ملف الطاقة في العراق سياسي بدرجة أساسية، وهناك عدم إدراك من المسؤولين لأهمية هذا الملف، فضلا عن الفساد، مبينا أن هذه هي الاسباب التي جعلت من قطاع الطاقة متدهورا ولا يتم تطويره، لافتا إلى أنه كان وزراء كهرباء من خيرة العقول لكن خبرتهم إصطدمت بعقبة التدخلات السياسية، لافتا إلى أن قوى سياسية لديها عقود مع شركات في قطاع الكهرباء لذلك هي تضغط لعدم تفعيل العقود العملاقة التي تنعكس ايجابا على قطاع الكهرباء، مشيرا إلى أنها ربما ضغطت لعدم تفعيل عقد شركة سيمنس الالمانية للحفاظ على مصالحها الخاصة.
وتابع الخضر أنه لا يستبعد وجود ضغوطات خارجية لعدم تطوير قطاع الكهرباء في العراق، مضيفا أن هذه الدول لا يمكنها الضغط ما لم تكن لديها أدوات داخلية وهو ما يؤكد أن المشكلة داخلية بدرجة أساس، معربا عن أمله في ان يتجاوز السوداني الضغوطات السياسية وينهض بقطاع الكهرباء والطاقة لخدمة المواطن.
أحمد الخضر: واشنطن لا تعارض زيارة السوداني لبرلين
وشدد الخضر أن العراق يعاني من مشكلة تكمن في غياب التنسيق بين مختلف الوزارات، وهناك فوضى إدارية، وكثرة الأعطال في شبكة الكهرباء، وكل ذلك ينعكس على المواطن بعدم تجهيزه بالطاقة الكهربائية، لافتا إلى ضرورة تفكيك الازمة أولا لمعالجتها، مبينا أن معالجة أزمة الكهرباء لا يكون بالعمل بعقلية الستينات والسبعينات من القرن المنصرم.
وأضاف الخضر أن حل مشكلة الكهرباء لا تحل بزيارة ألمانيا إنما يجب تشكيل مجلس أعلى للطاقة في العراق، يقوم بالتنسيق وربط العمليات بعضها ببعض لتنعكس ايجابا على المواطن، رافضا إلى أن شركات عدة انسحبت من العراق جراء غياب التعاون والتنسيق معها، مشددا على أن العمل في الوزارات ينفر الشركات العالمية.
وعن امكانية أن يكون العراق بديلا لتزويد أوروبا بالغاز، قال الخضر إن العراق لم يشهد لحد اللحظة تطويرا في مجال الغاز، متسائلا هل تقبل الدول الاقليمية ان يكون العراق متحررا في مجال الغاز؟، موضحا أن السوداني حمل هذا الملف معه في زيارته إلى ألمانيا، والدول الاوروبية تولي أهمية لذلك، لافتا إلى ان الدراسات تشير إلى إحتياطات كبيرة للغاز في العراق وهذا يؤهله لأن يكون مساعدا في سوق الغاز العالمي، وأرضا خصبة للاستثمار في هذا القطاع.
أحمد الخضر: الولايات المتحدة أكبر الداعمين للسوداني
وعن ما يتردد من إمتعاض أمريكي من زيارة السوداني لألمانيا، إعتبر الخضر هذا الكلام شعبويا، مؤكدا أن الولايات المتحدة أكبر داعم للسوداني وحكومته، لافتا إلى أنه السوداني لم يزر ألمانيا دون مباركة أمريكية، مبينا أن الادارة الامريكية متواصلة مع السوداني وهي تريد انهاء ازمة ملف الطاقة.
ورفض الخضر اتهام واشنطن بالوقوف ضد الاتفاقية الصينية، موضحا انه لا يوجد اصلا شيء اسمه اتفاقيه صينية، فما جرى بين العراق والصين لم يكن سوى مذكرات تفاهم، فالاتفاقية بحاجة إلى تصويت مجلس النواب عليها، مشددا على أن الحديث عن رفض أمريكي لهذه الاتفاقية غير دقيق، لافتا الى ان الشركات الصينية متواجدة في العراق وتعمل في عدة محافظات، سواء رضت واشنطن أم لا.