أقر النواب الألمان مذكرة تعترف بارتكاب تنظيم (داعش) “إبادة جماعية” في عام 2014 بحق الإيزيديين، ليكون بذلك رابع برلمان أوروبي يقر الإبادة الجماعية للكورد الإزيديين، في حين لاقت الخطوة ترحيبا عراقيا وكوردستانيا واسعين.
وأيد كل النواب الحاضرين، اليوم الخميس، النص الذي عرضه الائتلاف الحاكم والمعارضة المحافظة ويعترف بحصول “إبادة” ذهب ضحيتها “أكثر من خمسة آلاف” فرد من الإيزديين.
ووافق البرلمان الألماني “البوندستاغ” في يوليو الماضي على التماس يطلب مثل هذا الاعتراف، لكنه كان بحاجة إلى إجراء تصويت نهائي في جلسة عامة من أجل استكمال عملية الاعتراف.
ورحب العراق بالقرار الألماني، حيث دعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للكشف عن مصير المختطفين.
وقال في تغريدة “نُرحب بإقرار البرلمان الألماني عدّ ما حصل لأبناء شعبنا من الإيزيديين على يد داعش الإرهابي إبادة جماعية ضد الإنسانية. ندعو المجتمع الدولي إلى ضمان معاقبة مرتكبيها وبذل الجهود للكشف عن مصير باقي المختطفين وعدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم ومنازلهم”.
من جانبه رحب بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني بالقرار، واصفا إياه بالخطوة المهمة باتجاه تعويض الإيزديين.
وقال في بيان إن “هذا القرار خطوة مهمة باتجاه توحيد الجهود الدولية لتعويض الإيزديين وإعادة الحقوق اليهم، آملا أن يكون هذا القرار الألماني الجريء حافزا هاما لاتخاذ الدول الأخرى الخطوة نفسها”.
وأكد أن “الاتحاد الوطني الكوردستاني سيكون، كعهده دوما، عونا وسندا لحماية الايزديين وتراثهم الأصيل، ويعمل جاهدا للعثور على الأعزاء المفقودين منهم، والذين لايعرف مصيرهم حتى الآن”.
بدوره أشاد المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني باعتراف البرلمان الألماني بمجاز الإيزديين على أنها جريمة ضد الإنسانية، وقال إن “القرار يعطي زخما أكبر لتوحيد الجهود الدولية الساعية لتعويض الإيزديين وإعادة الحقوق لهم”، معتبرا أن القرار “يمسي حافزا ودعما أكبر لنا للبحث عن الأخوات والإخوة الذين لازال مصيرهم مجهولا، والسعي لإعادة إعمار المناطق التي لاتزال مدمرة، كي نعيد لها القاطنين في المجمعات تحت الخيم”.
من جهته اعتبر قوباد طالباني نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان أن قرار البرلمان الألماني دعم قوي لمعاقبة مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية بحق الإيزديين.
وقال في بيان إنه “ننظر بعين التقدير والعرفان لموقف البرلمان الألماني الذي اعترف بمجاز الإيزديين على يد الإرهابين على أنها عمليات إبادة جماعية”.
وأكد أن “تلك الخطوة تمثل دعما قويا لمعاقبة متهمي المذبحة وحماية الإيزديين في المستقبل، كما أنها حافز قوي لتطبيع الأوضاع في سنجار وعودة النازحين إلى مناطقهم بسرعة أكثر”.
إلى ذلك رحبت ريواز فائق رئيس برلمان إقليم كوردستان بالقرار الألماني واصفة إياه بالموقف التاريخي.
وقالت في بيان إن “برلمان الإقليم يثمن باسم شعب كوردستان وسائر مكوناته الدينية والقومية، موقف البرلمان الألماني التاريخي، ونثني على المواقف الودية لمجمل الكتل، كما نشكر الحكومة والشعب الألمانيين الذين كانا داعمين وساندين لنا في الحرب ضد داعش وحماية الإقليم من الهجمات والاعتداءات الوحشية”.
كما اعتبرت كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني اعتراف البرلمان الألماني بإبادة الإيزديين بأنه يحض الدول الأخرى لاتخاذ قرارات مماثلة.
وأشارت في بيان إلى أن القرار “سيكون له تأثيرا كبيرا يحض الدول الاخرى على اتخاذ قراراتٍ مماثلة من شأنها أن تدفع بقضية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديين نحو الأمام على الصعيد الدولي”، مبينا أنه “يساعد في خلق إجماع دولي وأُممي من أجل إنهاء معاناة الكورد الإيزيديين ويُحشد نحو مواجهة أولئك الذين يتسببون بحدوث أو اقتراف الإبادات الجماعية ونشر التطرف والإرهاب”.
بدورها رحبت كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في برلمان الإقليم بحفاوة بالموقف الألماني، داعية الحكومة العراقية إلى تعويض الضحايا والعمل على إعادة إعمار مناطق الإيزديين.
ولفتت في بيان إلى أننا “نرحب بالقرار التاريخي الذي اتخذه برلمان ألمانيا، ونرجو من الدول الأخرى اتخاذ خطوات ممثالة”، مشددة على أن “من واجب الحكومة المركزية اتخاذ خطوات ضرورية ولازمة لتعويض الضحايا، والعمل بجدية لإعادة إعمار المنطقة ومحو آثار المجزرة التي تعرض لها أخوتنا وإخوتنا الإيزديين”.
وتعد ألمانيا حيث تعيش جالية أيزيدية هي الأكبر في العالم، من قلائل الدول التي اتخذت مسارا قضائيا في شأن ممارسات تنظيم “داعش” في حق أبناء هذا المكون.
وندد القضاء في ذلك البلد الأوروبي في تشرين الثاني الماضي، متطرفا عراقيا بتهمة ارتكاب “مجازر إبادة” في حق الأقلية الأيزيدية في سابقة عالمية رحبت بها الفائزة بجائزة نوبل للسلام الأيزيدية نادية مراد التي اعتبرتها “اعترافا بالفظائع التي ارتكبها “داعش”.
وسبق لبلجيكا وأوستراليا أن اعترفتا بحصول “إبادة”، وفق ما أفاد برلماني ألماني. وكذلك فعلت هولندا، بحسب جمعية مدافعة عن حقوق الأيزيديين.