من ٢٥٠ دينار عراقي – اقل من ١٧٠ سنتاً- بدأ الشاب العراقي “مناف جودت” مشروعاً انسانياً لإسكان العوائل الفقيرة والمتعففة في مدينة المدحتية بمحافظة بابل.
وتسجل المحافظة تفاقماً في أزمة السكن التي باتت جزءاً من الواقع الخدمي المتردي في المحافظة.
ويسعى المشروع الذي أُطلق عليه مناف “مشروع بيت بربع دينار الإنساني” الى انتشال العوائل الفقيرة من العشوائيات وبيوت “التنك” التي اثقلت كواهلهم وزادت أوضاعهم سوء الى سوءها.
ووفقاً لمناف فإن المشروع يقوم على جمع مبلغ ٢٥٠ دينار عراقي – وهو اقل مبلغ مطبوع من العملة العراقية- بشكل يومي من خلال صناديق يتم توزيعها على المشتركين.
ويقول مناف في حوار خاص؛ ان بداية المشروع كانت فكرة قام بطرحها على أصدقائه في “فيسبوك” فلاقت ترحيبهم، ليحولها الى مبادرة مجتمعية شارك فيها الكثيرين.
ويضيف مناف الذي يحمل شهادة البكالوريوس في القانون، ان المشروع يهدف الى إنقاذ عدد كبير من عوائل الفقراء والأيتام وعوائل الشهداء من السكن العشوائي ليعيشون في بيئة مناسبة وكريمة.
وبالإضافة الى توفير السكن ، فإن المشروع تطور ليشمل ترميم المدارس المتهالكة، وتوفير المستلزمات الدراسية للطلبة، بحسب مناف.
كما دعم المشروع تأهيل بعض الطرق في مدينة المدحتية جنوب محافظة بابل (١٢٠ كيلومتر جنوب بغداد)، وتأهيل فلكة الساعة في المدينة، وإقامة نصب تذكاري لشهداء المدينة، وتوزيع الملابس على العوائل المتعففة في المدينة.
يقول مناف أيضاً ، ان العراقيين هم أهل غيرة ، والكثيرين من مختلف المحافظات يتبرعون لمشروعنا ، حتى الجالية العراقية في الخارج تدعمنا أيضاً مادياً ومعنوياً.
ويؤكد أن هناك الكثير من العوائل التي تعيش دون خط الفقر وفي بيوت لا تصلح للسكن ، داعياً العراقيين الى البحث عنهم ومساعدتهم قدر الإمكان.
ويرى ان على الدولة توفير الأراضي السكنية وتوزيعها على العوائل الفقيرة لكي يتم تشييد مجمعات سكنية فيها عبر المؤسسات الخيرية او الشركات الموثوقة والتي لها باع طويل في هذا المجال.
ويروي مناف كيف وجد ذات مرة في إحدى الجولات للتقصي عن العوائل المحتاجة رجلاً مسناً تركه اهله في بيت سقفه من جريد النخل ودون طعام ، وكيف شيدوا له داراً سكنية جديدة.
ويؤكد الشاب البابلي انه رفض الكثير من المبالغ المالية التي قدمتها شخصيات سياسية وحزبية ودينية، معتبراً أنها كانت لأهداف شخصية ودعائية وهو ما يرفضه جملة وتفصيلاً.