مام جلال في خليجي 25
* بقلم: نصرالله سورجي
أعادت بطولة كأس الخليج “خليجي 25” التي أقيمت مؤخرًا في مدينة البصرة الحبيبة صناعة ما صنعه الرئيس العراقي الأسبق مام جلال طالباني من التلاحم العراقي العربي، والمشاعر الأخوية الصادقة بين الشعبين الكوردي والعربي طيلة سنوات حياته في الميدان السياسي والنضالي، وهو ما عجزت عن صناعته الكثير من الشخصيات البعثية الشوفينية الموجودة في إقليم كوردستان منذ سنوات والتي تحاول العبث بالماء العكر وتشويه هذه الصورة من خلال تصريحات تكونُ إعلامية أحيانًا وسياسية إنتقامية مُبطنة في أحيانٍ أخرى بأجندات لاتريد الخير لهذه الأرض الطاهرة بنقاء أبنائها ومن مختلف الطوائف والأديان والمذاهب، وتكرار تهديداتها من قلب الإقليم للفلاحين الكورد في عدّة مناطق بإعادة إغتصاب أراضيهم مرّة أخرى، بعد أن كانوا قد إحتلوها نتيجة التعريب وبقوّة نظام البعث البائد آنذاك.
لقد أثبتت هذه البطولة ما كان يُردّده الراحل مام جلال ويؤكد عليه بإستمرار بأن الشعب العربي ليس عدوًا للشعب الكوردي، والشعب الكوردي أيضًا هو من أصدق أصدقاء الشعب العربي، بل الشعب العربي محبّ لنظيره الكوردي لاسيما الجنوبيّ منه الذي يشترك معه بنفس الألم والإضطهاد الذي تعرّض له طيلة سنوات ما قبل 2003، وإنّما الأنظمة السياسية هي التي كانت عدوّة انتقامية للشعب الكوردي، وهذا ما كان يسعى بإستمرار لتأكيده الرئيس مام جلال في جميع المحافل واللقاءات والزيارات الداخلية والخارجية، لكنّه وفي كلّ مرّة كانت الأصوات النشاز الشوفينية الموجودة سواء في كوردستان أو المناطق الأخرى تزرع سمومها الخبيثة لتعكير صفوف هذه الإخوة التي بقت صامدة حتّى اليوم لتحقيق ما كان يصبو إليه الرئيس طالباني.
أكثر ما لفت إنتباهي هو كيف إستطاعت هذه البطولة بتواضع استعداداتها وجمال أهل البصرة وكرم شعبها الأصيل بأنها لقت استحسانًا كبيرًا لدى الشعب الكوردي لاسيما مع ظهور مُعلّقين رياضيين على بعض القنوات الكوردية مزجوا في تعليقاتهم الرياضية ما بين اللغة والكلمات الكوردية والعربية وعلى حدٍ سواء إشادةً وتأكيدًا وإصرارًا منهم على التلاحم العربي الكوردي التأريخي والإجتماعي، وبرأي أن التعليق بهذا الشكل الفنّي كان أفضل الأجوبة لدحض وأفحام كلّ الأصوات الشوفينية التي تستغلّ القضية الكوردية لخلق بيئة عدائية بين الشعب الكوردي والعربي وإشعال الفتن على حساب المصلحة العامّة لتحقيق أجنداتها الشخصية الحزبية الضيّقة.
لقد نجحت “خليجي 25” في إعادة سرد الإخوة الكوردية العربية لاسيما في الجزء الخليجي منه على أساس التفاهم والتعاطف المشترك وتبادل الثقافات وشدّ بعضهما البعض والإنغماس الاجتماعي بينهما بعيدًا عن “الأصوات الفاسدة” لتُدمّر هذه الاسطورة ما حاول زراعه “الإعلام الأصفر المُظلل” من بذور التفرقة والحقد والرعب ليُسجّل لنفسه فشلاً ذريعًا سيكون درسًا قاسيًا له على مدى التأريخ بأن هذين الشعبين وإن كانا مختلفين جغرافيًا لكنّ لهما صولات تأريخية وإسلامية مُشتركة
عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني