يصادف اليوم 24/1/2023 ذكرى مرور 38 عاما على استشهاد اسطورة الكفاح المسلح مامه ريشة.
مامه ريشه، اسمه نجم الدين شكر رؤوف، من مواليد 1955 ولد في قرية طالبان في منطقة كرميان، من عائلة كوردية الأصل محبة لقوميتها الكوردية، لذلك ومنذ نعومة أظافره تولدت عنده الروح الوطنية، وفي العام 1970 كانت من أهم أمنياته أن يصبح فدائياً فانضم إلى الإنتفاضة الفلسطينية.
في العام 1978 عندما مارس النظام البعثي البائد أبشع سياساته في مناطق كوردستان التي تمثلت بالتعريب والتهجير القسري، اندفع مامه ريشه إلى حمل السلاح والانضمام لصفوف قوات البيشمركة والقتال ضد أزلام النظام البعثي ضد القهر والإضطهاد.
بعد النكسة التي اصيبت بها ثورة شعب كوردستان، واحتلال قرى وقصبات كوردستان من قبل ازلام النظام البعثي البائد، ظهرت في منطقة جباري وهموند وقره حسن، قوة (4 جباري) بقيادة الشهيد مامه ريشه.
برز الشهيد مامه ريشه خلال فترة زمنية وجيزة من بين المئات من قوات البيشمركة وبذلك كان صمام الأمان لأكثرية العمليات الفدائية، كما وأشتهر بسرعة البرق وأمسى يحسب له العدو ألف حساب، وبذلك حقق الانتصارات الواحدة تلو الأخرى في أغلب المناطق المنبسطة والمجاورة لمدينة كركوك.
مع كل عملية قام بها مام ريشه ضد الظلم والطغيان كانت تعلو من شهرته وتزيد محبته في قلوب شعب كوردستان، وزرع الرعب والهلع بين أجهزة النظام البعثي والعساكر والطائرات والمدفعية.
كان لمامه ريشه دور بارز في أكثر الملاحم مليئة ببطولات قوات بيشمركة كوردستان، بدءاً من (تل العرب) إلى ملحمة تحرير قرية (بيتوانه).
تعرض مامه ريشه الذي كان يلقب بـ (صقر كرميان) خلال معارك البيشمركة إلى الإصابة أربع مرات، استشهد والده (مام شكر) وشقيقه (أحمد) على يد أزلام النظام البعثي سنة 1981.
تمكن مامه ريشه ورفاقه من أن يزرعوا الرعب والهلع بين كل الأجهزة الامنية والجنود والطائرات والمدفعية التابعة للنظام الديكتاتوري حتى أنهم كانوا يُطلقون عليه اسم الرجل الحديدي.
في العام 1983، وصلت انباء الى مامه ريشه تفيد بأن ازلام النظام البعثي البائد يحاصرون 3 من افراد البيشمركة في منزل في قضاء جمجمال، وعلى الفور توجه الشهيد مامه ريشه ورفاقه لنجدة البيشمركة وفك الحصار عنهم، وبحلول الليل وصل مامه ريشه ورفاقه الى جمجمال، لكن المعركة كانت قد انتهت واستشهد البيشمركة الثلاثة بعد مقاومة بطولية وقتلِهم العشرات من ازلام النظام، فقرر مامه ريشه الثأر للبيشمركة الشهداء، فهاجم هو ورفاقه مقرات الجيش والجيش الشعبي في قضاء جمجمال وقتلوا العشرات من ازلام النظام وعادوا الى مناطقهم.
في العام 1983 انطلق الشهيد مامه ريشه و4 من رفاقه الى منطقة قرهنجير لمهاجمة مقرات الجيش الشعبي في المنطقة، وبعد الهجوم على المقر وقتل العشرات من افراد الجيش الشعبي، انتشر ازلام النظام البائد في المنطقة للبحث عن مامه ريشه ورفاقه، وشاركت جميع صنوف الجيش والجيش الشعبي وازلام النظام وطائرات مروحية في عملية البحث، لكن مامه ريشه تمكن وبكل بسالة من الاختباء بشكل جيد من ازلام النظام، بحيث كانوا لا يبعدون عنه سوى امتار قليلة، لكنهم لم يتمكنوا من رؤيته ورفاقه، وكانوا يسمعونهم يقولون (اين ريشه؟، اين اختفى؟، هل سحبته السماء؟، هل هو من الجن ليختفي ويظهر بسرعة البرق؟.