بغداد – علي السامرائي
مر 70 عاما على تأسيس العلاقات العراقية – الهندية ، البلدين اللذان يمثلان اكثر الحضارات عراقة وقدم و74 عاما على تفعيل العمل بالدستور و الذي يعد احتفالا باليوم الوطنى (عيد الجمهورية)، وحدا فاصلا بين عهد الاستعمار و الاستقلال.
وتمر الذكرى هذا العام في وقت تشهد فيه العلاقات بين بغداد ونيودلهي نموا مضطردا وتعاون واسع وعلاقات وثيقة في مختلف المجالات سواءً السياسية او الاقتصادية او التجارية او الثقافية او في مجال الطاقة او الصحة بشكل يعكس عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تمتد لقرون.
واكد السفير الهندي في العراق براشانت بيساي على في كلمته خلال احتفالية كبيرة اقيمت مساء الخميس في نادي الصيد ببغداد بحضور عدد كبير من السفراء العرب والاجانب ، ان الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات العراقية – الهندية تمثل امتدادا لعلاقات الصداقة والتعاون التي تمتد لقرون طويلة.
واضاف السفير بيساي بان الهند حضارة قديمة وجمهورية فتية وحققت تقدما اقتصاديا كبيرا جعلها تشغل خامس اكبر اقتصاد في العالم الى جانب كونها الدولة الاكثر عددا بالسكان في العالم بعد ان تجاوزت الصين فضلا عن ان كل ولاية فيها تمتاز بثقافتها وتقاليدها .
ولفت السفير الهندي في بغداد الى ان العراق والهند يرتبطان بعلاقات حضارية وثيقة وصداقة ثنائية ودية تعود الى العصور القديمة وتزداد قوة يوما بعد يوم مع اشتراكهما بالقيم والاهداف ذاتها، منوها الى ان العراق يعد اكبر مورد للنفط الى الهند كما ان التبادل الثقافي مرتفع من خلال دراسة الطلاب في البلدين معربا عن تطلع بلاده الى العمل مع الحكومة العراقية الجديدة في مجالات التجارة والاستثمار والصحة والعلوم والتكنلوجيا.
وابدى السفير بيساي استعداد بلاده لتقديم الخبرات في مجال تكتلوجيا المعلومات.
وتحتفل الهند سنويا بثلاثة أعياد أساسية، إحداها يوم الاستقلال عن التاج البريطانى فى 15 اب، والثانى يوم غاندى جايانتى، وهو يوم ميلاد الزعيم الهندى المهاتما غاندى فى 2 تشرين الاول، والثالث يوم الجمهورية فى 26 كانون الثاني.
وحققت الهند استقلالها فى 15 اب 1947 بعد مقاومة سلمية وعصيان مدنى من قبل المهاتما غاندى، وبعد الاستقلال لم يكن هناك دستور دائم يحكم الهند، فتم تعيين لجنة لصياغة دستور دائم وإلغاء العمل بوثيقة 1935، وبعد العديد من المداولات والتعديلات وقع 308 أعضاء من الجمعية نسختين مكتوبتين بخط اليد بالإنجليزية والهندية فى 24 كانون الثاني 1950، ودخلت حيز التنفيذ فى جميع أنحاء البلاد فى يوم 26 من كانون الثاني 1950.
وعقب استقلال الهند عام 1947، كان العراق من بين الدول التي بدأت بتأسيس علاقات مع الهند ووقع البلدان اتفاقية صداقة في عام 1952 ورغم ذلك كانت العلاقات متأرجحة بين البلدين في العقود التالية.
وفي الاونة الاخيرة نمت العلاقات العراقية – الهندية بشكل واسع خاصة على الصعيد الاقتصادي لاسيما بعد التقلبات التجارية العالمية حيث احتل النفط الملف الأكثر أهمية في تاريخ تلك العلاقات في ظل الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات المفروضة على إيران.
وقال السفير هشام العلوي رئيس دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية العراقية في كلمته خلال الاحتفالية ، ان ذكرى تاسيس العلاقات الثنائية تقودنا الى الحديث عن الروابط بين حضارة مابين النهرين والسند والهند القديمة والعلاقات الضاربة في القدم وما قدمته لاحقا في الزمن الحالي من انجازات للانسانية وتعزيز لحالة الابتكار في تطوير حياة الانسان والنضال ضد الاستعمار وفي سبيل الحرية والاستقلال من مستعمر واحد الى جانب عملهما لتعزيز قيم الديمقراطية والتنوع الديني والمذهبي وتاسيس حركة عدم الانحياز .
واوضح العلوي بان حكومتي البلدين تسعيان لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والتكنلوجيا خاصة ان التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 30 مليار دولار حيث تعد الهند ثاني اكبر شريك تجاري بعد الصين .
وعبر السفير العلوي عن تطلع البلدين برفع مستوى التبادل التجاري الى حجم اكبر الى جانب النية لعقد جولة مشاورات الشهر المقبل على مستوى وكلاء الوزارة مع قرب عقد اجتماع الدورة 18 للجنة المشتركة من اجل توفير فرص واعدة لتوسع العلاقات الثنائية.
ونقلت السفارة الهندية جانبا من الاحتفالات الرئيسية التي تقام في شوارع العاصمة نيودلهى، عندما حطت في بغداد وفي نادي الصيد العراقي الذي ازدان بمظاهر الزينة ، واحدة من اشهر الفرق الاستعراضية الهندية التي تقدم عروضا تمثل مختلف الولايات.
وقدم اعضاء الفرقة الهندية من الهند عرضا فنيا اثار تفاعل المدعويين عكس بشكل لافت من خلال اللوحات الراقصة الثقافة والازياء والتراث الهندي.
ونزل راقصات وراقصو الفرقة وسط طاولات المدعويين الذين تفاعلوا مع اعضاء الفرقة اثناء رقصهم رقصة بوليوود وعرض تقاليد الرقص من كل ولاية في اسلوب امتاز بالروعة.
ولم يفت على اعضاء الفرقة بازياءهم الملونة والمستمدة من التراث القديم اداء رقصات هندية حماسية على انغام اغنية الفنانة رحمة رياض ( عاش العراق) مشاركة منهم فرح العراقيين بحصول منتخب كرة القدم على كأس الخليج العربي 25 التي اختتمت مؤخرا في مدينة البصرة التي تربطها قديما روابط تجارية واقتصادية مع الهند.