المسرى .. متابعات
بات من الواضح يوما بعد آخر فشل القطاع الصحي في البلاد عبر ملفات بارزة للعيان وللمواطن بشكل خاص بدأ من نقص الأدوية وقلة الخدمات في المستشفيات الحكومية واستغلال أرباب المستشفيات الأهلية لحاجة المواطنين الى الاستشفاء دون حسيب أورقيب ، مما يسلط الضوء بقوة على هذا الواقع المتردي وضرورة الوقوف على أهم المسببات والعراقيل.
يذكر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان قد شخص هذا الأمر في زيارة مفاجئة له الى مستشفى الكاظمية وما وجده فيها من تردي واضح للخدمات ونقص الادوية، والتي قال حينها “الله لا يوفقني على هذه الخدمة”، وبعد مرور شهرين تقريبا من هذه الزيارة تم تأهيل هذه المستشفى بشكل كامل.
ويعاني القطاع الصحي في البلاد ، من فوضى كبيرة متمثلة بنقص الأدوية ، كذلك قدم المستشفيات والمرافق الصحية الاخرى، انعكس هذا كله على اقدم شركة منتجة للدواء في الشرق الاوسط وهي شركة أدوية سامراء.
ويوضح مدير الشركة العامة لأدوية سامراء عبد الحميد عبد الرحمن السالم في تصريح تابعه المسرى اليوم الإثنين ، أن ” هناك جهد لرفع النسبة المجهزة من الادوية لتصل الى 50% من احتياجي العراق ومصالحه الوطنية الحكومية والاهلية، مشيرا الى أن ” وزارة الصحة لديها قائمة اساسية ولا تأخذ كل انتاجنا كونها تمتلك قائمة شراء خاصة بها وتوزع الاحتياج بين المصانع الوطنية التي تنتج نفس المادة وهو ما يؤدي الى قلة التعاقدات وهو ما نعمل على حله في الفترة المقبلة.
يذكر أن الشركة تأسست عام 1965 وفق العقد المبرم مع الاتحاد السوفيتي سابقاً للتعاون الفني والاقتصادي حيث استمر العمل على تأسيس الشركة لغاية 1969، وبدأت بعدها العمل بامتياز من شركات عالمية مثل شركة Lepetite الإيطالية وشركة MSD الامريكية وشركة SKF الانكليزية وشركة GLAXO الانكليزية وشركة ASTRA السويدية وشركة ROCHE السويسرية.
وكان فريق مكتب بغداد التابع لمفوضية حقوق الإنسان قد اجرى جولة في مستشفى الطفل المركزي في وقت سابق من الاسبوع الحالي من أجل الاطلاع على الأوضاع الصحية والخدمات التي يقدمها، خصوصاً أنه يعد المؤسسة التخصصية الوحيدة للأطفال.
ولفت مدير قسم العلاقات والإعلام في المكتب الوطني للمفوضية سرمد البدري في تصريح صحفي تابعه المسرى ، الى أن الفريق شخص قلة الطاقة الاستيعابيَّة لمستشفى الطفل المركزي في بغداد قياساً بعدد مراجعيه بما يؤثر سلباً في الخدمات الصحية المقدمة.
ونوَّه البدري ، بأنَّ “المستشفى يستقبل مراجعين ليس فقط من بغداد بل من المحافظات أيضاً وبشكل يومي”.
المعوقات تتمثل بصغر مساحة المستشفى وردهاته وقاعاته بشكل لا يتناسب مع أعداد المراجعين فيه، مما يجعله يعمل بشكل يفوق طاقته الاستيعابية بما يؤثر في خدماته المقدمة للمرضى”.
وأطلقت وزارة الصحة مؤخرا الاستمارة الإلكترونية الخاصة بالتسجيل على قانون الضمان الصحي.
مصادر عليمة كشفت في وقت سابق عن تحول اللجان الطبية في بعض المستوصفات الحكومية الى مشاريع لإبتزاز المواطنين مقابل مبالغ مالية ، تابعت المصادر المطلعة في تصريحات تابعها المسرى ، أن “اللجان الطبية الخاصة بمنح الإجازة او تحديد نسبة العجز المرضي في المستوصفات الحكومية تحولت الى لجان خاصة بالإبتزاز للموظفين مقابل زيادة أيام الإجازة الرسمية”.
وأضافت ، أن “بعض الإحالات ومن خلال المستوصفات يتم التلاعب بنسبة العجز سلبا او إيجابا من قبل بعض اللجان الخاصة في دوائر وزارة الصحة لزيادة نسب العوق او تقليلها لغايات معروفة لدى اصحاب العلاقة وغيرهم”.
واشاروا الى أن “المستفيد الحقيقي من القانون يعاني الكثير من أجل نيل حقوقه وسط إنتقائية كبيرة وإبتزاز يصل الى مبالغ طائلة لمنح الإجازة الرسمية لموظفي القطاع الحكومي”.
وأكد وزير الصحة صالح الحسناوي خلال مؤتمر صحفي عقده للغرض ذاته تابعه المسرى ، أن “300 ألف مواطن سيتم تسجيلهم في قانون الضمان الصحي خلال العام الجاري”، مردفا بالقول ، إن ” الضمان الصحي يتحمل جميع تكاليف الخدمات الصحية للمشمولين في الرعاية الاجتماعية، وهي خطوة تحدث للمرة الأولى في البلاد “.