خاص_علي الحياني
سنوات مرت على انتهاء حقبة تنظيم داعش في العراق، لكن المآسي والفواجع التي خلفها التنظيم الإرهابي ماتزال شاهدة على وحشية هذا التنظيم، فقد كان الثمن مئات القصص والمجازر الدموية التي ارتكبها بحق جميع المكونات، وكان للمكون الإيزيدي، النصيب الأكبر منها.
سيطر تنظيم داعش على قضاء سنجار في الثالث من آب صيف 2014، وارتكب بحق أهلها مجازر سيذكرها التاريخ بروايات من دم، فقتل الرجال وسبي النساء، وجند الأطفال، وكل هذا، والرواية ماتزال لم تنته.
حجي حميد والد الناجية الإيزيدية الشهيرة أشواق، الرجل الذي خسر 77 شخصاً من أفراد عائلته بين قتيل ومخطوف ومسبية، يعيش اليوم ظروفاً مأساوية في مخيم يفتقد لأبسط الخدمات بمحافظة دهوك، يناشد الجهات الحكومية والدموع تنصب من عينيه علهم يجدوا حلاً ينهي أزمته الحالية ويساعد في تخفيف معاناته، وبعد أن طرق كل الأبواب لجأ إلى المسرى ليناشد من خلالها.
يقول الحاج حميد إن، السياسيين من أبناء جلدته والناشطين تاجروا بالقضية الأيزيدية، مناشداً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأن يرسل إليه ليلتقي به شخصياً ويطلعه على حجم الكارثة الانسانية التي تعرض لها.
ويكمل حجي حميد حديثه بالقول إنه، التقى برئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ووعد بمساعدته مالياً، ولكنه لم يف بوعده.
وتبدأ قصة حجي حميد، الرجل الإيزيدي الذي كان يعيش بصورة طبيعية، ولديه 11 ولداً وأخوين، وهو مختار في منطقة خانصور التابعة لقضاء سنجار غرب مدينة الموصل.
ويسترسل الحاج حميد مؤكداً في حديثه أنه “بعد دخول داعش إلى مناطقنا القروية تجمع في منزلي 77 فرداً من أبناء عائلتي وعمومتي، وعندما جاء داعش إلى بيتنا تحدثوا معي وطلبوا مني الانتماء إلى الإسلام، ولكنّي رفضت، وفي المساء خرجت باتجاه الجبل، ولكن أفراد عائلتي رفضوا الخروج، فجاء داعش بعد ساعات وأخذهم جميعاً باتجاه منطقة شدادي في سوريا، وقام بعزل النساء عن الشباب والأطفال وأخذوا البنات باتجاه الموصل، والعائلات باتجاه القيارة في قاعدتها العسكرية”.
لكن حجي حميد يشير إلى أنه “بعدما قام التنظيم الإرهابي بعمليات الخطف والسبي، باشر، وعن طريق السماسرة ببيع الفتيات بمبالغ كبيرة جداً”.
لافتاً إلى أنه “اشترى 14 شخصاً من أفراد عائلته بينهم 4 من بناته بمبلغ 166 ألف دولار، عن طريق المهربين الذين كان يتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، مبيناً أن “داعش وبعد أشهر من الاختطاف لم يقم بقتلهم بل ساوم عليهم لبيعهم والإستفادة منهم مادّياً”.
وعن بقية أفراد عائلته أوضح حجي حميد، أنه “هناك خمسة من أبنائه وأحدى بناته ومجموعة من أبناء أخوته مازال لايعرف مصيرهم حتى الآن، رغم مرور أكثر من خمسة سنوات على تحرير جميع المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في العراق وسوريا”.
وبحسرة وألم يتحدث باكياً أن “إحدى بناته وهي مواليد 2001 اعتدى عليها 8 رجال من داعش جنسياً وبطريقة وحشية”.
حجي حميد أوضح أنه “مللنا الحديث مع الإعلام والمنظمات دون فائدة، فقضية الإيزيديين يتم المتاجرة بها، والمعاناة ماتزال مستمرة، ونحن نعيش في مخيمات لأبسط أنواع مقومات الحياة”.
وجدد حميد، في ختام حديثه، مناشدته رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والمسؤولين في الحكومة العراقية والجهات الأخرى لـ “الإرسال إليه مع بناته، ليلتقي بهم، ويستمع لمعاناته وقصته التي تعد واحدة من أفجع القصص التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي”.