تغطية: فاروق الجمل
إعداد: كديانو عليكو
رغم أن حالات الابتزاز الإلكتروني تتعدد أشكالها وتطال مختلف فئات المجتمع العراقي، الا ان النساء هن الضحايا الأكثر عرضة لهذه العمليات وفق الإحصائيات والبيانات الرسمية الحكومية، وكذلك تلك الصادرة من قبل المنظمات والهيئات الحقوقية والمدنية غير الحكومية على حد سواء.
ولا تستغرب وانت تتنقل على مواقع التواصل الاجتماعي ان ترى صورا لك وعائلتك منشورة على صفحات وهمية وقنوات بأسماء مستعارة وهذا ما حصل بالفعل لمئات النساء البابليات والعراقيات، يتم اختراق حساباتهن على المواقع الالكترونية ونشر صورهن.
وتقول رئيس مركز بابليات لتمكين المرأة نورس الخزرجي للمسرى: ان “مسالة نشر صور لنساء على مواقع وهمية ليست مسالة تحدي وانما هي مسالة تتعلق بحياة نساء وحياة انسان ونعلم باننا في مجتمع ذكوري لا يتقبل رؤية صورة طبيعية للمرأة على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من قبل الاخ او الزوج او الوالد”.
وبشان خطورة هذه المسالة، اضافت الخزرجي، ان “نشر صور للفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي المزيفة قد يؤدي الى قتلهن لمجرد انها صورة نشرت في وقت ما وبطريقة خاطئة”.
وبشان مسالة الابتزاز الالكتروني وخطورتها في محافظة بابل، يضيف العميد الحقوقي عادل الحسيني – مدير قسم علاقات واعلام شرطة بابل للمسرى، ان “دور القسم هو اجراء ندوات توعوية تثقيفية لكل شرائح المجتمع في محافظة بابل، سواء كانت مؤسسات تعليمية او حكومية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وكذلك مع المديريات الامنية المختصة بالامن الوطني والاستخبارات، لمعرفة ادوات القتل سواء كانت حادث مروري او غرق او قتل”.
واوضح الحسيني، ان “الاداة الجديدة وهي مواقع التواصل الاجتماعي وهي مسالة مهمة وخطيرة”.
ودعا الحسيني عبر المسرى، “اولياء الامور الى تحذير ابنائهم من التحدث مع الغرباء على المواقع الالكترونية، خاصة وان ضوابطها غير واضحة وحذر الابناء واهتمامهم بخصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وبشان عقوبة الانتزاز الالكتروني، يقول الخبير القانوني اركان الحمداني للمسرى: انه “وفق احكام المادة (438) اولا: يعاقب على المبتز الكترونيا بعقوبة الحبس والغرامة)”، مضيفا ، ان “هذا الامر ومع انتشار ظاهرة الابتزاز الالكتروني في الوقت الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة، يتبين لنا ان هذه العقوبة لا تتناسب الان مع هذه الافعال اطلاقا، لان العبرة من التشريع وفرض العقوبة هي ان تتناسب مع الفعل”.
واشار الحمداني الى ان “افعال الابتزاز الالكتروني ادت الى جرائم قتل وجرائم عشائرية وفوضى في المجتمع وعدم الثقة في النسيج الاجتماعي العراقي، بسبب استخدام هذه الوسائل الحديثة بطريقة غير شرعية نالت من مكانة الانسان وشرفه وانتهكت حياته وكل اسراره”.
من جانبها، تقول رئيس مؤسسة تراث بابل للتنمية وحقوق الانسان فاطمة الاسدي للمسرى: ان “العديد من الاشخاص يتعرضون للابتزاز وحتى الفضائح في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا، لان الفاعل يعلم بان الجتمع لن يتقبل ذلك، فيتعمد الى نشر صور لنساء وفتيات على مواقع التواصل، الامر الذي يؤدي الى تعرضهن للعنف والقتل، بسبب انتشار هذه الظاهرة”.
بعد حملة نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني بملاحقة قتلة النساء وعدم افلاتهم من العقوبة في العراق، اكد منظمات المجتمع وناشطون في منظمات حقوق الانسان، اكدوا ضرورة تكاتف الجميع ضد جرائم القتل المتكررة للنساء في البلاد.
وفي هذا الشان، اكدت عضو مركز بابليات لتمكين المرأة زهراء احمد للمسرى، ان “السيد قوباد طالباني اطلق حملة لملاحقة قتلة النساء في العراق”، مضيفة، ان “النساء معرضات للقتل والتعنيف في كل مكان بالعراق، معربة عن دعم النساء الكامل للحملة التي اطلقها طالباني”.