المسرى ..متابعات
تشكل معاناة الأيزيديين أحد التحديات والصعاب التي تواجه الحكومة الاتحادية بضرورة إعادة الحياة اليهم ومناطقهم التي تضررت بفعل هجمة داعش الإرهابي وتهديم بناهم التحتية وتهجير البقية المتبقية الناجية من تلك البربرية التي لم يشهدها التاريخ المعاصر من قتل وسبي وتدمير ، بما بات يعرف ” بالجينوسايد ” الإبادة الجماعية.
وبرغم العمل الكبير الذي بذلته الجهات الحكومية السابقة واللاحقة والمنظمات الإنسانية إلا أنه لم يرتقي الى تضميد الجراح ، ومازالت الهجرة للمكون الأيزيدي من المعالجات المؤقتة التي يرى فيها المواطنون الأيزيديون الى الخارج وداخل المحافظات ومنها إقليم كوردستان الحل ” المسعف ” لما يعانونه من حيف وقع عليهم.
الى جانب ذلك كله يولي الاتحاد الوطني الكوردستاني ومنذ أزمة 2014 ودخول داعش الى سنجار أهمية خاصة لهذا المكون من خلال اللقاءات التي يجريها عبد اللطيف رشيد رئيس الجمهورية ، وبافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني ، والإصغاء اليهم والى مطالبهم بتمعن يخفف بشكل كبير من معاناتهم وفقدهم لأحبتهم ، وما لقاء وفد الاتحاد الوطني الكوردستاني مؤخرا بقيادة عضو المكتب السياسي سعدي أحمد بيره بمحافظ نينوى نجم الجبوري ومركز تنظيمات الاتحاد الوطني بالمحافظة وجملة التوصيات التي قدمها الوفد بجانب المكونات ومنهم المكون الأيزيدي الإ صورة واضحة على تشديد الوطني الكوردستاني على رعاية الأيزيديين والتعبير عن مراعاتهم بشكل خاص.
ويرى بابو مظهر الباحث والكاتب المتخصص بالشؤون الأيزيدية ،أن ” مجموعة الأسباب التي تدفع الأيزيديين للهجرة وترك البلاد الشعور العميق باستحالة إعادة المناطق الأيزيدية إلى بيئة آمنة لعيشهم في أي وقت، وبحسب مختلف السياقات المتوقعة، سياسياً وإدارياً واجتماعياً واقتصادياً”. حسب تعبيره
وقال مظهر في تصريحات تابعها المسرى ، كان ” الأيزيديون يعتقدون أن حرب الإبادة التي طالتهم ستحدث زلزالاً في الضمير العام المجتمعي وتعزز التزام الدولة حيالهم. لكن، وبعد سبع سنوات من تحرير المناطق الأيزيدية من التنظيم الإرهابي، لا تزال بيئة العنف والتطرف والكراهية التي أفرزت تنظيمات متطرفة كـ”داعش” موجودة في البنى المجتمعية العراقية. ولم تتخذ مختلف الحكومات العراقية منذ ذلك الوقت أي إجراءات جذرية تردع إمكان تكرار ما حدث. “
تابع ” ليس من تنمية ودورة حياة اقتصادية واستثمارات مستدامة في تلك المنطقة المهملة”.
في السياق فواز صالحو ، متعهد عقارات أيزيدي في أواخر الستينات من عمره، يسكن في مدينة دهوك، إقليم كوردستان، لديه سبعة أبناء، هاجر منهم خمسة إلى الدول الأوروبية قال ” على الأقل تم تهجيري مع عائلتي أربع مرات خلال الثلاثين سنة الماضية، وكل مرة كنا نفقد كل شيء راكمناه خلال تلك السنوات. وهو أمر يواجهني به أبنائي على الدوام، حينما أحضهم على البقاء في أرض الأجداد. فرغبتهم ببناء حياة عائلية واقتصادية مستقرة، تفوق أي رغبة أو إرادة مني. وهو أمر يتكرر مع كل الناس.”
يضيف ” فالأجيال الأصغر من أبنائنا صاروا أكثر رغبة وتطلعاً للقطع مع هذه الأوضاع التي استمرت لعقود كثيرة، وصاروا متيقنين أن مشكلتهم ليست مع حكومة أو نظام سياسي، بل مع ما هو أبعد وأعمق من ذلك”. حسب تعبيره
في الأثناء تشير منظمة “ألند” المدنية المتخصصة بشؤون هجرة الأيزيديين، والتي تُصدر تقارير دورية تفصيلية عن أعداد المهجرين، الى أرقام متفاوتة بين شهر وآخر، لكنها تراوح عموماً بين 3000 و 5000 إيزيدي يغادرون العراق وضمنه إقليم كوردستان شهريا،. وأن الطريق التقليدية لتلك الهجرة تبدأ بالانطلاق إلى تركيا، ومنها براً أو بحراً نحو الدول الأوروبية.