المسرى .. متابعات
اعداد .. محمد البغدادي
يعد مفهوم الإذاعة هي شعاع مغناطيسي يتكون من ترددات أقل من 300 ميغاهرتز وأطوال موجية أطول من متر واحد، يتم إرسال واستقبال موجات كهرومغناطيسية ضمن نطاق محدد، ويتم تحويل هذه الموجات لأصوات مسموعة للجمهور كما في الأخبار والبرامج والموسيقى.
يطلق على الإذاعة اسم الراديو أيضاً.
لازالت بدايات الراديو مثيرة للجدل حيث هنالك بعض الجدل في من أول من قام باخترعه وتجميعه، لكن في عام 1893م قام المخترع نيكولاي تيسلا بعرض راديو لاسلكي في سانت لويس. بالرغم من ذلك إلا أن اختراع الراديو غالبًا ينسب إلى (Guglielmo Marconi) حيث حصل على أول براءة اختراع للتلغراف اللاسلكي عام 1896م وحصل على مكانته في تاريخ الراديو، بعد مرور 4 أعوام تم منح تسلا براءة اختراع لراديوه الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما كانت أول محطة إذاعية تدعى (KADA) حيث تمّ بثها على الهواء مباشرة في 2 من نوفمبر لعام 1920م. استخدامات الإذاعة قبل عشرينيات القرن الماضي كانت الإذاعة تستخدم بشكل أساسي للاتصال بالسفن التي كانت في البحر حيثُ لم تكن الاتصالات اللاسلكية واضحة للغاية لذلك اعتُمد عادةً على استخدام رسائل شفرة مورس، كان لهذا فائدة كبيرة للسفن في الماء خاصة في حالات الطوارئ. أصبحت أهمية الإذاعة واضحة مع الحرب العالمية الأولى وزادت فائدتها بشكل كبير، فقد استخدمها الجيش بشكل حصري تقريبًا وأصبحت أداة لا تقدر بثمن في إرسال واستقبال الرسائل إلى القوات المسلحة.
أهمية الإذاعة
تلعب الإذاعة أهمية كبيرة في حياتنا فهي تذهب حيث لا تستطيع التقنيات المتطورة الذهاب، فهي الطريقة الأكثر فاعلية في إيصال المعلومات سواء في المناطق النائية أو غيرها حيث تصل إلى الكثير ممن لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت. كما تعد المحطة الأولى التي يذهب إليها الناس في حال وقوع الكوارث وفي حالات الطوارئ؛ بسبب مصداقيتها وسهولة الوصول إليها وسهولة فهم معلوماتها، وثبتت فعاليتها الكبيرة في جائحة كورونا حيث كانت مصدر تثقيف للناس للوقاية من الجائحة وتداركها بأقل ضرر.
يصعب تحديد تاريخ ولادة الراديو أو تسمية مخترعه، فهو وليد سلسلة من الاكتشافات التي تتابعت وتكاملت تدريجياً على مدى سنوات كثيرة. ويعود الفضل في تطوير تقنيات البث إلى الأعمال التي قام بها الكثير من الرواد في القرن التاسع عشر مثل أمبير Ampère وبل Bell ومورس Morse وفارادي Faraday وواط Watt وهرتز Hertz وأوم Ohm وفولتا Volta. وقد شغلت فكرة استخدام الهواء وسطاً للإرسال الكثير من العلماء في نهاية القرن التاسع عشر، إلا أن الذي أثبت إمكانية ذلك عملياً كان ماركوني Guillermo Marconi [2] ،الذي أطلق أول بث إذاعي يتكون من شفرة مورس (أو التلغراف اللاسلكي) تم بثه من محطة مؤقتة أنشأها ماركوني في عام 1895. وقد أعقب ذلك عمل رائد في الميدان بقلم أليساندرو فولتا وأندريه ماري أمبير وجورج أوم جيمس كلارك ماكسويل وهاينريش هيرتز.
الإذاعة والسلام
للرواية الإعلامية قدرة على إذكاء نار التوتر أو تهيئة الظروف المواتية لصون السلام. ولما ”كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام“ —كما أشار الميثاق التأسيسي ليونسكو— فلا بد من اعتبار دعم الإذاعات المستقلة جزءاً لا يتجزأ من عملية إرساء السلام والاستقرار. وتُبرز اليونسكو مسألة استقلال الإذاعة بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة لعام 2023 باعتبارها عاملاً أساسياً من عوامل منع نشوب النزاعات وبناء السلام.
وللتقارير الإخبارية والإعلامية التي تبثها الإذاعات لعامة الناس دورها في بلورة الرأي العام وتقديم رواية تؤثر في الأوضاع المحلية والدولية وفي عمليات اتخاذ القرارات، حيث تحدد الإذاعة مواضيع البحث على الصعيد العام وتتيح خدمات أساسية بطرحها القضايا المهمة للناس والمسائل الجديرة باهتمام السلطات والمواطنين .
دور الإذاعة في منع نشوب النزاعات وفي بناء السلام
وتبحث الإذاعة المهنية في الأسباب الجذرية للنزاعات وحوافزها منعاً لاحتمال اندلاع أعمال العنف، وذلك من خلال البرمجة الإذاعية وخيارات هيئة التحرير المناسبة. فتساعد البرامج المواضيعية التي تطرح قضايا محددة على بساط البحث في تبيان الشوائب المجتمعية، وأوجه الاختلال الهيكلية، والفقر، والنزاعات على الموارد أو الأراضي، والفساد، وسباق التسلح، وغيرها من المسائل، وتقدم أيضاً المعلومات عن عناصر التضارب المحتملة مع المعايير الصحفية وتستطلع الخيارات المحتملة في هذا الصدد. وقد يلفت محتوى التقارير والبرامج الإذاعية النظر أيضاً إلى العوامل التي قد تحفز الأعمال العدائية، مثل سوء التقدير وتنامي الأنشطة الدعائية ونشوء خلافات معينة وتصعيد التوتر في مناطق معينة، وما إلى ذلك.
فلنحتفل معا بحلول مناسبة اليوم العالمي للإذاعة
يُحتفَل باليوم العالمي للإذاعة في 13 شباط/فبراير في كل عام، الذي أعلنته يونسكو في عام 2011، بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا —بموجب قرارها 124/67 المؤرخ 14 يناير 2013.
فالإذاعة لم تزل وسيلة قوية للاحتفال بالإنسانية بكل تنوعها، كما أنها لم تزل منصة للخطاب الديمقراطي. وعلى المستوى العالمي، تظل الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارا. وبسبب قدرة الإذاعة الفريدة على الوصول إلى الجمهور الأوسع، فإن بمقدروها تشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وإتاحة ساحة عامة لكل الآراء. ويجب أن تخدم المحطات الإذاعية مجتمعات متنوعة، وأن تقدم مجموعة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتوى الغني، وأن تكون مرآة صادقة لتنوع الجماهير في إطار مؤسساتها وعملياتها.
والإذاعة بسبب يسر كلفتها مناسبة للوصول إلى المجتمعات النائية والفئات المستضعفة، حيث تتيح أمامهم منصة للدخول في النقاش العام، بغض النظر عن مستوى المعرفة. كما أن لها أهميتها في التواصل في حالات الطوارئ ولتقديم الإغاثة في حالات الكوارث. كما أن للإذاعة قيمتها الفريدة في ما يتصل بالجمع بين المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي بما يدفع قدما نحو التغيير. وتتيح الخدمات الإذاعية الاستماع إلى أصوات جماهيرها، وتشجع على تلبية احتياجاتهم، كما تتبح السبيل أمام تنوع الآراء والرؤى والأصوات بما يلبى الحاجة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا جميعا.