بشير علي ـ المسرى
تتعالى الأصوات منذ الفجر الباكر في مزاد بيع الكمأ في ساحة “الحيدرية” في أحد احياء مدينة السماوة بمحافظة المثنى ، إنه موسم حصد الكمأ الذي ينتشر في الصحراء الجنوبية من البلاد.
حروب متوالية خلفت قنابل موقوتة
في بادية المثنى الحدودية مع السعودية تنتشر ملايين المخلفات الحربية إبان غزو الكويت عام 1990، وحرب عام 2003، وسيطرة تنظيم “داعش” على مناطق في البلاد بين عامي 2014 و2017.
75 سنة لإزالة جميع الالغام
في مقابلة أجرتها/ المسرى / مع المهندس يوسف سوادي مدير البيئة في المثنى ، أكد ، أن ” المحافظة تحتاج الى 75 سنة لإزالة جميع الألغام والمخلفات الحربية من البادية التي تعتبر من أكثر المناطق تلوثا في البلاد، لافتا الى ” أن المسحات الملوثة بالقنابل العنقودية تبلغ أكثر من 125 كم، اما المناطق الملوثة بالالغام غير المنفلقة فتبلغ نحو 37 ” ، مبينا أن المنظمات الدولية التي تأتي لرفع تلك الالغام لا تستطيع السيطرة على هذه المساحات الشاسعة، الأمر الذي يحتاج الى جهد دولي كبير للتخلص من ملايين المخلفات”.
مجازر خلفتها الألغام
أحمد العبودي ، مدير التخطيط والمتابعة في دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة البيئة، احصى عدد الضحايا بسبب المخلفات الحربية لغاية العام 2022، الى 34208 أشخاص.
الكمأ تجارة الموت
وبعد كل هذه المعطيات والأرقام يتوجه الان في موسم حصد الكمأ مئات الناس لاستخراج الكمأ البري من البادية الجنوبية الملوثة بالألغام ، أكد مصدر طبي أن يوميا تشهد هذه المناطق وقوع ضحية واحدة على الاقل ، وغالبا ما تنتج عن بتر يد او ساق وبعضها يودي الى الموت.
سعره الفاحش جعله تجارة لا تخشى الموت
عباس الزيادي مواطن من السماوة يقول للـ / مسرى/ ، إن” سعر الكمأ يبدأ من 30 الف وصولا لـ 100 الف حسب النوعية والحجم ما يعلل السبب وراء توجه المئات لاستخراجه غير مكترثين ما قد يحصل لهم من موت حتمي”.
وأضاف عباس، أن” اغلب من يذهب لجمع الكمأ يعي تماما خطورة المنطقة وهناك مناطق عليها علامات تحذير من قبل الدفاع المدني والبيئة لكن اغلب المنقبين للكمأ لا يكترثون، ومناطق أخرى لاتوجد عليها علامات تحذير بوجود ألغام تقدر بالملايين”.
تجارة مربحة .. سعر الكيلو يصل الى 100 الف!
من جانب آخر يقول محمد الحجيمي من السماوة، للـ / مسرى / ، إن” الكميات المسوقة لعلوة بيع الكمأ هذا العام بلغت مئات الاطنان كون هذا الموسم شهد تساقط كميات من الامطار فضلا عن البرق الذي يساهم بشكل كبير بشقوق بالأرض البرية التي تخرج منها كميات كبيرة من الكمأ وبنوعيات مختلفة ، الكمأ مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي أسود محمر وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، وهو أردء أنواع الكمأ”.
ماهو الكمأ؟
الكمأ أو الفقع (في دول الخليج العربي) أو نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج (في السودان)، والترفاس (في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، هو اسم لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية (باللاتينية: Terfeziaceae) وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويستخدم كطعام.
عادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية.
ينمو الكمأة على شكل درنة البطاطا في الصحاري، فهو ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية قريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط على سبيل المثال. شكله كروي لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس أو درني ويختلف لونهُ من الأبيض إلى الأسود، ويكون في احجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ حجم البرتقالة.