المسرى .. متابعات
اعداد .. محمد البغدادي
تناولت ورشة عمل نظمتها رئاسة استئناف نينوى بعنوان ، جرائم تعاطي المخدرات في القانون العراقي وسُبل مكافحتها، اليوم الاربعاء ، ناقشت أربعة محاور وهي ظاهرة تعاطي المخدرات وإجراءات مديرية شرطة مكافحة المخدرات والإجراءات التحقيقية التي تقوم بها محاكم التحقيق وسبل معالجة المتعاطين والمدمنين .
وذكر مجلس القضاء الأعلى في بيان تلقى المسرى نسخة منه ، أن ” القاضي محمد إبراهيم قاضي محكمة تحقيق الموصل قدم عرضاً وافياً عن تلك الإجراءات وآلية العمل مع الجهات التحقيقية والأمنية والمشكلات التي تواجه العمل”.
وأشار إلى الإحصائيات المتوفرة التي من خلالها يتبين حجم الظاهرة في محافظة نينوى ومدى انتشارها”.
الورشة حضرها محافظ نينوى ورئيس جامعة نينوى ومدير عام صحة نينوى وعدد من عمداء الكليات وأساتذة متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس وأطباء متخصصين في الطب العدلي والصحة النفسية”.
يشار الى أن الجهات المختصة تواصل عمليات مداهمة واعتقال تجار ومروجي المخدرات في مختلف محافظات البلاد، إضافة إلى السيطرة على كميات كبيرة من أنواع مختلفة من المخدرات التي تدخل البلاد عبر الطرق البرية من دول الجوار ، فيما شهدت مدن عدة من البلاد عمليات اشتباك مسلح مع المتاجرين بالمخدرات، استشهد على أثرها ضباط من قوات الأمن، وبرغم ذلك، يقول ناشطون يعملون في مجال مكافحة المخدرات إن “انتشار المواد المخدرة أسرع من السيطرة عليها.”
رغم محاولات الأجهزة الأمنية الحد من تجارة المخدرات داخل البلاد عبر سلسلة من الاعتقالات بحق التجار فإنها لا تزال تمثل تحدياً كبيراً وانتشاراً غير مسبوق لدى شريحة واسعة من المجتمع، لا سيما بين الشباب لتكون أحد المعوقات التي تواجه الحكومة.
ويؤكد جهاز الأمن الوطني والشرطة تمكنهم من اعتقال وقتل عشرات من تجار المخدرات ومصادرة الأطنان في محافظات البلاد المختلفة.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة في وقت سابق حرق نحو ستة أطنان من المخدرات وهي أكبر كمية جرى ضبطها خلال سنوات على فترات متتابعة. وقال صالح الحسناوي وزير الصحة ، “الكمية التي جرى إتلافها تقدر بـ5.9 طن من المخدرات المتنوعة، وتتألف من 54 مليون قرص مخدر، و31 ألف أمبولة مخدرة، و9 آلاف قنينة مخدرة”.
اتساع دوائر الضبط وتشديد العقوبات
في السياق أعلن العقيد بلال صبحي مدير إعلام مكافحة المخدرات في تصريح صحفي تابعه المسرى ، أن “إحصائية الملقى القبض عليهم خلال الأشهر الستة من العام الماضي بلغت 8200 متهم بالتجارة والتعاطي، بينهم 200 امرأة، إضافة إلى أكثر من 200 حدث من الذكور والإناث”. وأشار إلى أن “هذا الإحصاء يعد مؤشراً خطراً في ما يخص التعاطي للنساء والأحداث”، مؤكداً أن “النسبة الأكبر للمتعاطين تقع ضمن صفوف الذكور”. وأعلنت المديرية عزمها على تشديد العقوبات.
وأوضح صبحي أن “أنواع المخدرات الأكثر انتشاراً في البلاد تشمل مواد الكريستال والحشيشة التي تنتشر في الوسط والجنوب، إضافة إلى حبوب الكبتاغون التي تنتشر غرب وشمال البلاد ، وتعد الأكثر انتشاراً ورغبة لدى الشباب”.
طرق غير رسمية
في الأثناء يوضح علاء الدين القيسي المتحدث باسم هيئة النافذ الحدودية ، أن المواد المخدرة تعبر عن طرق بعيدة من المنافذ الحدودية الرسمية، فيما أشار إلى أن المنافذ الحدودية استطاعت إحباط أغلب عمليات تهريب المواد المخدرة.
ويذهب معتز عبد الحميد مدير مركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية الى ، أن “من يجرى القبض عليهم هم صغار تجار المخدرات، فيما شدد على ضرورة “تطوير قدرات القوات الأمنية العراقية وتزويدهم بأجهزة حديثة تمكنهم من ضبط مافيات التهريب، وبرهن بتفشي المخدرات على نطاق واسع بالبلاد على رغم إعلان وزارة الداخلية ضبط أعداد بشكل شبه يومي”.
يضيف “تهريب المخدرات بات قضية رئيسة في العراق ودول الجوار بعدما ضبطت الجهات المعنية مافيات تهريب عن طريق الحدود السورية والإيرانية”، ودعا إلى ضرورة عقد اتفاقات أمنية وقانونية وجنائية مع دول الجوار بهدف ضبط الحدود للحد من تهريب المخدرات.
وتتصدر البطالة أسباب لجوء البعض إلى المخدرات، إذ تقول إيناس كريم رئيسة منظمة النقاهة ومكافحة المخدرات، ،في تصريح تابعه المسرى ، ” إن تأثير المخدرات على المجتمع يبدأ تصاعديا، “بداية بالضغوط النفسية التي يتعرض لها العاطل عن العمل وشعوره بالنقص لعدم قدرته على تسخير قدراته وانخراطه في عملية بناء مجتمع قوي متماسك ومزدهر، مرورا بالمشاكل النفسية التي تؤدي مجتمعة إلى الجنوح نحو تعاطي المخدرات وإدخال المجتمع في حالة لانتشار الآفات السلبية التي ستؤدي لانهياره”.
تستدرك إيناس ” أن المخدرات آفة من آفات العصر وهو أشد خطورة من الإرهاب، الأمر الذي يحتم على السلطات الأمنية العمل على مواجهة عصابات الاتجار، كما تواجه الإرهاب، و”بذات القوة والتكتيك والاستراتيجيات”.
تابعت ،أنه ” من الضروري إنقاذ الشباب الذين يثبت تورطهم بتعاطي المخدرات من خلال إعادة تأهيلهم كونهم الفئة التي يستهدفها “الإرهاب الناعم” الذي سهل عملية إدخال المخدرات وترويجها وتعاطيها بالتزامن مع انتشار البطالة و”الأعداد المخيفة” للخريجين العاطلين عن العمل.