المسرى .. متابعات
اعداد : بزورك محمد
ضرب زلزال بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر المناطق الشمالية بمدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، بينما يحذر الخبراء الجيولوجيون من عدم التزام أصحاب المشاريع السكنية بالمواصفات المقاومة للزلازل.
و قالت وزارة النقل والمواصلات في إقليم كوردستان في بيان تابعه المسرى إن زلزالا بقوة 4.3 درجات على مقياس ريختر ضرب في الساعة 3.09 فجرا أربيل ، مبيّنة أن مركزه كان يقع بين أربيل والموصل على عمق 5 كيلومترات، وقد شعر به السكان في أغلب مناطق إقليم كردستان.
المعلومات تشير إلى أن أهالي قضاء خبات وبلدة كلك التابعين لمحافظة أربيل وأهالي مدينة مركز أربيل كانوا قد هرعوا إلى الشوارع بعد أن أطلق مواطنون النار في السماء كجرس انذار لاستيقاظ المواطنين وابلاغهم من خطر تكرار الزلزال.
منذ السادس من فبراير /شباط الحالي وبعد الزلزال العنيف الذي ضرب بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر محافظات ومناطق عديدة في تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 50 ألفا واصابة ثلاثة أضعاف ذلك، تشهد معظم المناطق والمدن في منطقة الشرق المتوسط خاصة البلدان المجاورة منها لتركيا تبعات وهزات أرضية.
زلزال تركيا وسوريا إنذار
وبحسب المراقبين والخبراء أن الزلازل العنيفة التي ضربت مناطق ومحافظات بتركيا وسوريا هي بمثابة انذار موجه إلى الحكومات في المنطقة لمراجعة انشاء المباني والعمارات السكنية للالتزام بأهمية التقيد بالمعايير العالمية لمتطلبات البناء وتطبيق الأنظمة المقاومة للهزات الأرضية في انشاء المباني، على أن تكون قادرة لمواجهة الكوارث، خصوصا في البلدان الواقعة على خطوط الصدع والمناطق القريبة من الصفائح التكتونية.
الطفرة العمرانية والمواصفات في الأبنية
خلال السنوات الماضية شهد إقليم كوردستان طفرة كبيرة في مجال البناء والإعمار وانشاء المدن والقرى السكنية الحديثة، و يحذر المراقبون وخبراء الهندسة من عدم التزام أصحاب المشاريع السكنية والعمارات بالمواصفات المقاومة للزلزال على اعتبار ان تجاهل المواصفات يضع حياة المواطنين لمخاطر جمة أثناء وقوع الزلزال والتبعات والهزات الأرضية.
وزارة الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان أعلنت في وقت سابق عزمها إتخاذ تدابير واجراءات احترازية لحماية الإقليم من مخاطر الزلازل .
واضافت الوزارة في بيان لها، إنه سيتم اعتماد آليات جديدة لإنشاء المشاريع بعد الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا واسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأشخاص، مضيفا أن وزارته ستجري تقييما لطبيعة إقامة المشاريع والمباني في الإقليم.
وتوصف الأبنية المقاومة للزلازل بأنها تلك التي يراعى فيها عند الإنشاء مطابقتها لأبحاث ودراسات تجرى مسبقا على التربة التي يبنى عليها البناء والمواد المستخدمة في أسس البناء بحيث يتم التأسيس بشكل مناسب لطبيعة الأرض بهدف التحمّل الأقصى للهزات والارتجاجات.
من جانبه لقمان حويز الخبير الجيولوجي الذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية يؤكد، في تصريحات صحفية تابعها المسرى ، بأنه استنادا على تقارير مراكز الارصاد الجيولوجية الأميركية فإن إقليم كوردستان معرض لمخاطر وقوع زلازل مدمرة على غرار الزلازل التي ضربت المحافظات التركية مؤخرا.
خط زلزالي
واشار حويز إلى أن عمق إقليم كوردستان يقع على تقاطع الصفائح التكتونية ، بحسب الخريطة التي نشرها في التحليل الجيولوجي فإن خطا مستقيما يبدأ بقضاء زاخو بمحافظة دهوك يمتد جنوبا إلى شرق مدينة أربيل وصولا إلى كركوك ومناطق أخرى وأن الخط الزلزالي نشط وأنه يستدعي الجهات المعنية إلى أخذ الحيطة والحذر والتقيد بالمواصفات المطلوبة والضرورية لأنشاء الشقق السنية والعمارات وناطحات السحاب بإقليم كوردستان لمواجهة مخاطر الزلزلال، خاصة وأن أعداد الضحايا والأضرار الفادحة التي نجمت عن الارتدادات الأرضية في تركيا وسوريا تفرض تساؤلات وتثير شكوكا حول عمليات الفساد في تنفيذ معظم المشاريع السكنية بحسب تعبيره.