المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
يبلغ إنتاج العراق الحالي من الغاز الطبيعي نحو 2.7 مليار قدم مكعب. ووفق تقديرات سابقة، يمتلك العراق مخزوناً قدره 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، جرى إحراق 700 مليار قدم مكعب منها، نتيجة ضعف القدرة على استغلاله.
العراق لايزال يستورد الغاز من إيران، عبر أنبوبين بواقع نحو 20 مليون قدم مكعب يومياً، لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية في البلاد، فيما تبلغ حاجة البلاد نحو 70 مليون قدم مكعب يومياً.
وخلال حفل توقيع جولة التراخيص الخامسة، فبراير 21, 2023، قال محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء ، إن ” قرار مجلس الوزراء لهذه السنة كان بناءً على توصية المجلس الوزاري للطاقة، وتاكيداً لما تضمنه البرنامج الحكومي بتخصيص محور لاستثمار الغاز المصاحب وفق رؤيتنا للإصلاح الاقتصادي. ولفت السوداني وفق مكتبه الإعلامي ، الى السعي وصولا للإكتفاء الذاتي من الغاز خلال 3 سنوات، فيما أشار الى قرب الإعلان عن حفل استثمار المصافي. وأكد رئيس الوزراء ، أن ” الإصلاح في القطاع النفطي يكون بالاستثمار الأمثل للثروة النفطية، ودخول العراق سوق الغاز العالمي خيار خططنا له وسيتم تنفيذه”. كشف عن ، ان أحد الأسباب الرئيسة لأزمة الكهرباء هو عدم توفر الوقود، موضحا أننا نستورد الغاز بكلفة تصل إلى 10 ترليونات دينار سنوياً، والعراق يستورد اليوم حتى المشتقات النفطية رغم أنه منتج ومصدر للنفط.
يمتلك العراق ثروة هائلة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام والغاز الحر، إذ يأتي العراق في المرتبة العاشرة عالمياً باحتياطي يقدر بـ137 تريليون قدم مكعب، إضافة إلى أن المساحة التي لم تستكشف من أراضيه قدرت بحدود 80 في المئة، على الرغم من حاجته إلى الغاز في الوقت الحالي، بحسب مختصين في المجال الاقتصادي.
ويبين نبيل المرسومي الخبير الاقتصادي إمكانية تصدير العراق للغاز. وقال في تدوينة عبر “فيسبوك”، إن “الغاز ينتج حالياً 3000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم (مقمق) والغاز الجاف 1317 مقمق يومياً، كما أن إنتاج الغاز السائل يساوي 5571 طناً يومياً، إضافة إلى أن الغاز المحروق 1628 مقمق يومياً”. لافتا الى أن “صادرات العراق من المكثفات عام 2021 وصلت إلى 139 ألف طن بقيمة 71 مليون دولار، كما أن صادرات العراق من الغاز السائل قدرت بـ456 ألف طن بقيمة 288 مليون دولار، واحتياجات العراق الحالية من الغاز الطبيعي 3083 مقمق يومياً”.
نحو الاكتفاء الذاتي
وأضاف ، المرسومي ، أن “حاجة العراق الحالية من الغاز المستورد 40 مليون متر مكعب يومياً، أي 1766 مقمق يومياً، كما أن مشاريع الغاز الحالية، مشروع استثمار غاز الناصرية بطاقة 200 مقمق يومياً، ومشروع استثمار حقل الحلفاية بطاقة 300 مقمق يومياً، ومشروع حقل أرطاوي في شركة غاز البصرة بطاقة 400 مقمق يومياً، وكذلك مشروع حقل أرطاوي في شركة غاز الجنوب بطاقة 300 مقمق يومياً”.
وأشار المرسومي إلى أن “هذه المشاريع عندما تنجز في غضون ثلاث إلى أربع سنوات من المؤمل أن يصل إنتاجها جميعاً إلى 1200 مقمق يومياً، مما سيؤدي إلى تحقيق نسبة 80 في المئة من الاكتفاء الذاتي من الغاز”.
ثروة هائلة من الغاز
بدوره يرى بسام رعد الباحث الاقتصادي، أن “العراق يمتلك ثروة هائلة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام والغاز الحر، قال إن” بعض الدراسات ، أشارت إلى وجود مئات التراكيب ذات الاحتمالية العالية لوجود النفط والغاز غير المستكشفة، وتقدر الاحتياطات المحتملة الغازية بحدود 332 تريليون قدم مكعب”.
وأضاف رعد، “على المدى المتوسط بإمكان العراق تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز، حيث أطلقت مشروعات لاستغلال الغاز المصاحب من ضمنها اتفاقية مبادئ مع شركة توتال الفرنسية لإنشاء مجمع لمعالجة الغاز المصاحب واستثماره بطاقة 600 مليون قدم مكعب قياسي، وكذلك تنفيذ مشروعات الاستكشاف في الصحراء الغربية لزيادة الاحتياطي من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى عقد تطوير حقل المنصورية الغازي من قبل شركة سينوبك الصينية ضمن جولة التراخيص السادسة”.
تابع ، أنه “على المدى البعيد بإمكان العراق أن يكون من كبار موردي الغاز في العالم إذا ما تم تطوير البنية التحتية اللازمة لصناعة الغاز والاستغلال الأمثل للغاز المصاحب والحر وضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال”.
إهمال الحكومات
وفي السياق ذاته، أكد صالح لفتة الباحث الاقتصادي ، أن العراق يمتلك احتياطات غاز كبيرة، منها حقول الغاز الحر والغاز المصاحب، و”هناك فرصة لأن يصبح من المنتجين والمصدرين الكبار في العالم، لكن للأسف ما زال العراق يحرق مليارات الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي سنوياً، حارماً موازنة العراق من المليارات التي هي بحاجة ماسة إليها لسد العجز السنوي فيها”.
وأردف الباحث الاقتصادي أن “إهمال الحكومات المتعاقبة هو السبب في تأخير تطوير صناعة الغاز”. محملاً إياها “المسؤولية عن الثروات الطبيعية التي تهدر، لأنها لم تولِ صناعة الغاز الاهتمام المطلوب وركزت على النفط لتضيع فرصة على العراق لأن يصبح من كبار مصدري الغاز في العالم، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، وعدم الاعتماد على دول الجوار”.
ومع ذلك هناك فرصة للعراق يجب اقتناصها لتأسيس صناعة غاز تكفي حاجة العراق والتصدير لدول أخرى، بحسب لفتة، الذي أشار إلى أنه بعد حل العقبات التي يتوجب معالجتها للوصول إلى ذروة الإنتاج التي تمكنه من الحصول على مورد كبير للموازنة، ومنها حل الفقرات الخلافية بقانون النفط والغاز، وخصوصاً المشاكل مع إقليم كوردستان ، وتوسيع الاستثمارات في صناعة واستخراج الغاز، وتحديث البنية التحتية لهذه الصناعة وتنويع منافذ التصدير، وإبعاد التدخل والمحسوبية بعقود الاستثمار، وجلب الشركات الرصينة القادرة على تطوير صناعة الغاز العراقي سريعاً.
أوضح صفوان قصي الخبير الاقتصادي ، إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتحقيق مبلغ قدره 6 مليارات دولار سنويا مع إمكانية تصدر الغاز وايصاله الى أوروبا.
وقال قصي في تصريح تابعه المسرى ، إن “العراق يعد الثامن عالمياً من حيث احتياطات الغاز اذ يمتلك مايقرب من 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهناك إمكانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من حاجة العراق من الغاز”.
وأضاف أن “هناك إمكانية لتصدير الغاز الى الخارج ولكن ارتفاع أسعاره عالميا وزيادة الطلب عليه تسبب بتوجه العراق نحو استثمار هذه الطاقة، وبإمكان العراق خلال ثلاث سنوات أن يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي اذا ما احسن إدارة ملف الاستثمار في جذب شركات استثمارية عالمية لاستثمار هذه الطاقة”.
وبين أن “استثمار الغاز في العراق سيوفر مالايقل عن 6 مليارات دولار سنويا للاحتياجات المحلية، في حين ان عملية التصدير ترتبط بانشاء بنية تحتية لعملية تصدير الغاز المصاحب من حقول الانبار وديالى والبصرة وبإمكان ربط العراق بقارة أوروبا عبر حقول الأنبار وكوردستان وديالى .”
ويحاول العراق استثمار الغاز الطبيعي الحر والمصاحب في حقوله، ما يعزز من قدراته على تصدير الغاز المسال (LPG) والقطرات الثقيلة من الغاز، ويعجل من برامجه التي تستهدف إحلال الغاز كوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية بدلاً من الوقود السائل.
صناعة متأخرة
وعلى الرغم من وصف وزير النفط السابق إحسان عبد الجبار، الاستثمار في مجال الغاز بأنه “صناعة متأخرة” في العراق، يؤكد الوزير ، بأن شركة “توتال” الفرنسية ستبني أربعة مشاريع عملاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية في محافظة البصرة الغنية بالنفط أقصى جنوب البلاد.
وأكد عبد الجبار ،خلال كلمة له في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة ، تحت شعار “الغاز الطبيعي، رسم مستقبل الطاقة”، الاستثمار بالغاز وهو ما يضمن تحسناً كبيراً في مخرجات إنتاج الطاقة الكهربائية والتقليل من الانبعاثات المضرة للبيئة. وفي هذا السياق، فإن العراق قد التزم تمويل خطط مشاريع كبيرة مع شركائه في شركة غاز البصرة، ومشاريعه المنظورة مع بقية الشركات الكبرى.
ويمتلك العراق احتياطات هائلة من النفط والغاز، وهو الدولة الثانية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويشكل النفط أكثر من 90 في المئة من إيراداته، لكنه يواجه أزمة طاقة حادة ويعاني من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، ويقوم باستيراد الغاز الجاف من إيران لتشغيل محطاته الكهربائية.
في الأثناء لفت هيبت الحلبوسي رئيس لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية في مجلس النواب الى ، أن “قانون النفط والغاز لا يزال في مجلس الوزراء ولم يُرسل حتى الآن إلى البرلمان من أجل المضي بتشريعه خلال هذه الدورة.
وقال الحلبوسي في تصريح تابعه المسرى الثلاثاء فبراير 21, 2023 ، إن ” هناك رؤية حقيقية لإقرار القانون عن طريق الكتل السياسية”. أضاف ، أن “الخلافات على القانون موجودة منذ عام 2007 وحتى الآن، واللجنة طالبت بإرسال القانون إلى مجلس النواب”.