المسرى.. فؤاد عبد الله
يعاني العراق منذ سنوات تراجعاً كبيراً في مناسيب مياهه في نهري دجلة والفرات، نتيجة قلة تساقط الامطار وقلة الإطلاقات المائية من دول الجوار والتغيرات المناخية التي عصفت بالكرة الأرضية خلال السنوات الأخيرة التي مضت، الأمر الذي دفع بدولة مثل العراق باللجوء إلى الخزين المائي الذي يعد من أبرز المؤشرات الخطرة التي تهدد بجفاف تام.
قلة الإطلاقات
وفي هذا السياق قال رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية فالح الخزعلي في مؤتمر صحفي بالدائرة الإعلامية بمجلس النواب حضره المسرى إن ” لجنتهم تابعت الازمة منذ حدوثها مع رئاسات الجمهورية والوزراء والنواب فيما يتعلق بالمتابعة لملف المياه مع تركيا “، مشيرا إلى أن ” واردات المياه انخفضت جدا، حيث وصلت إلى 125 متر مكعب في الثانية إلى دجلة من تركيا ، في حين وصل إلى الفرات بحدود 200 إلى 220 متر مكعب في الثانية ، وبالتالي مع هذا الموسم ظهرت أزمة حقيقية لقلة المياه وخاصة في المناطق الوسطى والجنوبية”.
دول لم تراع الاتفاقات
وبين الخزعلي أن ” الخزانات فيها اليوم تقريبا 7 مليارات متر مكعب، ومع الأسف تركيا لم تراع حصة العراق، ولم تلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه سابقا، لذلك طالبنا رؤساء الجمهورية و الوزراء و مجلس النواب الحضور بثقلهم ومتابعة ملف المياه”، مؤكدا أنه ” في حالة حصول انخفاض كبير بالإطلاقات، فإن ذلك سينعكس على المزارعين والثروة الحيوانية والطاقة والمنشآت الصناعية، ولا ننسى أن الكثير من المياه الثقيلة يصرف في نهري دجلة والفرات، وبالنتيجة سيكون ذلك سببا لحدوت مشاكل في التلوث والبيئة”.
تحمل المسؤوليات
ودعا الخزعلي الحكومة ” بتحمل مسؤولياتها الشرعية والوطنية في تأمين حصة المياه العادلة للعراق، والمتابعة مع تركيا لمنع التجاوزات، وبخلافه سينعكس سلبا على الامن القومي للبلد”.
ظهور مبكر
وقال مستشار محافظ ذي قار حيدر سعدي لـ( المسرى) إن ” موسم الجفاف بدأ يظهر في هذه السنة من خلال الانخفاض الواضح لمنسوب نهر الفرات، واصفا إياه بنذير شؤوم ، على اعتبار أن الإطلاقات المائية الواردة من دول الجوار وكذلك التجاوزات التي تحصل على المياه من خلال المحافظات الجنوبية والمزارعين وأيضا بعض المصانع، والتي من الممكن ان تترك ترسبات خطيرة وتلويث للمياه الصالحة للشرب”، مبينا أن ” الحكومة المحلية من جانبها قدمت الكثير من ورقات التفاهم للحكومة المركزية، من اجل مراقبة حرمات الأنهار وتفعيل الشرطة المجتمعية واللجان الخاصة بهذا الأمر، إلى جانب إشراك الجهات ذات العلاقة بهذه الخصوص، بهدف وضع خطة حكومية مشتركة لمعالجة هذه المشكلة”.
تهديد للمجتمع
واعرب سعدي عن أمله بأن ” تأخذ هذه التوصيات دورها الحقيقي في التخفيف عن كاهل المواطنين الذين بدؤوا يدفعوا الثمن، سيما وان محافظة ذي قار من المحافظات الزراعية والمعروفة بالأراضي الرطبة ورابع محافظة على مستوى العراق من ناحية الكثافة السكانية، لذلك قلة الإطلاقات المائية إليها يهدد مجتمعها”.
التغيرات المناخية
وكثفت الفعاليات العراقية بمختلف مسمياتها من نشاطاتها واجتماعاتها مع ممثلي الأمم المتحدة ( اليونامي) وسفراء الدول في العراق والمنظمات الدولية لبحث موضوع التغيرات المناخية وشحة المياه في العراق، التحديات التي تواجهه في هذا الملف، كون العراق يعتبر اليوم من أسوء البلدان بيئياً وأكثرها تأثرا بالتغير المناخي.