كركوك / رزكارشواني
شارع الجمهورية بمدينة كركوك الذي عشقناه منذ الطفولة بدءا بفندق سمير أميس ومرورا ب لفة روست (دايى عباس)المشهورة والتي كانت رائحة لفاته تفوح من بعد مئات الأمتار وكان يركن في احد زوايا معرض (آوجى) للسيارات ، و كذلك محل (نواشف وأنت ماشي ) حيث فلافله اللذيذة .. وسينما صلاح الدين الذي لنا ماض عريق مع أفلامه الاصيلة (سنكام ، نغم في حياتي ، الابطال ، الرسالة ، وغيرها ) وكان سعر التذاكر فيه مائة فلسا ، ومن ثم استراحة قصيرة في مقهى ابو عاصي مقابل السينما حيث وجوه مثقفة من الشعراء والكتاب والفنانين بمختلف قومياتهم والذين لهم تاريخ عريق لما قدموا للثقافة الكركوكية من خدمات جليلة ، وفي شارع الجمهورية من لا يتذكر المعرض الزجاجي الكبير لموبيليات شكر النجار الشهيرة ، وكانت الاجيال لها ذكريات صورية في هذا المكان بعدسات المصورين الافذاذ أمثال الفنان فوزي والفنان رمضان زامدار و آخرون ، ولنا ذكريات مع مكتبة آسو الشهيرة لصاحبها جبار آسو ، و مكتبة الشعب لصاحبها كاك صلاح اللذين هما الان في المهجر أطال الله في عمرهما ، حيث كنا نعشق الجرائد والكتب الثقافية التي تأتي يوميا لهتين المكتبتين أيام زمان وكذلك لنا ذكريات جميلة مع أستوديوهاته منها أستوديو الكواكب الذي كان يديره الارمني فريش و أستوديو بارك ( مصور رمضان ) في هذا الشارع المتواضع لصاحبه الفنان والادیب رمضان زامدار الذي استطاع ان يحافظ على أصالة محله المتواضع بصوره الابيض والاسود من أيام الزمن الجميل ، وكذلك الأستوديو المتواضع للفنان فوزي الذي يعيش هو الاخر في المهجر ، هذا الرجل المتواضع الذي لم يفارق شفاهه بالنكات والابتسامات الجميلة ، و من ثم ادار هذا الأستوديو الفنان نوزاد الانسان الرائع الذي خدم الشيء الكثير لكركوك بعدسته من خلال تصوير اللقطات الفنية لمعالم كركوك ومنها الرياضية ، ومن الصيدليات الموجودة في شارع الجمهورية كانت هنالك الكثير منها صيدليات فخري وفاتح وشماس و صبحي و داود وأخريات ، فضلا عن وجود عيادات الدكاترة المتخصصون أمثال (عمر دزه يي ومحمد رافع و وحيددين كتانه و رضا طاهر عثمان وماركريت سرسم وأحمد صالح العزي ومحسن زه نكنه وصباح كدك وضياء الكناني وتحسين درويش وآخرون ) ، .. و في وسط الشارع تسجيلات دار الالحان الشهيرة والتي هي الآن (عمارة سمرقند ) و قبل نهاية الشارع كان هناك كازينو المدورة التي كانت مركزا للثقافة والفن وكان يرتاده العديد من المثقفين والادباء والفنانين الكركوكيين , ولايزال الكازينو باقية في الشارع بغياب عشاقه من المثقفين والفنانين الرواد ، وكان هناك ايضا سوق المركزي والاجهزة الدقيقة قبل نهاية شارع الجمهورية حيث وجود المواد المنزلية والساعات ذات المناشيء العالمية (ماركات) ، بالاضافة الى وجود اسكافي أحمد ومحمد الذين كانا من رواد الشخصيات لهذا الشارع وفي نهاية الشارع وعلى مقربة مصرف الرافدين معروضات بيع الكتب بمختلف مصادرها تعود لمثقفين رواد أمثال المرحوم القاص اسماعيل روژبياني و الشاعر قره وهاب والفنان علي درويش وآخرون .. في الحقيقة هنالك الكثير من الذكريات التي عشناها في شارع الجمهورية قلب مدينة كركوك الحبيبة ولكن للاسف لم يعد الشارع يحافظ على تراثه القديم حيث أصبحت معظم محلاته ودكاكينه منبعا لبيع الموبايلات والحاسوب .. تحية لكل من ترك بصمة لهذا الشارع الجميل المتواضع من الرواد والشخصيات الاجتماعية اللذين هم على قيد الحياة والذين فارقوا الحياة .. ويبقى شارع الجمهورية شريان الحياة الجميلة والذكريات لاهل كركوك ..
وقد تم انبثاق صالون شارع الجمهورية مؤخرا و الذي تشرف عليه مؤوسسة كركوك الاعلامية ، هذا الصالون الذي يواصل حضوره في احتضان الندوات الثقافية ، حيث تم تسمية هذا العنوان تيمننا بشارع الجمهورية العريق .