المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
يبدو أن العراق بات يفكر بحلول سريعة لمواجهة أزمة الجفاف الذي يعانيه منذ سنوات، بسبب انحسار واردات نهري دجلة والفرات التي تأتيه من دول جواره، فضلاً عن أزمة الجفاف والاحتباس الحراري في المنطقة لا سيما في ظل التقارير الدولية التي تتحدث عن أن العراق سيكون من بين الدول التي ستعاني الجفاف مستقبلاً.
بهدف رفع المنسوب
أعلنت وزارة الموارد المائية مؤخرا البدء بدفع اطلاقات مياه سدود بهدف رفع منسوب مياه نهر دجلة وتأمين وصول المياه لأربع محافظات جنوبية.
ويعتزم مجلس النواب استضافة عون ذياب وزير الموارد المائية لمناقشة الانخفاض في مستوى المياه والازمة المائية بين العراق وتركيا وايران وأسباب جفاف الأنهار في جنوب البلاد.
وجود فراغ خزني يقدر بنحو 80 مليار متر مكعب
من جانبه قال خالد شمال المتحدث باسم الوزارة ، إن “موضوع أزمة المياه متشابك، والجزء الأكبر منه يدخل ضمن المباحثات الخارجية” مضيفا أن “وزير الموارد المالية أوصل هذه الصورة لمحمد شياع السوداني رئيس الوزراء فأوعز باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا حول مياه نهري دجلة والفرات ومنابعهما وروافدهما.
لفت شمال في تصريح صحفي الى انه قد تم البدء بدفع إطلاقات مائية من سدود دوكان ودربندخان والموصل الشمالية باتجاه نهر دجلة لرفع منسوب النهر بالتزامن مع حملة لازالة التجاوزات وتأمين الاطلاقات ووصولها الى المحافظات الجنوبية البصرة وميسان والمثنى وذي قار.
معدلات التساقط المطري والاحتباس الحراري
في وقت اكد عدم حاجة البلاد إلى بناء سدود ، مشيرا الى وجود فراغ خزني يقدر بنحو 80 مليار متر مكعب.. منوها الى ان “مشكلة العراق ليست خزنية وانما تتعلق بالإيرادات المائية المرتبطة بسياسات الدول ومعدلات التساقط المطري والاحتباس الحراري ومدى القدرة على التعامل مع المياه في الجانب الزراعي اما السدود فان البلاد ليست بحاجة الى بناء المزيد منها.
المسؤول المائي استدرك بالقول “أن “العراق قد يكون بحاجة الى سدود حصاد المياه في المناطق الغربية والشرقية مثل مناطق غرب الموصل نزولا الى الانبار وكربلاء وايضاً في ديالى وفي واسط .
خطوات جادة وعملية للتوصّل إلى اتفاق
يذكر ان العراق يملك 19 سدا معظمها مشيد على نهري دجلة والفرات وروافدهما في عموم أنحاء البلاد ويعتمد على المياه بشكل رئيسي على نهري دجلة والفرات وروافدهما والتي تنبع جميعها من تركيا وإيران.
ودعا العراق مؤخرا كلا من تركيا وايران الى اتخاذ خطوات جادة وعملية للتوصّل إلى اتفاق من أجل توفير حصة عادلة من المياه له حيث تم تأشير مع تراجع منسوب نهري دجلة والفرات خلال ترؤس فخامة عبد اللطيف رشيد رئيس الجمهورية في بغداد اجتماعاً موسّعاً كُرّس حول ملف المياه في البلد، وذلك بحضور كلّ من وزير الموارد المائية ويوهانيس لينديرت ساندي السفير الهولندي لدى العراق ومحمد العاني ممثل عن البنك الدولي ومدير مكتب البنك الدولي في بغداد.
تقاسم الضرر
الرئيس رشيد أكد في كلمة له تابعها المسرى أهمية مؤتمر نيويورك للمياه وضرورة طرح موقف العراق المائي والمشكلات الناجمة عن شح المياه والتغيرات المناخية.. مشددا على أهمية الحاجة لخطوات جادة وعملية للتوصّل إلى اتفاق مع دول الجوار في إشارة الى تركيا وايران اللتين تعتبران رافدان لمياهه من أجل تقاسم الضرر وتوفير حصة عادلة من المياه.
التطورات هذه تاتي في وقت تم تسجيل تراجع في منسوب نهري دجلة والفرات في جنوب العراق في انعكاس للنقص الشديد في المياه اذ يعدّ ملف المياه أساسياً وشائكاً بالنسبة للعراق البلد شبه الصحراوي الذي يقطنه نحو 42 مليون نسمة حيث تتهم بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيها لا سيما بسبب بنائهما لسدود على النهرين.
الانخفاض الحاصل بالحصص المائية
وعودا على بدء تشير وزارة الموارد المائية الى أن الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية عائد إلى قلة الإيرادات المائية الواردة الى سد الموصل الشمالي على دجلة وسد حديثة شمال غرب على الفرات من الجارة تركيا”.. منوهة الى إن ذلك أدى إلى “انخفاض حاد في الخزين المائي في البلاد”.
غضب المحافظات الجنوبية
يواجه العراق غالبا مشكلة نقص في المياه ولذلك تقوم السلطات بتقنين توزيع المياه للحاجات المختلفة كالري والزراعة واستهلاك مياه الشرب وتغذية أهوار الجنوب . ويتم ذلك عبر حفظ المياه في السدود في شمال البلاد ما يثير غضب المحافظات الجنوبية. مع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم وفق الأمم المتحدة.
تحسين توزيع المياه
في ديسمبر الماضي دعا البنك الدولي العراق إلى اعتماد نموذج تنمية “أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة” لمواجهة التحدي المناخي. وفي تقرير لها دعت المنظمة الدولية العراق إلى “تحديث نظام الري” و”إعادة تأهيل السدود”.شدّدت كذلك على ضرورة “تحسين توزيع المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي” وكذلك “زيادة الاعتماد على الزراعة الذكية” بمواجهة التغير المناخي.