المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
صمت الجهات الأمنية برغم الحملات غير المجدية لحل مشكلة المتسولين في العاصمة بغداد وبقية المحافظات شجعت العصابات الإجرامية أن تتخذ من جيوش المتسولين المنتشرين في التقاطعات وسيلة لترويج بضاعتها والعمل على كسب المال ، مستغلين ضعف حالتهم وعدم وقوف القانون بصفهم لدرء خطر تلك العصابات وبالتالي يقعون فريسة لاطماعهم وأساليبهم الملتوية ، فيما نبهت وزارة العمل والشرطة المجتمعية وباحثون اجتماعيون من خطر داهم يقف في الشوارع طيلة النهار ومنتصف الليل غالبيتهم من الأطفال يتسولون المارة ، والأكثر من ذلك بعض المتسولين يستقدمون من بلدان اخرى للكسب المادي واستدرار عواطف المواطنين ، فيما عدت القوات الأمنية في ذت الوقت هؤلاء قنابل موقوتة تهدد أمن التقاطعات يتم العمل على انتاجهم من قبل جهات لا تريد للعراق خيرا كتجار المخدرات والإرهابيين .
وفقا للعميد غالب العطية مدير عام الشرطة المجتمعية بوزارة الداخلية ببغداد، ، أن “المديرية سجلت حالات لعصابات تقوم بتأجير الأطفال في عمليات التسول، وهذه تعد جريمة منظمة”، وقال في تصريحات صحفية تابعها المسرى ، إن “هذه العصابات تعاقب وفق القانون، بتهمة الاتجار بالبشر”.
في الاثناء كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، عن وجود أكثر من 4 ملايين عراقي عاطل من العمل، مؤكدة أنها شكّلت فريقاً حكومياً لمعالجة ظاهرة التسول، عبر إيجاد الحلول الناجعة للحدّ منها، وذلك بعد أيام قليلة من تنفيذ الشرطة سلسلة من عمليات الاعتقال طالت عشرات المتسولين في بغداد ومحافظات عديدة يستخدم بعضهم الأطفال الرضع وادعاء الإعاقة لكسب تعاطف الناس.
عبير الجلبي وكيلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، بينت ، في إيجاز صحافي قدّمته ببغداد في وقت سابق ، أن “الوزارة سجلت أكثر من مليوني عاطل من العمل في قاعدة بياناتها، وهناك أعداد مماثلة للعاطلين غير مُسجّلين لديها، إلا أن ظاهرة تسول الشباب لا تنضوي أسبابها ضمن قلة فرص العمل، بل تعود إلى عوامل اجتماعية متمثلة بالتفكك الأسري وانتشار المخدرات، لاسيما في المناطق والمحافظات الفقيرة التي يلجأ أكثر أبنائها إلى العاصمة هرباً من واقعهم الصعب”.
وفي وقت سابق ، أكد خالد المحنا المتحدث باسم وزارة الداخلية ، أن “الوزارة مستمرة بحملاتها الأمنية للقضاء على ظاهرة التسول، لا سيما وأن البعض من المتسولين يمارسون وسائل غير مشروعة تصل إلى حد ابتزاز المواطنين”، موضحا أن “مفارز الشرطة مستمرة في حملاتها لمكافحة الظاهرة”.
علي الساعدي المرشد الاجتماعي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، قال في تصريح صحفي ، إنهم ” بحاجة إلى “مساعدة من البرلمان، تتضمن سنّ قانون لمعالجة ظاهرة التسول، ومن أبرز ما يجب أن يتضمن القانون هو بناء دور إيواء في كل المدن العراقية، لإيداع المشردين ومن ليس لهم مأوى بمن فيهم المتسولون، وتخصيص نفقات مالية لرعايتهم وإعادة تأهيلهم”.
وأضاف ، أن “القانون ساعد القوات الأمنية في مواجهة هذه الحالة، وأن السجون اليوم امتلأت بتلك العصابات”، مؤكدا أن “العمل على هذا الملف مستمر من قبل الشرطة المجتمعية وبعض المؤسسات الأمنية”.
من جانبه أحمد الشيخلي الخبير بالشأن العراقي ، قال ” إن ظاهرة التسول باتت مصدر إزعاج كبير للأسر العراقية في الحدائق العامة وتقاطعات الطرق وحتى الأسواق والمجمعات التجارية، وقسم منهم يحرجون المواطنين خاصة العائلات والنساء ويلتصقون بالسيارات والأشخاص، وفي بعض الأحيان حين يعطونهم وحدات نقدية من فئات بسيطة يرمونها على صاحبها ويسمعونه شتائم.
ولم يعد الأمر غريبا، مشهد المتسول في تقاطعات الطرق او في الاسواق الشعبية وقريب من المناطق السكنية أيضا، بإعمار مختلفة ومنهم أطفال بعمر الورد تركوا مقاعد الدراسة واتجهوا نحو حمل راية التسول لتتعدى الظاهرة كونها مصدرا للكسب النزير الى عمل منظم تديره احيانا عوائل مسيطرة على المتسولين كما يحدث في بابل ..
القانوني أركان الحمداني قال للمسرى: إن ” تحقيقات شرطة بابل أكدت أن هناك 3 عوائل تتحكم في عدد من المتسولين والذي يدل على أن الظاهرة هذه تندرج تحت بند عمل منظم وممنهج “. اما خالد تركي قائد الشرطة في بابل اللواء ، وخلال حديثه للمسرى ، حذر من خطورة إنتشار المتسولين وحجم الإساءات التي يتعرض لها الشارع بسببهم .”
وفي البصرة أكد ،سعد العيداني محافظها ، أن “ظاهرة التسول استفحلت والكثير منهم جاء من محافظات اخرى”.
الكاتب والصحفي ،حسب الله يحيى، يقول في مقال له نشر في المسرى ، نعم ” وبكل تأكيد, بات من المألوف أن نجد ظاهرة سلبية تملأ الشوارع العراقية، عن طريق إشاعة مهنة (التسول والاستجداء)، وعلى وفق أساليب وطرق مختلفة. تارة عن طرق الاستجداء والحاجة الماسة للعيش في الحد الأدنى، وتارة عن طريق اتخاذ العوق الجسدي سبيلا للاستجداء أو اعتماد الباعة الذين يبيعون المواد الرخيصة على الأرصفة والطرقات والشوارع، ضمن فئات جوالة، وأخرى تملأ الأسواق بالمتسولين، حتى غدت هذه (المهنة) إغراءً لأقوام آخرين أتوا من خارج العراق، ليتخذوا لانفسهم احتراف هذه المهنة، التي باتت تشكل ظاهرة بارزة في العراق. ومثل هذه الصور المأساوية، التي نشهدها في شوارعنا، تقدم صورة مكبرة لحجم وسعة وخراب الواقع الاجتماعي المر، الذي تعيشه فئات عديدة من البشر ـ سواء كانت بها حاجة فعلية للحياة أو اتخاذها مهنة، يقف وراءها أشخاص وحتى شركات ـ فإنها ظاهرة غير مقبولة في عراق، يعرف القاصي والداني انه بلد غني بثرواته.