الكاتب.. رسول حسن نجم
عتب رئيس الوزراء الأخير على وزراءه في عدم رؤيته لواقع الحال في مكافحة الفساد في الوزارات والتشكيلات التابعة لها.
عدم وجود رؤية واضحة لمتابعة البند سابعا من المنهاج الوزاري من قبل الوزراء يؤكد ان الحكومة لم تقدم على خطوات عملية ميدانية حقيقية لاجتثاث المفسدين في مختلف دوائر الدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر صارت معي حالة استدعت مني الذهاب إلى أحدى مستشفيات النجف الاشرف وهي مستشفى الفرات الأوسط في يوم الأربعاء ٢٢/٢/٢٠٢٣ الساعة الواحدة والنصف وخمس دقائق بعد الظهر كما مثبت بالاستمارة الأولية لشعبة الطوارئ، فلم أجد الطبيب المختص بالكسور فاحالوني الى الطوارئ وهناك وجدت إحدى الطبيبات المقيمات ترتدي أشبه مايكون بالزي الهندي بدون الصدرية البيضاء المميزة للأطباء والكادر الطبي الامر الذي أدى بي الى عدم معرفتها بأنها الطبيبة المقيمة للوهلة الاولى ، وبعد الإحالة الى التصوير الشعاعي خرجت الأشعة ولكنها سوداء بالكاد تراها وبعد أن رآها احد الاطباء المقيمين قال لي بالحرف الواحد ان هناك كسرا وتهشما في احد العظام مما اهالني الامر ثم اردف قائلا ان الامر يستدعي المفراس للتأكد فاجبته بأرسالنا اليه فكان جوابه ان المفراس عاطل، وبعدها انشغل بمريض آخر، وهنا تركت المستشفى كما هو حال أغلب العراقيين وتوجهت الى إحدى العيادات الخاصة لاحد الاطباء المختصين في منطقة الإسكان الذي استغرب بدوره اولا من الأشعة ومصورها وثانيا ابتسم قائلا كيف يكون هناك تهشم وكسر والمريض يمشي بصورة طبيعية، واما الآلام فهي نتيجة طبيعية لسقوطه أرضا وستزول تدريجيا، وفعلا الامر كما قال، هذا بالنسبة إلى أهم مؤسسة تهتم بحياة المواطن. فماذا عن باقي الدوائر والروتين القاتل والممل المُغٍث التي تجعل العراقي يكره مراجعته لو لم يكن مكرها ومجبراً على الذهاب اليها ناهيك عن امتهان كرامته وسوء المعاملة التي يتلقاها.
الحالة الاخرى حدثت معي أيضا وهي عند مراجعتي لاحدى المدارس الاعدادية للبنات للحصول على نتيجة ابنتي في امتحان نصف السنة، طبعا كان ممنوع دخول الرجال الى مدرسة البنات ولا أدري هل هذا المنع بقانون ام إجتهاد شخصي من المديرة فطلبت مني إحدى المعلمات الوقوف خارج المدرسة في الشمس(شمس الباگلة) كما يسميها العراقيون! لتخرج الي أخيرا وتقول بأن مرشدة الصف غير موجودة (راجعنا باجر).
هذان مثالان لدائرتين حكوميتين وماأكثر الأمثلة والمعاناة اليومية للعراقيين في دوائر الدولة، والمطلوب من الحكومة ان ترفع مستوى التعامل مع مواطنيها ليشعروا على الاقل بانهم عراقيين في بلدهم.
وما سمعته من رئيس الوزراء وهو يحث وزراءه على إكمال معاملة المتقاعد وهو في بيته كونه ضحى وخدم وطنه فأعتقد والله أعلم إنه ضربٌ من الخيال.
نقلا عن وكالة المعلومة