المسرى .. متابعات
اعداد : وفاء غانم
كثيرة هي مسببات تزايد نسب التلوث في البلاد، بعد ملوثات النفط وغيرها، حتى بات العراق في مقدمة الدول الاكثر تلوثا بحسب تقارير واحصائيات مختلفة، من بينها وسائل النقل وارتفاع الكثافة السكانية .
وتعد وسائل النقل وزيادة اعدادها التي تتناسب طرديا مع كثافة السكان من الملوثات الكبيرة للبيئة، وتتسب بأكثر من نوع من التلوث (هوائي،سمعي كالضوضاء ، وحتى البصري )،بحسب المعنيين ، وسط تأكيدات على النقل العام (الجماعي) والربط السككي اللذين يساهمان وبشكل كبير بالتقليل من التلوث والزحامات المروية التي تعاني منها اغلب المحافظات وخاصة العاصمة بغداد، فضلا عن توفير الكلف المالية للمواصلات الخاصة وخفض نسبة الحوادث واختصار الوقت.
تأكيدات على “النقل الجماعي”
رئيسة لجنة النقل والاتصالات البرلمانية، النائب زهرة البجاري، كانت قد اكدت في وقت سابق على أهمية “تشجيع ثقافة النقل الجماعي سواء كانت عبر الحافلات أو القطارات، كونها تقلل التلوث البيئي والكلف والوقود والحوادث والوقت مقارنة بوسائل النقل الخاص التي تغص بها الشوارع الضيقة والمتهالكة”.
أكبر مصدر لتلوّث الهواء
البنك الدولي كشف اخيراًعن أنَّ قطاع النقل هو أكبر مصدر لتلوّث الهواء في العراق، مشيراً إلى أنَّ عدد المركبات في العاصمة بغداد وحدها زاد بنحو ستة أضعاف.
مصدر مسؤول في البنك، قال في تصريح صحفي تابعه المسرى “إنَّ تقرير” المناخ والتنمية” الخاص بالعراق، أظهر أنَّ قطاع النقل يسهم بنحو 13 بالمئة من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويعد أكبر مصدر لتلوث الهواء في البلاد على مدى العقد الماضي.
تفاقم الانبعاثات قطاع النقل بنسبة 80%
وزادت انبعاثات قطاع النقل في البلاد بنسبة 80 % بالمئة نتيجة زيادة عدد المركبات، وأدى هذا النمو الهائل إلى زيادة كميات انبعاث أول أوكسيد الكاربون من 364 إلى 1571 طناً/ يومياً خلال المدة نفسها.بحسب التقرير
تحديات يواجهها قطاع النقل
التقرير أشار ايضا إلى أنَّ قطاع النقل يواجه تحديات كبيرة منها زيادة ملكية المركبات الخاصة، بموازاة الافتقار إلى نظام للنقل العام في المناطق الحضرية، والاعتماد على الشاحنات والمركبات الكبيرة بشكل كبير لنقل البضائع.
توسع حضري
وادى التوسع الحضري السريع في العراق مع سرعة الانتقال وفق التقريرإلى استخدام المركبات إلى ارتفاع عددها من 5.66 ملايين إلى 6.44 ملايين مركبة بين عامي 2015ـ 2020، بينما عدد المركبات في العاصمة بغداد زاد أكثر من ستة أضعاف بين عامي 2007ـ 2020 وبات يشكل نحو 30 بالمئة من أسطول المركبات في البلاد.
وعدَّ التقرير وجود وسائل النقل العام “ضعيفاً جداً” في البلاد، في ظل هيمنة الحافلات الصغيرة التي يديرها القطاع الخاص على وسائل النقل العام وهي تخدم طرقاً مخصصة لكن بدون جدول زمني محدد أو محطات توقف مجدولة.
في 16-7 -2022 أفاد تقرير نشره موقع “نومبيو” الذي يعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم، أن “مؤشر التلوث في العراق بلغ 73.59%، منخفضاً عن عام 2019 الذي بلغ مؤشر التلوث فيه 79.43%، مبيناً أن “نسبة تلوث الهواء في العراق تعتبر عالية وبواقع 66.99%”.
في نوفمبر-2022 ، عبداللطيف جمال رشيد رئيس الجمهورية، ، وخلال مشاركته في اجتماع مناقشة مبادرة تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الاوسط والتي عقدت على هامش مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ COP 27 في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، قال إن “التلوث البيئي يأتي لأسباب متعددة منها الزيادة في التعداد السكاني واستعمالات الطاقة في الصناعة والمواصلات”
وفي 5-9-2022 كان اللواء طارق إسماعيل مدير المرور العام، ، قد كشف أن عدد العجلات والدراجات النارية في بغداد تجاوز الـ 3 ملايين، في ما بيّن أن عدد العجلات في عموم العراق تصل الى 6.5 مليون عجلة.
وفي نوفمبر 2022 عبد الزهرة الهنداوي الناطق باسم وزارة التخطيط قدر وجود أكثر من 7 ملايين سيارة في أرجاء البلاد، منها أكثر من مليوني سيارة في العاصمة وحدها، وفق بيانات عام 2021
يأتي هذا في وقت يؤكد فيه مراقبون ومعنييون أن هذه الارقام ضخمة بالنسبة الطاقة الاستيعابية لبغداد والمحافظات الاخرى التي تشهد وعلى مدار ايام الأسبوع ازدحامات خانقة وشوارع مكتظة بالعجلات بسبب الزيادة الكبيرة في الاستيراد وعدم “تسقيط” العجلات القديمة، فيما لا تتسع شوارع العاصمة ذات التصميم القديم والبنى التحتية المتهالكة لهذه الزيادات المتسارعة في أعداد العجلات المستوردة بعد عام 2003 والتي ساهمت وبشكل كبيرفي ارتفاع نسب التلوث .