بعد توقف دام لست ساعات اثر العطل المفاجيء الذي اصاب عملاق تطبيقات المراسلة في العالم (شركة فيسبوك)، بررت الشركة العطل الكبير الذي ضرب خدماتها بتعديل خاطئ في الإعدادات تسببت بحدوث مشاكل أدت إلى انقطاع خدمة الاتصال، مؤكدةً أنه لا أدلّة على تعرض بيانات مستخدميها لاختراق بسبب العطل.
انقطاع الخدمات ادى الى خسارة الشركة لـ50 مليار دولار،وموجه انتقادات أميركية ودولية واسعة، واستياء نحو 3.5 مليار مشترك، مع استمرار تداعيات الانباء التي تشيرالى تسريب وثائق داخلية، كل تلك الأزمات حلّت على شركة فيسبوك مرة واحدة وفي ليلة واحدة بعد تعطل موقعها وتطبيقاتها (إنستغرام وواتس أب وماسنجر) لساعات، بسبب ما اشيع إنه تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم، التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصّات بمستخدميها.
التقارير وردود الافعال الرسمية
تقاريرخبرية واعلامية اشارت في حينها الى ان موظفي الشركة انفسهم لم يتمكنوا من الوصول إلى منصة الاتصالات الخاصة بهم ولا إلى مكاتبهم، لذلك كان من الصعب تشخيص المشكلة وحلها.
توقف خدمات الشركة لم يكن له رود شعبية من المستخدمين فقط،وانما سياسية وعلى مستوى الحكومات والرؤساء ايضا،فعلى سبيل المثال، الرئيس الأميركي جو بايدن قال أنها «لا تعرف ضبط نفسها»، وأن المعلومات التي تم تسريبها من وثائق الشركة تثبت المخاوف.
اما روسيا فقد اعلنت أن تعطل «فيسبوك» أظهر الحاجة إلى السيادة على الإنترنت.
بينما رأى الاتحاد الأوروبي أن الحادث يظهر عواقب الاعتماد على عدد قليل من الشركات الكبرى، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من المنافسة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إنها تدرس إمكانية وجود تهديد أمني على خلفية ما يحدث لوسائل التواصل الاجتماعي.
في حين قالت موظفة مستقيلة من شركة فيسبوك (فرانسيس هاوغن) لشبكة “سي بي إس” الأمريكية، إن الشركة فضّلت أرباحها ومصلحتها دائماً على حماية وسلامة المستخدمين، وأن تضارباً للمصالح في الشركة كشف ما فيه خير للناس وما هو مربح للشركة، واتهمت المنصة بأنها تزيد من الكراهية وتنشر معلومات مضللة وتسبب الأزمات السياسية.
خسائر التوقف
وكالة«بلومبيرغ» اشارت أن الانقطاع المفاجئ لمنصات شركة فيسبوك أدى الى خسائر وتأثيرات كبيرة، حيث هبط سهم فيسبوك لـ 4.9%، وهي أكبر خسارة يومية له منذ تشرين الثاني الماضي، وفقدت نحو 545 ألف دولار عائدات الإعلانات بالولايات المتحدة فقط، في حين وصلت خسارة مؤسس الشبكة مارك زوكربيرغ لـ 7 مليارات دولار من ثروته، مع تدفق العالم على تطبيقات منافسة مثل (تويتر وتيك توك)، وفوق كل هذا سيل من التعليقات الساخرة بسبب توقف خدمات الشركة.
وبدورها، قدرت شركة (نت بلوكس) المختصة بعمل وخدمات الانترنت أن ساعات انقطاع الخدمة عن وسائل التواصل التابعة لشركة فيسبوك كبدت العالم خسائر بـ160 مليون دولار في الساعة.
رد وتبريرات الشركة
ولم يبق للشركة الا اصدار اعتذارعن انقطاع الخدمة التي أثرت في عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب «إنستغرام» و«واتس آب» اللذين تمتلكهما شركة فيسبوك أيضاً،وفي هذا السياق أفاد كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة مايك شروبر: نعتذر لكل شخص تأثر بانقطاع الخدمات التي تدعمها فيسبوك في الوقت الحالي، نحن نواجه مشكلات في الاتصال بالشبكات، وتعمل الفرق بأسرع ما يمكن لتصحيح الأخطاء واستعادتها في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن شركة فيسبوك تواجه أزمة كبيرة مؤخرا بعد انتشار تقاريرتفيد بأنها كانت على علم بالآثار السلبية لبعض منتجاتها بما تضمن تضخيم الكراهية وانتشار المعلومات المضللة وزيادة الاستقطاب،كما انتشر أن تطبيق انستغرام، على وجه التحديد، يمكن أن يضر بالصحة النفسية للفتيات المراهقات.
الشركة في عام 2019، تعرضت لعطل استمر ساعة تقريبًا، وقالت شركة فيسبوك في وقتها إنها تعرضت لتوقف بسبب مشكلة فنية ألا وهي انقطاع في التيار الكهربائي.