بعد قطيعة لسنوات، شهدت حرب التصريحات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بين البلدين، تؤكد مختلف المصادر السياسية اقتراب الرياض وطهران من عودة العلاقات الثنائية بينهم.
ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن المحادثات بين السعودية وإيران في أفضل حالاتها.
وأضاف أن “الخارجية الإيرانية تحاول استئناف العلاقات مع السعودية، من خلال الاتفاق بين البلدين”. مشيرةً إلى أن “المحادثات شملت قضايا إقليمية وثنائية”.
موقف الرياض
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قال خلال مؤتمر صحافي، إن “جولة رابعة من المحادثات مع إيران جرت في أيلول (سبتمبر) الماضي، وكان دور الحكومة العراقية الحالية والسابقة مهم جداً في عقد الاجتماعات مابين ايران والسعودية”.
ماذا بشأن تركيا
في الشهر الماضي أكد السفير الإيراني السابق بالرياض، حسين صادقي، أن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية سيحد من نفوذ وطموحات تركيا بالمنطقة.
مبيناً في حوارٍ مع موقع إخباري إيراني أنه “منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا، سعت أنقرة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة بحيث تكون قادرة على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط يومًا بعد آخر”.
وأضاف أنه “كلما قل دور إيران والسعودية في المنطقة زاد دور النفوذ التركي في دول الشرق الأوسط”.
وبدأت القطيعة بين إيران والسعودية عندما أقدم مجموعة من الإيرانيين في 2016 على إحراق سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، على خلفية قيام الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر”.
الدور العراقي
ويقول الكاتب والصحافي براء سلمان، إن “السياسة الخارجية لحكومة الكاظمي، أعلنت وجهة نظرها تجاه المشاكل الإقليمية بوصفها عاملاً مؤثراً بأمن واستقرار العراق، ولذلك سعت وزارة الخارجية العراقية لأداء دور الوساطة بين الرياض وطهران”.
وأضاف خلال تصريحات لـ”الخليج أونلاين” أن “حكومة الكاظمي تدرك طبيعة التحولات في المنطقة والتوجه العام نحو خفض التصعيد، فالوساطة قائمة على توفير أرضية للحوار”.
ويرى أن “بغداد لا تملك أي أوراق ضاغطة على أي من الطرفين سوى أنها أجادت التعامل مع الظرف الإقليمي والعالمي، ورغبة واشنطن بإعطاء دور للعراق ليؤدي دور الوساطة وتقريب وجهات النظر الإقليمية”.