‘- في خضم الـ ١٦ من اكتوبر، ارادوا إعادتها مجددا
– بدل ان يبحثوا في اسباب تراجع الكورد بعد الاستفتاء حضروا انفسهم للمؤامرة الاعلامية الكبيرة والخاصة بيوم ١٦ اكتوبر .
– يهددون بالكردية سائر الحركة السياسية الكردستانية واحزابها، وبالعربية يقبلون الاكتاف و يلحسون بلسانهم عباءة المتخلفين
– يرتكبون الحماقة تلو الحماقة وحين تشتد عليهم يتركون كركوك وسكانها وشانهم
– الاتحاد الوطني كان القوة الوحيدة التي سالت دمها في الـ ١٦ من اكتوبر بالرغم من عدم تكافئ القوى
ان مصالح شعبنا ومنطق الرؤى الوطنية والقومية تتطلب ومنذ سنوات تأطير الحديث عن تجربة الاستفتاء واحداث الـ ١٦ من اكتوبر في قراءة عادلة ومنصفة و بشكل يمنع تفريق لـمِّ شعبنا اكثر ويعيد الحق الى اهله و يسخر هذه الرؤية القومية السليمة لـخدمة عدم تكرار الهفوات والاخطاء السياسية، بيـد ان مانراه من شبكة اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني الكاذبة ومن يقف وراءها من الكهنة الاشرار تستغل اموال وطاقة هذه الامة بالاستمرار في الكذب والتضليل وبشكل يكاد يصدقون كذبتهم ايضا .
وبدل ان يبحثوا في اسباب تراجع الكورد بعد الاستفتاء واحتواء تداعياته بدقة وبخطط مدروسة. عمدوا الى تجميد الاستفتاء بقرار رسمي منهم وحضروا انفسهم للمؤامرة الاعلامية و العسكرية و الامنية الكبيرة والخاصة بالـ ١٦ اكتوبر .
ان ما يدعو للاسف ان الحزب الديمقراطي وبدل ان يجعل هذه الرغبة الديمقراطية والقومية العليا لشبعنا والمقصود الاستفتاء القومي مناسبة لجمع سائر طبقات المجتمع الكردستاني في بوتقة ستراتيجة واحدة تثمر عن التآلف و التعايش و بدعم الاحزاب السياسية بكردستان، جعلها مناسبة مخجلة للاضطراب ودفع باتجاه الفرقة والابتعاد عن البعض وكل ذلك نتيجة قصر نظر البارتي السياسية و وهيمنته غير المنضبطة واصبح الاستفتاء المحبط و تداعيات انسحاب البيشمركة من كركوك مادة للمزايدة والمهاترة الحزبية وتوزيع ولفق التهم للاخرين والتي بدورها اظهرت تدني مستوى ادبيات البارتي وانهم بارعون في مثل هكذا خطابات ليس الا.
فبالاضافة الى ان احداث ١٦ من اكتوبر قوّى شوكة العنصرية العربية و الطائفية و الحكم الميليشياوي، اعاد الخطاب المتدني والمضلل للبارتي الى ايام الحرب الاهلية اللعينة.
لقد واجه شعبنا و حركته السياسية بكل ما يحمله من آلام و جروح ردة فعل وتداعيات قرار تجميد الاستفتاء . ومما لاشك فيه ان هذا الاستفتاء الذي تتحمل قيادة البارتي الادارة السيئه له والتفرد بقراراته بدل ان يصل بشعبنا الى التحرر والى بر الامان دفعنا جميعا نحو مشاكل كانت سببا في :
– تراجع دور الكورد في العملية السياسية بكردستان وعموم العراق كأمر واقع مُـرّ ومنذ ذلك الحين يكافح شعبنا و قواه المسؤولة لتعديل هذا التراجع والتقهقر.
– تراجع في الجراة والمبادرة والقدرة على اتخاذ القرار السياسي للقوى السياسية ككل و البارتي نفسه، بشكل دفع الاخير بالسير والاندفاع المخجل نحو بغداد، وهذا حالهم في كل مرة يتعرضون فيها الى الانكسار والانهزام.
-لقـد تقهقرت في المحصلة اثر تلك السياسة والادارة المضطربة للبارتي واستغلالهم لوضع كردستان الداخلي الصعب، تقهقرت السياسة الكوردستانية في كركوك في الـ ١٦ من اكتوبر العام نفسه ( ٢٠١٧ )، وبسطت الحكومة المركزية سيطرتها على كركوك و المناطق المتنازع عليها بمعاونة الحشد الشعبي و عدد من الميليشيات الطائفية المختلفة. وفي خضم هذا الوضع الذي اختلت فيه موازين القوى من الوجهة العسكرية، بقيت بيشمركه الاتحاد الوطني لوحدهم في ساحات القتال وقدمت الكثير من الشهداء والجرحى بينما لاذت بالفرار قادة و قيادة البارتي من المزايديين القوميين بالفرار .
ان الحزب الديمقراطي وبدل اكتساب الدروس والعبر من هذه التجارب المرة والصعبة التي الحقها بشعبنا، يعمل وكعادته، ومنذ سنين على تشويه حقائق الاستفتاء واحداث الـ ١٦ من اكتوبر. وبدل ابداء الندم و مراجعة الذات و طلب المغفرة من شعبنا جعل من كل هذه المآسي القومية و الوطنية سلاحا حزبيا بيده للمزايدة الضيقة الافق. وبدلا من محاولة مداواة الجروح يعمد الى تسميمها وتهييجها والمتاجرة بها سياسيا والقاء تهم الاخفاق و الخيانة على الاخرين بقصد ابعاد الشبهة عنه لاسيما كيل التهم للاتحاد الوطني الكردستاني، ذلك الاتحاد الذي قدم العشرات من الشهداء والجرحى في مواجهة الـ ١٦ الصعبة بكركوك، وناب عنهم و عن الكوردستانيين جميعا في التضحية والقتال و المواجهة.
ان البارتي وبدلا من ان يشعر بالخجل ويطلب الصفح لتسببها بالامر، بدل ان يعترف باخفاقه في ادارة مجمل ملف الاستفتاء وملف الادارة السياسية والاقتصادية في الاعوام المنصرمة، نراه يبيع ويشتري به بالرخص في الاسواق السياسية وبدل ان يداوي جروح مابعد تجميد الاستفتاء واعادة خريطة اقليم كردستان الى ما كانت عليه قبل الاستفتاء الامر الذي فرّح الاصدقاء الزائفين و الاعداء الحقيقيين نراه وياللاسف يتعامل الى الان وكعادتهم وعن طريق سياسات غير منطقية بالاستفتاء الخاسر و تراجع الاوضاع بعد الـ ١٦ من اكتوبر ٢٠١٧، فيما مضى والان ايضا :
– باللغة الكردية يشتمون ويسبون وبالعربية يتنازلون ويتملقون بشدة للتيار العنصري والطائفي في العراق .
يخوضون معهم في مسالة التحالفات و لعبة الكراسي ولو كان ذلك على حساب ثوابت شعبنا .
-يهددون بالكردية سائر الحركة السياسية الكردستانية واحزابها، و ناشطي المجتمع و ومثقفي شعبنا ، وبالعربية يقبلون الاكتاف و يلحسون بلسانهم عباءة المتخلفين على امل ان يعطوهم منصب اخرا فوق مناصبهم على حساب شعبنا و احزابه، يحرضون كل القادة العراقيين ضد شعبنا وضد الاتحاد الوطني من اجل مصالحهم الحزبية الضيقة، بالامس كانوا يصفون المالكي و العبادي و العامري باعداء كردستان واليوم يبرمون معهم صفقات المناصب والرُتب.
* حقيقة الامر ان الـ ١٦ من اكتوبر يمثل اخفاق قادة البارتي واحتكارهم الرسمي لمفاصل السلطة، في ادارة العملية السياسية و الوضع العام بكردستان، في ادارة الاجماع الوطني لتقرير المصير.
والحقيقة ان السياسة الكردستانية وقعت بعد وفاة الرئيس مام جلال بيد البارتي الذي لم يدير الامور بطريقة عقلانية ابدا.
ان تراجع كردستان دليل اخفاق قادة البارتي المحتكرين والفاشلين في لعب دور الاخ الاكبر لان الامر لا يكون بفرض الامر الواقع، في حين نراهم يلقون باللائمة على الاخرين !! افلا تقولون لنا : كيف يعقل ان تسجل قيادة حزب ومحتكر بلد انتصارا ليس بذي قيمة باسمها وتسجل كُبريات اخفاقاتها في مجمل هذه الملفات باسماء الاحزاب والاطراف الاخرى. وهم يظنون ان الاخيرة ليس من نصيبهم سوى الاتهام و اللوم وممارسة التضليل بحقهم.
واليوم ، فان هذا الخطاب المضلل للبارتي العائد الى كركوك خجلا وعن طريق القسط المريح لم تتركه بعد حمى الحملة الانتخابية ويخطط البعض من قادته وبرلمانييه المنهزمين من كركوك لـحياكة سيناريوهات اخرى في التوقيت المصادف للتظليل الذي مارسوه في الـ ١٦ من اكتوبر .
وهاهم يحرضون الشباب الفقراء و المغلوبين على امرهم من الكورد ويدغدغون مشاعر الجماهير ضد الظلم والطغيان من دون اي دعم سياسي وغطاء امني مسبق، وحين يلاحظون ان القوات العراقية على مسمياتها المختلفة يميلون الى العنصرية اكثر من تطبيق القانون والحفاظ على الاستقرار، يهربون ويتركون المشاكل للكورد والاتحاد الوطني كي يهموا بحلها
يرتكبون الحماقة تلو الحماقة وحين تشتد عليهم يتركون كركوك وسكانها وشانهم. في عودتهم الى المدينة نوايا شريرة، تريد تكرار سيناريو اكتوبر كما فعلوا قبل ثلاثة ايام
ان الاتحاد الوطني الكردستاني وعلى مر تاريخه النضالي قدم الدماء من اجل كوردستانية كركوك و كان القوة الوحيدة التي سالت دمها في الـ ١٦ من اكتوبر بالرغم من عدم تكافئ القوى، كما انه كان الوحيد الذي بادر في اضطرابات الايام الثلاثة التي سبقت دخول القوات العراقية الى كركوك، بادر الى الاتصال ببغداد ووقف ضد تأزم الوضع والاعتقال العشوائي للشباب الكورد .
ومثلما شدد المكتب السياسي في بيانه المؤرّخ في ٢٠٢١/١٠/١٣ على مبادئ الاتحاد الوطني ان “الاتحاد الوطني يعتبر كركوك واهلها اكبر من اي مزايدة او شعار يرفعه بعض الاطراف من بينهم عدد من اعضاء المكتب السياسي للبارتي، الذين يضعون مسالة كركوك العظمى و تقرير مصيرها واهلها امام مخاطر و اللعبة السياسية من اجل الكسب الحزبي الضيق، والذي نعـده حراكيا سياسيا غير منطقي ولاجل ذلك فان الاتحاد الوطني قوة مسؤولة ويضع على عاتقه مبدأ حماية التعايش السلمي ويحافظ على ماموجود في كركوك من تعايش، وفي الوقت ذاته فان الاتحاد يحمي الحقوق والارض و كوردستانية المدينة ويعمل وفق هذه الستراتيجية”.