المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
أحزاب وكتل فائزة ترحب بنتائج الانتخابات العراقية الأخيرة وبجهود المفوضية العليا للانتخابات والبعثات الدولية لمراقبة العملية، وفي المقابل أحزاب وكتل تراجعت وأنحسرت مقاعدها وأصواتها في الانتخابات، بين هذا وذاك، يتسائل الشارع العراقي، بعد إعلان النتائج النهائية، ياترى كيف سيكون شكل الحكومة القادمة ؟ ألا يكون مسار تشكيليها معقداً وطويلاً في ظل برلمان قد يكون مشرذماً؟
الكاتب والباحث الدكتور حميد الكفائي يقول ” إن التغيير الذي حصل في الانتخابات الأخيرة سببه التغير في النظام الانتخابي المتعارف عليه، ونظام الدوائر المتعددة يفضل دائماً الأقوى، والشارع العراقي فضّلَ التيارالصدري، فبحكم كثرة وتعدد أنصاره ومؤيديه حصل على أعلى الأصوات والمقاعد في البرلمان” موضحاً ” أنه لابد للتيارالصدري مستقبلاً أن يكون على هرم تشكيل الحكومة متمثلاً برئيس الوزراء، وفي الوقت ذاته يتحالف مع من يريد من الكتل الفائزة الاخرى ( الكورد -السنة) لتشكيل الأغلبية المريحة.
القضاء على الفساد وردع الفصائل
وأضاف الكفائي في حديثه لـ(المسرى) “أن الشارع العراقي يأمل بتشكيل حكومة ذات توجهات وسياسات جديدة، تنتشل العراق من الواقع المزري الحالي، وتقضي على الفساد وتردع ظاهرة الفصائل المسلحة التي تعبث بسيادة وأمن واقتصاد العراق”، لافتاً الى ” أن الجهة التي تشكل الحكومة الجديدة هي أمام فرصة ذهبية كبيرة، وإن أرادت أن تكسب المزيد من التأييد والأصوات للانتخابات المقبلة، فلابد لها أن تكون حكومة قوية، تضم شخصيات مهنية وخبراء قادرين على إدارة الملفات ومؤسسات الدولة”.
من الخطأ مشاركة الجميع
كما يرى الدكتور الكفائي ” أنه من الخطأ مشاركة الجميع في تشكيل الحكومة القادمة، إرضاءً للكتل والاحزاب، بل هي فرصة للقوى الفائزة لتقدم إنجازاً للشعب العراقي، وليس السير على الأخطاء نفسها التي سارت عليها الحكومات السابقة، وفي مقدمتها تحقيق العدالة، والقصاص من المجرمين وقتلة الابرياء و الناشطين من أبناء الشعب العراقي”.
الاعتراض على النتائج أمر طبيعي
أما الكاتب والباحث في الشأن السياسي كريم بدر، فيرى أن ما يحدث الأن في الشارع العراقي من أحتجاجات وتظاهرات حول نتائج الانتخابات، هو أمر طبيعي، حيث قال لـ ( المسرى) “قضية العد والفرز اليدوي لأوراق الاقتراع، حدثت في الانتخابات الاميركية ، أنصار ترمب اقتحموا مبنى الكونكرس، وتداعياتها موجودة لحد الان، لذا ليس من الغريب او المعيب ما يحدث الان على الشارع العراقي، المسألة برمتها هو التعاطي مع نتائج الانتخابات، لأن كل الاطراف لها مبرراتها”.
الحكومة التوافقية قنبلة موقوتة
بدر أضاف ” أن حل الإشكال يحتاج الى قليل من الحكمة من جميع الأطراف، ولا ضير أن تكون مسألة العد والفرز اليدوي سبباً في نزع فتيل أزمة في البلاد أضف الى ذلك أن الشعب العراقي سيكون على دراية أكثر بما حدث ويحدث مستقبلاً، لتضييع الفرصة على من يريد إشعال الوضع في العراق، مبينا في الوقت ذاته “أن تشكيل حكومة توافقية هي بمثابة قنبلة موقوتة، الشعب العراقي يحتاج لحكومة فائز، صاحب أستحقاقات انتخابية، تجمع في طياتها مكونات الشعب العراقي”.
التشكيك بنسب المشاركة
هذا وشكك الكاتب والباحث كريم بدر بنسبة المشاركة في الانتخابات التي اعلنت عنها المفوضية، عازاَ الأمر الى خلو مراكز الأقتراع من المصوتين، وفقدان حماس الناخبين بالمشاركة في العملية الانتخابية، وأن نسبة المشاركة المعلن عنها وهي أكبر من نسب المشاركة في دول اوروبا، فكيف بمرشح يفوز يوم الأقتراع، ويكون خاسراً يوم الإعلان عن النتائج الاولية والعكس صحيح أيضاً، لذا الشارع العراقي والسياسيون والاحزاب والكتل جميعهم يحتاجون الى تطمينات للأقتناع بالامر ومحو فكرة التزويرالسائدة لدى البعض”.