المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
في تطور لافت للنظر جدد زعيم التيار الصدري رفضه، تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية للبلاد، فيما يتعلق بالانتخابات ونتائجها، وما يترتب عليها من تحالفات، لتشكيل الحكومة المقبلة، كما ويلوح باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية الدولية لمنع ذلك، ويؤكد في الوقت ذاته على تفعيل العلاقات الثنائية مع جميع الدول، في المجالات الأمنية والتجارية والدبلوماسية.
لا الحكومة دون تدخل
الكاتب والصحفي هيوا عثمان له رأي مغاير لهذا الطرح، حيث يعتقد “أن تشكيل الحكومة العراقية تاريخياً، لم يمر دون تدخل دول الجوار، إيران تحديداً ، وأميركا دولياً ” ،مستبعداً “تشكيل حكومة جديدة دون التدخلات المباشرة من هذين الطرفين، كما سابقاتها وعلى الطريقة نفسها كما عهدها العراقيون”.
وأوضح عثمان لـ(المسرى) “بالتأكيد هناك مشاكل ستحدث حين تشكيل الحكومة المرتقبة، ولإنهاء تلك الخلافات وجمع الفرقاء، تتدخل إيران وتحُل الخلافات وتشكل الكتلة الأكبر، وليس ذلك فقط، وإنما فرض اسم وسط الأسماء المطروحة لتولي منصب رئاسة الوزراء”، لافتاً الى “أن الشخصية التي ستطرح لتولي رئاسة الوزراء يجب أن يكون بموافقة طهران، ولا يكون هناك فيتو إيراني عليه، وكذلك الولايات المتحدة الاميركية”.
العراق بُني على أساس معادلة دولية اقليمية
رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن إنتفاض قنبراستبعد كذلك تشكيل حكومة عراقية جديدة دون التدخلات الخارجية، فقد أشارلـ( المسرى) ” العراق منذ تكوينه في العام 1921 قد بني على أساس معادلة دولية إقليمية، اي ان العراق يعتبر دولة واجهة او بوابة للوطن العربي مع العالم الخارجي، كونها البلد العربي الوحيد الذي يحدها من جهتين دولتان غير عربيتين (إيران وتوركيا)، أضافة الى حدودها مع عدة دول عربية” منوهاً الى ” أنه من الصعوبة حدوث تغيير سياسي في العراق دون وجود أو تدخل أو تاثيرأجنبي”.
ليست كل التدخلات سلبية
واضاف “ليس بالضرورة أن يكون جميع التدخلات الخارجية في الشأن العراقي سلبية، وإنما أحيانا تماشياً مع ما يخدم مصالح الشعب العراقي، وإسقاط نظام حزب البعث خير دليلٍ على ذلك”، مستدركاً بالقول” لكن التدخلات الايرانية ضد إرادة الشعب والدستور العراقي تتعارض مع الأطرالمعروفة للسيادة العراقية”.
الصدر رجل دولة
كما بيَّن رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن ” أن مطالبات زعيم التيار الصدري بعدم تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية العراقية، ماهي إلا دعوات نابعة من رجل دولة والإحساس بالمسؤولية الوطنية، والشعور بالمواطنة العراقية”، مشيراً الى” ان استخدامه لكلمة الدبلوماسية هو من أجل ترسيخ مبدأ السلم في البلاد وليس السلاح والحرب، ووأد الفتنة والانقسام الذي لا يخدم العراق، الأن ومستقبلاً”.
شهر تشرين الاول 2021 لم يكن شهراً سهلاً وهادئاً على الشعب العراقي ،وكذلك على طبقته السياسية حاكمة كانت أم بعيدة عن السلطة، والى اليوم سخونة الأحداث في تسارع، وجلُّ العراق بأنتظار اعلان النتائج النهائية للانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي، وما ستؤول اليه الاوضاع بعد ذلك.