أعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين ان العراق يحتل حسب التصنيفات العالمية المركز الثالث بعد الصومال وجنوب السودان، من حيث أفلات قتلة الصحفيين من العقاب، وافلات المجرمين من قتلة الصحفيين، يضع علامات استفهام وتسائل حول تطبيق القوانين وعلوها، كما انه يشير الى محاولة قهر الصحفيين واجبارهم على السكوت أمام الفساد وانتهاك حقوق الانسان؟
ويشارك مركز ميترو بأعتباره عضواً في التجمع العالمي لأنهاء الافلات من العقاب للمجرمين الذين ارتكبوا جرائمهم ضد الصحفيين، في العاصمة اللبنانية بيروت لاحياء ذكرى الصحفيين الذين تم اغتيالهم في أقليم كوردستان وباقي مناطق العراق الاخرى، بعرض صورهم ونبذة عن حياتهم.
وحسب التقرير السنوي لهذا العام للجنة حماية الصحفيين (ومقرها نيويورك)، فمن مجموع (278) عملية أغتيال للصحفيين، (226) منها، أفلت فيها القتلة من العقاب.
وجاءت عمليات الاغتيال هذه للصحفيين، ارتباطاً بعملهم الصحفي، ونتيجة لتقاريرهم وكتاباتهم عن الفساد وجرائم المنظمات والمجموعات الارهابية، وسعت الحكومات والمجموعات المشاركة في الفساد والاجرام الى الاقتصاص من الصحفيين رداً على تقاريرهم وكتاباتهم.
وصرح رحمن غريب المنسق العام لمركز ميترو للدفاع عن حرية الصحافة، ان المركز وبالتنسيق مع المنظمات الاخرى(IFEX، ARTICLE 19 GCHR، CPJ، UNESC، IMS ) ومنظمات أخرى )شارك في العاصمة اللبنانية بيروت الذي يصادف اليوم 2 من تشرين الثاني، في مراسم اليوم العالمي لأنهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وبهذه المناسبة، قال المنسق العام لمركز ميترو: إن الاعلاميين يلعبون دوراً مهماً في الدفاع عن حرية التعبير ويأتي ذلك من خلال ضمان الحرية لهم في عملهم، واضاف:” لايمكن الحديث عن حقوق المواطنين وترسيخ الديمقراطية، بدون وجود حرية العمل الاعلامي”، واكد غريب “ان الافلات من العقاب، وهروب مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين من العدالة، يعني انتهاك بحقوق الضحايا وعوائلهم، وهذا يتنافى مع كافة القوانين الدولية الخاصة بحقوق الانسان”.
وأوضح منسق مركز ميترو “ان المركز أكد في كافة المناسبات ان ضرورة اجراء حوار عام ومفتوح وديمقراطي محكوم بحرية الاعلام، وان تنوع وتوسع وسائل الاعلام وحرية عملها وحق الحصول على المعلومات والنشر والآراء المختلفة شرط لهذا الحوار الديمقراطي”، وطالب ” كلا الحكومتين العراقية واقليم كوردستان، بتوفير البيئة الملائمة لحرية العمل الاعلامي، من اجل ان يأخذ الاعلام دوره، وازالة كافة العوائق، ومحاسبة ومعاقبة الذين يهددون ويعتدون على الاعلاميين، وتسليمهم للعدالة من اجل عدم افلاتهم من العقاب”.
وقال غريب: ” طوال 30 عام من حكم المتنفذين في اقليم كوردستان، و18 عاماً من الحكم في العراق بعد سقوط الدكتاتورية، لايوجد رغبة سياسية لسيادة القانون وأنهاء الافلات من العقاب”.
وأكد:” ان افلات المجرمين من العقاب، من الذين ارتكبوا جرائمهم ضد الصحفيين، يجعل علو القانون وتطبيقه محل تسائل وتشكيك، واستمرار ذلك يهدف بشكل مباشر الى أن يلوذ الصحفيين بالصمت أمام عمليات الفساد وانتهاك حقوق الانسان”.
وكانت منظمة الامم المتحدة قد اتخذت قراراً عام 2013، بتخصيص يوم 2 تشرين الثاني، يوماً عالمياً لأنهاء الافلات من العقاب، من الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وطالبت الدول الاعضاء في الامم المتحدة بتحديد طريقة مناسبة لمجابهة انتشار الافلات من العقاب وان يكون ذلك واجباً عليها تلتزم به”.
وقرار الامم المتحدة يدين الاعتداءات والاعمال العدوانية التي ترتكب بحق الصحفيين والعاملين في الموؤسسات الاعلامية، ويتضمن القرار دعوة الى الدول الاعضاء، ببذل اقصى الجهود لمكافحة ومجابهة الاعتداءات على الصحفيين، وانهاء الافلات من العقاب، وتوفير ارضية لمساءلة ومعاقبة الاشخاص الذين يرتكبون جرائم بحق الصحفيين.