المسرى… تقرير : فؤاد عبد الله
منذ 2003، وتوزيع المناصب في العراق يسري وفق نظام أو مبدا المحاصصة على اجهزة الدولة، وصار عُرفاً أن يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا ورئيس الجمهورية كوردياً.
وكثيراً ما نسمع قبل الانتخابات أحزاباً وكتلاً تظهر الى العلن لتُعلن عن تحركات لتشكيل تحالف سياسي انتخابي عابر للمكونات أو الطوائف كدعاية أنتخابية، ولكنها في الأصل فقاعة تختفي بمجرد أنتهاء العملية الانتخابية.
ياترى لماذا لحد الآن، لا يوجد أو لم يؤسس في العراق حزب أو تكتل او تحالف، بحق، يكون عابراً للمكونات أوالطائفية ؟
عدم وجود ستراتيجية واضحة
المختص في العلاقات الأستراتيجية عبد الجبار جعفر من واشنطن يرى أن ” هذه الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية العراقية لا تمتلك ستراتيجية واضحة لإدارة الحكم في العراق، وليس لديها تجربة وطنية، تقدم مصالحها الحزبية الضيقة على مصالح العراق والعراقيين، وتاريخ إداراتهم للبلاد منذ 2003 ولغاية الأن، خير دليل على ما نقول”، موضحاً بقاء المحاصصة في العراق، لأبتكارهم مبدءً يسمى التوافق.
مكاسب الاحزاب الذاتية
وأكد جعفر لـ( المسرى) أن ” جميع الأحزاب السياسية على الساحة العراقية قد فشلت بامتياز في إدارة الحكم في البلاد، ولم ولن تتمكن من التراجع عن مواقفها لتحقيقها مكاسب ذاتية ضيقة”، لافتا اذا أردنا الخلاص من المحاصصة، فيجب تقديم مشروع وطني واضح، تقدم فيه الأحزاب مصلحة الوطن على مصالحها الذاتية، وبالتاكيد الشعب لن يبقى ساكنا للابد، وما نتائج الانتخابات الاخيرة أفضل صورة ورسالة قوية وواضحة لتلك الأحزاب، املاص في التغيير المنشود”.
المصالح القومية والطائفية
أما رئيس مؤسسة النبأ للدراسات الاستراتيجية الدكتور هاشم الكندي فيرى “أنه بعد 2003 تشكلت العملية السياسية في العراق بالشكل الذي أرادته اميركا، اي بصورة تكتلات طائفية وقومية، وذهبت التشكيلات فيما بعد إلى إعتماد التحالفات حسب المصالح القومية والطائفية والمذهبية، وهذا المبدأ مستمر لحد الآن”، مبيناً أن ” الذي تكرس من هكذا احزاب أو تحالفات هو حماية كل جهة لمصالح قوميته وطائفته، وحتى الأحزاب التي تشكلت بعناوين هامة فيما سبق، ذهبت فيما بعد لتكون إما قومية أوطائفية ومذهبية”.
اشخاص وعائلات تحكم
الكندي قال لـ( المسرى) إن ” هذا الأمر لا يمكن أن نتخلص منه بسهولة، لأن كل حزب متلون بلون معين، إما مذهب أو قومية أو طائفة واحدة، وليس هذا فقط، بل زاد في الطين بلة ظهور أشخاص وعائلات ومن ينتمون لهم وولائاتهم محصورة بهم، وهذه العائلات والإنتماءات الشخصية هي التي تتحكم في تشكيل التحالفات والأحزاب”، مستدركاً ” لعل المتاح الآن تشكيل تحالفات واسعة من كل المكونات ( شيعية – سنية- كردية) ينطلق منها العمل الكامل، بعيداً عن العمل الخاص الذي يتحدث به كل مكون على حدة”.
تحالف معارض
وحل هذه الإشكالية برأي رئيس مؤسسة النبأ للدراسات الاستراتيجية إلى ” أنه لابد أيضا من تحالف آخرمن كل المكونات يكون معارضاً لتحالف الموالاة والحكم، حيث بهذه الحالة يمكن ان يخطو العراق خطوة أولى نحو الإنجازوالأداء”.