المسرى.. تقرير: أيوب عبد الله
بدأت الأحزاب والأطراف السياسية العراقية خطواتِها الأولى لتشكيل الحكومة المقبلة بعد انتخابات لم تخلُ من اعتراضات على نتائجها لاسيما من بعض القوى الشيعية التي خسرت معظم مقاعدها، ولا أحد يستطيع التكهن بنوع الحكومة المقبلة، أو المدة التي سيستغرقه تشكيلها.
زيارة أولى للصدر منذ 2003
وأوضحُ هذه الخطوات زيارةُ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (الحاصل كتلته على أعلى عدد من المقاعد البرلمانية بـ 73 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 329) إلى رئيس مجلس النواب السابق، زعيم تحالف “تقدم” محمد الحلبوسي مساء الخميس، ويراها البعض خطوة مهمة على طريق تنفيذ برنامجه لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وهي رسالة تبيـن جدية الصدر في تحقيق هذا الأمر والمضي قدماً فيه، خصوصاً وأنها الزيارة الأولى للصدر إلى مقر زعيم سنّي عراقي منذ العام 2003.
الاطار التنسيقي: حكومة تشارك فيها الجميع
أما الطرف الشيعي الآخر، كتل “الإطار التنسيقي”، الخاسرِ الشيعي الأكبر في البرلمان فيطرح نقيض ما يطرحه الصدر وهو توافق شيعي شيعي لاختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة وإشراك الجميع فيها من ممثلي المكونات، لكن هذا الطرف يتحرك على ارض ليست بصلبة فهو معرض للانفكاك في اي لحظة لافتقاده إلى رؤية تجمع اطرافه المختلفة في ملفات عديدة شغلت السياسيين العراقيين منذ التغيير في عام 2003.
الاتحاد الوطني: وحدة الصف الكوردي
اما الاطراف الكردستانية، فيبدو ان ما يهمها توجهُ الكورد الى بغداد والمشاركةُ في العملية السياسية بالعاصمة بصف واحد، وهذا الذي شدد عليه مرارا السيد بافل طالباني في اغلب لقاءاته وبياناته الصحفية ولعل آخرها بيان للمكتب السياسي الأخير الذي اكد على “مشاركة الكورد بشكل موحد لنيل الحقوق المشروعة لشعب كوردستان وتحديد الأولويات في هذه المسألة”.
ويبدو ان الاتحاد الوطني يولي اهتماما خاصا بكركوك، وظهر هذا جليا في تصريحات القيادية في الحزب حسيبة عبد الله عندما رهنت مشاركة حزبها في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة بحصول الكرد على منصب محافظ كركوك، أما القيادي الأخر ستران عبدالله فلم يترك مناسبة الا وتحدث فيها عن احقية الكورد ومن بين الكورد الاتحاد الوطني بالمنصب، وانتقد فيها ادارة كركوك الحالية، معتبرا أنها لا تتوافق مع ارادة سكان المدينة.
الديمقراطي الكردستاني: حوارات لجس النبض
لكن طرف كردستاني آخر، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لم ينتظر طويلا أو على الأقل حتى تنتهي المفوضية العليا للانتخابات من عملية العد والفرز اليدوي وحسم الطعون، ليتحرك في هذا المضمار ويتوجه الى بغداد بوفد حزبي عقد نهاية الأسبوع الماضي لقاءات مع التيار الصدري والحلبوسي والعبادي لبحث تشكيل الحكومة القادمة. وإن كان القيادي في الحزب هوشيار زيباري المتواجد مع الوفد، اكد أن “الحوارات الحالية مبدئية، وتهدف إلى جس نبض الكتل السياسية الأخرى، والاستماع إلى طرحها، ورؤيتها عن قرب، وما إذا كانت ترغب بالذهاب إلى حكومة توافق وطني، أم أغلبية سياسية، والشروط التي يجب توفرها، في كل الخيارات”.
الجيل الجديد: هاكم مقاعدنا
أما حراك الجيل الجديد الحاصل على 9 مقاعد برلمانية، فدخل مبكرا مشاورات تشكيل الحكومة، عبر تصريح رئيسه شاسوار عبد الواحد والذي خاطب فيه القوى الكردستانية والعراقية بالقول “لانريد مناصب حكومية ولا وزارات، هاكم مقاعدنا”، متسائلا “ماذا ستقدمون للكورد وكيف ستخدمون الناس”.
قطار تشكيل الحكومة قد بدأ مسيره، ولكن يبقى السؤال الأهم هو كيف سيكون نوع الحكومة وكم سيستغرق تشكيلها؟