المسرى.. تقرير: كديانو عليكو
قدم العراق العشرات من العقول والشخصيات الفنية للحضارة الانسانية، ولا غريب في ذلك، فهو بلاد الرافدين مهد اقدم الحضارات العالمية، وكانت لهذه العقول في فن التشكيل والسينما والمسرح والشعر والنحت وحتى في علم الطب بصمة جلية وخدمت الانسانية كثيرا. كما تميز العراق بامتلاكه تراثاً غنياً بالثقافة والفنون استفاد منها الكثير من البلدان.
يتناول هذا التقرير شخصيات عراقية في مجال الفن التشكيلي والتصميم المعماري والسينما والمسرح والشعر ممن كانوا مساهمين بارزين في اغناء التراث العراقي والحضارة العالمية في آن واحد، ولو ان ذلك لا يغطي الا جزءا يسيرا من تاريخ وثقافة العراق.
نوري الراوي
نوري الراوي من مواليد 1925 في مدينة راوه غرب الأنبار ونال شهادة التعليم من دار المعلمين في بغداد عام 1941، وهو عضو مؤسس لجمعية التشكيليين العراقيين عام 1956، وحاصل على شهادة دبلوم معهد الفنون الجميلة فرع الرسم بغداد عام 1959، ومعد ومقدم برامج الفنون التشكيلية في تلفزيون العراق من 1957-1987، ولديه زمالة دراسية في التصميم الطباعي مونتاج المطبوعات وديكور البرامج التلفزيونية من بلغراد 1962-1963.
مؤسس المتحف الوطني للفن الحديث
والراوي هو مؤسس “المتحف الوطني للفن الحديث” وأول مدير له للفترة من 1962-1974، وزميل “جماعة الرواد” الفنية برئاسة فائق حسن 1964-1979، وعضو اللجنة الوطنية العراقية للفنون “إياب” التابعة لـمنظمة اليونسكو 1967 -1969، ورئيس جمعية التشكيليين العراقيين للفترة من 1982-1983، وعضو اللجنة العليا لمهرجان بغداد العالمي للفن التشكيلي 1986-1994، وعضو المجلس المركزي لنقابة الفنانين العراقيين 1989-1993، وعضو الهيئة المؤسسة لملتقى الرواد “بيت العلماء” 1993.
نال الراوي وسام الاستحقاق العالي بمرسوم جمهوري عام 1993، ونال لقب “رائد تشكيلي” 1993، ورئيس رابطة نقاد الفن التشكيلي في العراق 1998، ولديه العديد من المعارض الشخصية في العراق والعالم.
أهم أعمال الراوي
ومن كتبه وآثاره الكتابية “تأملات في الفن العراقي الحديث- 1962″، و”المدخل إلى الفلكلور العراقي- 1962″، و”جواد سليم 1963″، و”الفن الألماني الحديث -1965″، و”العراق في غرافيك- 1966″، و”منعم فرات نحات فطري -1975″، و”اللون في العلم والفن والحياة-1986″، و”متحف الحقيقة متحف الخيال -1998″، و”تأملات في الفن العراقي الحديث- 1999″، وله عدد من المؤلفات المعدة للطبع.
بهيجة الحكيم
اسمها الكامل ( بهيجة نوري مهدي الحكيم) من مواليد مدينة كربلاء عام 1937، أكملت دراستها في ثانوية الأعظمية عام (1952)، وتخرجت من كلية الملكة عالية / فرع الفن عام 1957، قامت بتدريس فن الرسم في عدد من مدارس كربلاء ومنها دار المعلمات والفنون البيتية وثانوية الوحدة و معهد المعلمات في بغداد الكرخ وفي ثانوية الخنساء في البصرة وذلك من عام (1957 الى عام 1981 ).. وبعد عودتها الى بغداد اصبحت مديرة لمتحف الفنانين الرواد – بغداد منذ عام (1982 الى عام 1994)، وكان لها العديد من المعارض الشخصية داخل وخارج العراق .
راكان دبدوب
راكان عبد العزيز عبد المجيد آل دبدوب المعروف بـراكان دبدوب (29 مايو، 1942 – 12 فبراير 2017 في الموصل، العراق)، نحّات، رسّام تشكيلي عراقي مبدع ورائد.
كان حتى وفاته عضوا في نقابة الفنانين العراقيين وجمعية التشكيليين العراقيين، تحصّل على جوائز عالمية عديدة، منها: “جائزة دانتي” خلال معرض أقامته العلاقات الثقافية الإيطالية العربية في روما عام 1962، وفي ذات العام حصل على الجائزة الثانية لمهرجان “سان فيتو رومانيو” الذي تشرف عليه بلدية روما. أقام 36 معرضا خاصا به، وشارك بعشرات المعارض الفنية داخل وخارج العراق. نشأ وأقام وفضّل البقاء في مدينته الموصل طيلة مسيرة حياته، وبكل تقلّبات الحياة والأوضاع الأمنية والحروب والعمليات العسكرية التي شهدها العراق بشكل عام ومدينته الموصل ومحافظة نينوى على الوجه الخصوص، ولم يغادر الموصل حيث وافته المنيّة ووري جثمانه الثرى في المدينة الحدباء عن عمر ناهز الـ76 عاما.
زها حديد
زُها حديد واسمها الكامل زُها محمد حسين حديد اللهيبي، معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد يوم 31 أكتوبر 1950 وتُوفيت في ميامي يوم 31 مارس 2016. وظلت زها تدرس في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971، ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية.
تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية بلندن، وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل. وعندما سئلت عن أي نصب تذكاري بغدادي تفضل أن يكون “رمزا إعلاميا لبغداد” لم تتردد إنها ترى نصب “كهرمانة” الأفضل لأنه يرمز لعصر الرشيد الذهبي لبغداد وقصص ألف لية وليلة وهذا مرتبط أساسا بالمخيال الجمعي العالمي لبغداد، ونصب الشهيد لانه الأكثر تعبيرا عن شموخ وتضحيات العراقيين في التاريخ المعاصر،
يوسف العاني
يوسف العاني (1 يوليو 1927- 10 اكتوبر 2016) وهو ممثل ومخرج وفنان عراقي شهير من مواليد بغداد. ولقد نشأ في محلة بغدادية قديمة تعرف بـمحلة (سوق حمادة) تقع وسط بغداد ويبدو أنه قد أخذ الكثير من أصول وركائز وأشكال كتاباته المسرحية من اجواء وملاذات محلته تلك. وتوفي في احدى مستشفيات الاردن بتاريخ 10 تشرين الأول 2016.
اهم اعمال العاني السينمائية والمسرحية
العاني أحد مؤسسي فرقة الفن الحديث عام 1952 والتي رفدت الفن المسرحي العراقي بعشرات المسرحيات. وللعاني المولود في الأول من تموز/يوليو من عام 1927 في محلة سوق حمادة الشعبية وسط بغداد، اسهامات كبيرة في السينما العراقية ومن أبرز افلامه “سعيد أفندي” 1958 و”وداعا لبنان” 1967 و”المنعطف” 1975 و”المسألة الكبرى” 1983 و”اليوم السادس” 1986 و”بابل حبيبتي” 1987.
كما شارك العاني في مسرحيات أبرزها “مسمار جحا” 1952 و”تموز يقرع الناقوس” 1968 و”النخلة والجيران” 1968 و”ولاية وبعير” 1971 و”البيك والسائق” 1974 و”بغداد الازل بين الجد والهزل” 1975 و”القربان” 1975 و”مجالس التراث” 1980 و”الليلة البغدادية مع الملا عبود الكرخي” 1983 و”الإنسان الطيب” 1985.
كما شارك العاني في العشرات من المسلسلات العراقية .
حقي الشبلي
ولد الفنان حقي الشبلي في بغداد عام 1913، يعتبر رائد الحركة المسرحية في العراق، قام بأول دور تمثيلي في عام 1926 في فرقة جورج أبيض المصرية.
مؤسس اول فرقة مسرحية
وهو مؤسس أول فرقة مسرحية عراقية في عام 1927 باسم الفرقة التمثيلية الوطنية، وفي عام 1931 أسس فرقة تحمل اسمه، وأسس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة بعد أن كان معهداً خاصاً بالموسيقى فحسب عندما أسسه الموسيقار محي الدين شريف. ثم صار الشبلي رئيساً لقسم المسرح ومدرساً فيه ثم عميداً لمعهد الفنون الجميلة، درس المسرح في باريس عام 1935. أسس معهد الفنون الجميلة في منتصف الأربعينات، تقاعد في عام 1976، توفي عام 1985.
أبو الطيّب المُتنبّي
واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي ولقبه شاعر العرب (303هـ – 354هـ) (915م – 965م)؛ أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ولقد قال الشعر صبيا، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكرا.
محمد مهدي الجواهري
محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1899م – 27 يوليو 1997م): شاعر عراقي، يُعد من بين شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي.
نشأ الجواهري في النجف، في أسرة أكثر رجالها من المشتغلين بالعلم والأدب. ودرس علوم العربية وحفظ كثيرًا من الشعر القديم والحديث ولاسيما شعر المتنبي. اشتغل بالتعليم في فترات من حياته، وبالصحافة في فترات أخرى، فأصدر جرائد “الفرات” ثم “الانقلاب” ثم “الرأي العام”، أول دواوينه “حلبة الأدب” 1923م وهو مجموعة معارضات لمشاهير شعراء عصره كأحمد شوقي وإيليا أبي ماضي ولبعض السابقين كلسان الدين بن الخطيب وابن التعاويذي. ثم ظهر له ديوان “بين الشعور والعاطفة” 1928، و”ديوان الجواهري” (1935م و1949م – 1953م، في ثلاثة أجزاء).
رعد شاكر
ولد رعد شاكر في 21 ديسمبر 1948 في بغداد. بدأ مسيرته الطبية في بغداد عام 1971 ، وانتقل إلى المملكة المتحدة عام 1975 كزميل باحث في جامعة جلاسكو قبل أن يكمل تدريبه في طب الأعصاب في عام 1979 في معهد العلوم العصبية في غلاسكو.
شغل شاكر منصب أمين الخزانة العامة اللاتحاد العالمي لطب الأعصاب في عام 2007.
من 2014-2018 ، شغل شاكر منصب رئيس WFN. تتميز فترة ولايته في منصبه بتركيزه على المنظمات الإقليمية لـ WFN ، ودعم إنشاء الأكاديمية الأفريقية لطب الأعصاب (AFAN) في عام 2015 ، والاتحاد الأمريكي لجمعيات الأعصاب (PAFNS) في اللاتينية أمريكا ، في عام 2016.
وسام الامبراطورية البريطانية
كرّم ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الطبيب العراقي رعد شاكر بوسام الامبراطورية البريطانية برتبة قائد CBE ، نيابة عن ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ، وذلك تكريما لخدمته في مجال الطب والعلاقات الطبية الدولية .
ويرأس شاكر منذ 12 عاما قسما يضم اختصاصات جراحة الجملة العصبية وطب العيون والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرقبة في مستشفى “امبريال هوسبيتل” في غرب لندن، ويعمل تحت إشرافه 110 طبيبا بريطانيا.